إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
2 April 2021

مؤسسة قطر وأمهات ذوي التوحد: لتعزيز الوعي والقبول من أجل بيئة صديقة للتوحد

مشاركة

طلاب في أكاديمية ريناد

في اليوم العالمي للتوعية بالتوحد أُمهات يتحدثن عن أهمية الوعي الاجتماعي ومدربة أولياء الأمور في أكاديمية ريناد تؤكد جهود مؤسسة قطر في إنشاء بيئة صديقة للتوحد

بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالتوحّد، يسلّط المختصون، وأولياء أمور الأطفال ذوي التوحد، الضوء على أهمية وعي كافة أفراد المجتمع بكيفية التعامل مع ذوي التوحد وتقبّلهم، كخطوة أساسية نحو دمجهم بشكل تام في المجتمع، ما يُعزز شعورهم بالانتماء إلى مجتمعهم، ويُلبي تطلعاتهم بلعب دور فاعل في المجتمع، وتحصيل حقهم في الحياة الطبيعية كغيرهم.

ما زلنا نشعر بأننا نفتقد الدعم الكافي من قبل المجتمع، وخصوصًا من قبل العديد من الشركات والمنظمات والمراكز التجارية التي لا نتمكن حتى اليوم من اصطحاب أطفالنا إليها بكل ثقة

دينا السليطين

تقول رولا سطوف، مدربة أولياء الأمور في أكاديمية ريناد، عضو التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر: "يُعدّ إنشاء بيئة صديقة للتوحد في قطر، من الأهداف الرئيسية التي نركز عليها في الأكاديمية، على الرغم من أننا ندرك أن هناك الكثير من التحديات التي تواجهنا، إلّا أن الأطفال ذوي التوحد يحتاجون أولًا إلى القبول من قبل الآخرين، قبل أن يشعروا بالاندماج التام في المجتمعات، وهو ما يستغرق وقتًا وجهدًا. نحن نحتاج إلى أن يعي كل أفراد المجتمع أن التوحد ليس سببًا للحذر أو التحديق المطول بهم في الأماكن العامة ورفضهم، بل هو واقع يجب أن نقبله في مجتمعنا ولا نحصره فقط في المنزل. عندما نفهم التوحد سندرك مدى روعة الأطفال ذوي التوحد الذين نلتقي بهم".

رولا سطوف، مدربة أولياء الأمور في أكاديمية ريناد

يواجه أولياء أمور الأطفال ذوي التوحد تحديات كبيرة مع أطفالهم، من بينها ضرورة تنمية مهاراتهم الاجتماعية مثل التفاعل الاجتماعي والتواصل، لكن مع استمرار عدم فهم المجتمع لمتطلباتهم، فإن جهد أولياء الأمور يضيع في البحث عن طرق ووسائل بديلة لمساعدة أطفالهم على التأقلم مع هذه البيئة التي تتعامل معهم بحذر، وهو ما يسبب لهم الإحباط، فيفقدون الدافع لدمج أطفالهم في المجتمع ويصابون بخيبة أمل".

إنشاء بيئة صديقة للتوحد في قطر، من الأهداف الرئيسية التي نركز عليها في أكاديمية ريناد

رولا سطوف

بدورها، تتحدث الأم دينا السليطين، وهي أم لطالبة في أكاديمية ريناد عن التحديات التي تواجه أولياء الأمور بشكل عام وتقول:" بالرغم من المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقنا في سبيل تنمية وتعزيز مهارات أطفالنا، فإننا ما زلنا نشعر بأننا نفتقد الدعم الكافي من قبل المجتمع، وخصوصًا من قبل العديد من الشركات والمنظمات والمراكز التجارية التي لا نتمكن حتى اليوم من اصطحاب أطفالنا إليها بكل ثقة".

وتضيف:" نحن نمر بمواقف عديدة نصطدم خلالها بحقيقة عدم وجود تقبل كامل لأبنائنا وعدم وجود وعي كافٍ بالتوحد. على سبيل المثال، أبلغتني إحدى الموظفات في مركز ترفيهي تتردد عليه ابنتي لولوة كعضو فيه منذ ثلاث سنوات، أن ابنتي تسبب للفريق وباقي الأطفال الإزعاج، وأنهم سوف يلغون اشتراكها، ويمنعونها من زيارة المرفق الذي تستمتع باللعب فيه كباقي الأطفال. مثل هذه المواقف، تسبب لنا نحن، كأولياء أمور، الكثير من الألم والشعور بالخيبة، فنحن بحاجة إلى توفير بيئة صديقة للتوحد، يتمكن فيها أطفالنا من عيش حياة طبيعية".

تضيف المدربة رولا سطوف:" يؤثر غياب الوعي المجتمعي وغياب بيئة ملائمة أو خدمات مجتمعية للأطفال ذوي التوحد تأثيرًا سلبيًا عليهم، حيث يصبح نشاطهم أقل ويتكون لديهم شعور بالرفض من قبل المجتمع ما يعوق وصولهم إلى الاستقلالية والانسجام مع المجتمع، كما يؤدي عدم القبول إلى عزل هذه الشريحة وأُسرها عن الانخراط في الحياة الاجتماعية".

