للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
خريجان من مؤسسة قطر يؤسسان أول منصة إلكترونية في قطر للتواصل بين رواد الأعمال الطموحين والشركاء والمستثمرين
إحدى العقبات الرئيسية التي تواجه العديد من رواد الأعمال الطامحين إلى إنشاء الشركات في قطر هي الحاجة إلى وجود شريك قطري، وفقًا لما ينص عليه القانون. يقول هيثم الحيدر، أحد خريجي مؤسسة قطر: "طوال الفترة التي عشتها في قطر، سمعت قصصًا كثيرة عن صعوبة تحوّل الأفكار إلى واقع، وغالبًا ما يكون السبب عدم وجود شريك أو مستثمر بشكل عام".
لم يكتف الحيدر بالاستماع إلى شكاوى الناس، بل قرر مساعدتهم من خلال إطلاق Shareqe أو "شريكي" باللغة العربية، وهي عبارة عن منصة إلكترونية تم ابتكارها مؤخرًا من قبل شابين هما: هيثم الحيدر وياسمين قاسم. كما يوحي الاسم، فإن الغرض من المنصة الرقمية هو تعزيز التواصل بين رواد الأعمال المقيمين في قطر والشركاء والمستثمرين المحليين.
هيثم الحيدر
تتيح "شريكي" لأصحاب الأفكار إدراجها مجانًا على المنصة، والتي تُنّبه بدورها المستثمرين والشركاء لوجود فرصة جديدة محتملة، ويتم اخطار صاحب الفكرة في حال الاهتمام بها من قبل أي مستثمر أو شريك. عندها يكون بإمكان صاحب الفكرة الحصول على بيانات ومعلومات المستثمرين أو الشركاء المهتمين والتواصل معهم لعرض الفكرة ومناقشتها مقابل رسوم رمزية، بطريقة بسيطة وسهلة.
يوضح الحيدر أن سبب وجود الرسوم يكمن في تصنيف الأفكار بين الجادة منها والعكس، ويرى أنه "إذا لم يكن الشخص مستعدًا لدفع أقل من 100 دولار أمريكي لمتابعة فكرته، فهذا قد يوحي بقلّة التزامه وجديته".
تكفي زيارة سريعة إلى موقع shareqe.com لنرى وفرة الأفكار. حيث شهدت المنصة إدراج أكثر من 50 فكرة تجارية خلال الشهر الأول من إطلاقها في أكتوبر 2020، وأعرب أكثر من 30 شريكًا ومستثمرًا قطريًا عن اهتمامهم بالأفكار المطروحة.
تتنوّع الأفكار المقدمة بين روبوتات التنظيف المستوحاة من الخيال العلمي وحلول الرعاية الصحية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ومعارض أغذية الحيوانات الأليفة، والأنظمة الغذائية الرياضية، والمتاجر المتخصصة، وشركات إنتاج الأفلام، والشركات التقليدية لتدقيق الضرائب.
إنّ فرص نجاح الأفكار والمشاريع الجديدة في قطر غير محدودة، وحتى المكررة منها، تتمتع بفرص نجاح عالية إذا اعتمدت على خطة عمل جيدة
يقول الحيدر: "لم أكن أتوقع مثل هذه الاستجابة والتفاعل عند انطلاقنا، ويبدو أننا سلطنا الضوء على مجال مهمّ، إذ لم يقتصر الاهتمام على الشركات الناشئة فحسب، بل امتدَّ إلى الشركات الكبيرة التي تتطلع إلى التوسع في قطر. إنّ فرص نجاح الأفكار والمشاريع الجديدة في قطر غير محدودة، وحتى المكررة منها، تتمتع بفرص نجاح عالية إذا اعتمدت على خطة عمل جيدة".
يرى الحيدر أن "كل ما نحتاجه الآن هو الالتزام، ثم الابتكار؛ فعندما يمتلئ السوق بالأفكار التقليدية، تصبح الفرصة سانحة لتوليد الأفكار التي تطور المفاهيم القديمة وتضيف عنصر الابتكار عليها، وهذا ما نحتاج إلى القيام به الآن، عرض الأفكار التقليدية أولًا بالسوق، ثم سيتبعها الابتكار بكل تأكيد".
كل ما نحتاجه الآن هو الالتزام، ثم الابتكار؛ فعندما يمتلئ السوق بالأفكار التقليدية، تصبح الفرصة سانحة لتوليد الأفكار التي تطور المفاهيم القديمة وتضيف عنصر الابتكار عليها
يبدو أن الوباء لم يبطئ وتيرة عمل رواد الأعمال الناشئين على الأقل، حيث تقول ياسمين قاسم: "يبدو أن الأشهر الستة الماضية شهدت ازدهارًا كبيرًا في الأفكار، العائق الذي يحول بين رواد الأعمال وتحقيق أحلامهم صار أقلّ من أي وقت مضى؛ أفضل وقت للاستثمار هو عندما يكون الاقتصاد في حالة ضعف، لأن هذا يضمن أقصى عائد على الاستثمار، بوجود كوفيد-19 أضحت تكلفة إنشاء شركة أرخص من ذي قبل، وعندما يتعافى السوق، ستكون المكاسب أكبر بكثير".
مصدر الصورة: ASDF_MEDIA، عبر موقع Shutterstock
ينصح الحيدر رواد الأعمال الطموحين باتخاذ خطوات شجاعة لتطبيق أفكارهم، من خلال تحديد الفجوة الموجودة في السوق، ثم تطوير خطة عمل قوية، والبدء بتنفيذها. ويقول: "ليس الفشل هو المشكلة، وإنما عدم المحاولة. لقد نمت شركتي الناشئة الأخرى "مدرّس"، وهي منصة تعليمية عبر الإنترنت، من أربعة مدرسين إلى 16000 موظف في غضون بضع سنوات فقط. سبب نجاحها ليس فرادتها، فهي أبعد ما تكون عن ذلك، بل نجحت لأننا حددنا الفجوة الموجودة في السوق، وكانت لدينا الشجاعة الكافية لمحاولة سد تلك الفجوة بخطة عمل جيدة".