في هذا السياق، تسعى مؤسسة قطر من خلال شراكاتها إلى بناء بيئة صديقة للتوحد في جميع أنحاد قطر، ومن بين هذه الشراكات، التعاون مع الجمعية الوطنية للتوحد ومقرها المملكة المتحدة، حيث قدم خبراء من الجمعية دورات تدريبية للموظفين في أكاديمية ريناد، المخصصة للأطفال ذوي التوحد، بهدف مساعدة فريق الأكاديمية على تعزيز وعي أفراد المجتمع بالتوحد، من خلال تدريب أصحاب المصالح في قطر، مما يسهم في بناء مجتمع صديق لذوي التوحد.

إنّ نشر التوعية حول التوحد، سيجعل المجتمع أكثر إدراكًا لاحتياجات ذوي التوحّد، وسوف يسهم في دعمنا كأولياء أمور وتشجيعنا على اصطحاب أبنائنا إلى الأماكن العامة

حصة القحطاني

تقول المدربة سطوف:" لقد قمنا في أكاديمية ريناد بتقديم الدورات التدريبية للمجتمع الأوسع، وذلك على مدار العام، وقد استفاد من هذه الدورات مؤسسات عديدة في قطر، مثل مكتبة قطر الوطنية، متحف مشيرب، ومراكز ترفيهية عدة. إن هدفنا هو تعزيز فهم شركائنا بالتوحد وتقديم بعض الإرشادات المهمة حول كيفية إنشاء بيئات عمل صديقة للتوحد حتى يتمكن ذوي التوحّد وعائلاتهم داخل المجتمع من الوصول إلى خدمات معتمدة ومضمونة الجودة في قطر".

وتضيف:" كذلك، نحن نستهدف أولياء الأمور ومقدمي الرعاية للأطفال ذوي التوحد، من أجل تمكينهم ومساعدتهم على فهم التوحد، وإيجاد طرق لتطوير التفاعل والتواصل؛ علاوة على ذلك، لدينا برامج في المدرسة تعمل بالتعاون مع أقسام أخرى في مؤسسة قطر، مثل التدريب على ركوب الخيل، ممارسة كرة القدم، والسباحة وغيرها.

بدورها، تؤكد الأم حصة القحطاني، والدة لطفلين من ذوي التوحد، أحدهما طالب في أكاديمية ريناد، أنه بالرغم من اهتمام دولة قطر بوضع قوانين تتعلق بالتوحد، إلا أن المجتمع ما زال بحاجة إلى المزيد من التوعية، قائلة:" على الرغم من امتلاكنا لبطاقات خاصة تخولنا لأن نحصل على الأولوية في طوابير الانتظار وفي الأماكن المكتظة، لكن ما زال الالتزام أخلاقي وليس قانوني، وهو ما يحتاج إلى تعزيز تطبيق القوانين ذات الصلة والتي أنصف هذه الفئة من أفراد المجتمع".

وتضيف:" إنّ نشر التوعية حول التوحد، سيجعل المجتمع أكثر إدراكًا لاحتياجات ذوي التوحّد، وسوف يسهم في دعمنا كأولياء أمور وتشجيعنا على اصطحاب أبنائنا إلى الأماكن العامة وإشراكهم في أنشطة عديدة، دون خوف من أي ردود فعل قد تؤثر سلبًا على صحتهم النفسية".

صورة 1 من 4

تنصح المدربة سطوف الأسر بالإرادة والأمل والسعي لإحداث تغيير في الواقع الحالي، والتعاون مع الجهات المختصة والمجتمع لنشر الوعي حول التوحد، هذا بالإضافة إلى إيجاد طرق للتعامل مع الضغوط الناشئة عن مثل هذه التجارب ومواصلة دمج أطفالهم في المجتمع، واصطحابهم إلى الأماكن العامة، والتحدث عنهم، وتبادل خبراتهم مع الآخرين حتى يتم فهمهم وقبولهم.

وتقول:" شارك قصتك مع طفلك من ذوي التوحد، وتواصل مع الأصدقاء، وعزز وعي الأفراد حول التوحد. ودع الآخرين يدركون ما هو التوحد وماهية الجمال الذي يأتي معه، ومدى تفرد وتميز الأطفال ذوي التوحد، وكيف يلهمون من حولهم، عندها فقط، سيحدث التغيير الإيجابي في فهم هذه الحالة وقبولها بشكل أكيد".

وتختتم:" أعتقد أنه من المهمّ أن نمتزج معًا مثل ألوان قوس قزح؛ كل لون يمتلك مزيجًا خاصًا به لجعل المستقبل للأفراد المصابين بالتوحد أكثر إشراقًا".

قصص ذات صلة