للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
وسط تغير المناخ، وأزمات اللاجئين، والصراعات المسلحة، يؤكد أحد المؤرخين بجامعة جورجتاون في قطر على الحاجة الدائمة لدعم الفنون، هو ما حققته مؤسسة قطر.
يؤكد مؤرخ من جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، على جدوى دعم الفنون، وذلك على الرغم من الأزمات التي تحيط بنا مثل التغير المناخي، وأزمة اللاجئين، والصراعات المسلحة، وهو ما نجحت مؤسسة قطر في القيام به.
يرى البرفسور محمد رضا بربهي، الأستاذ المشارك في قسم التاريخ بجامعة جورجتاون في قطر، بأننا "عندما ننظر للتاريخ نجد بأن الفن كان جزءًا من المعادلة الكلية للتقدم في أي حضارة." ويضيف قائلًا: "يندر أن نجد حقبة زمنية قوامها العلوم الطبيعية فقط، سواء نظرنا إلى فترة حكم المغول للهند، أو لعصر النهضة في إيطاليا؛ والسبب وراء ذلك يعود إلى أن الإنسان اكتشف، وعبر تاريخه الطويل، بأن التطور الإنساني ينتعش عندما يتعايش كل من الإبداع والابتكار سويًا، وحينها يكون الفن توأم العلم. إن النظرة التجزيئية بين حدود الفن والعلم التي نراها اليوم كانت غائبة كليًا في القدم وخير دليل على ما أقوله موجود اليوم في المتاحف والمعارض الفنية المنتشرة حول العالم".
ويوضح الدكتور بربهي بأن العمل الفني "سيروا في الأرض" لصاحبه الفنان مقبول فدا حسين يؤكد ما يتحدث عنه ويتطلع إليه، حيث سُيزال النقاب عن العرض قريبًا في المدينة التعليمية. وقد استغرق هذا المشروع الفني ما يقارب العقد من الزمن، ويرمي إلى تقديم أكثر من مجرد قراءة حركية للحضارة والثقافة العربية. كما سيكون العرض الفني فرصة مواتية لمناقشة سؤال جدوى وضرورة العناية بالفنون في واقعنا الجيوسياسي المتغير والحساسيات الثقافية المختلفة.
سيتم الكشف قريبًا عن العمل الفني "سيروا في الأرض" في المدينة التعليمية
ويرى د. بربهي بأن سؤال جدوى العناية بالفنون في عصر التغير المناخي والصراعات، على سبيل المثال، يتناقض مع الأدلة التاريخية؛ ويعلل ذلك قائلًا: "واجه كل من رعاة الفنون الإيطاليون والمغول الكثير من الأزمات في زمانهم، ولكن هذه التحديات لم تمنعهم من نهل الفنون والإبداع والتمتع بها؛ لأنها بالفعل حاجة إنسانية ضرورية للصحة الذهنية للجماعات والأفراد. إن الاعتزاز الذي ينبع من دعم ملحنٍ أو امتلاك لوحة فنية جميلة بالنسبة لهم لا يقل عن الظفر بإنجازٍ سياسي، كانت الأمور بهذه البساطة بالنسبة لهم؛ وعليه سعوا جاهدين لإثراء حياتهم الشخصية وحياة من حولهم من خلال احتواء الفنانين والملحنين في زمانهم".
ما يجعل حقبة تاريخية معينة أو حضارة ما تستحق الدراسة، ليس إنجازها العظيم في مجال واحد فقط، بل في جميع المجالات
ويتابع الدكتور بربهاي بأن النقاشات الدائرة حول جدوى الفنون تشتت انتباه المجتمع عن مسألة أخرى محورية وهي سؤال إن كان استثمار المجتمع في الفنون يسد رمق الإلهام والجمال الذي يتوقون إليه، ويقول: "إن الأفراد خاصة في المجتمعات المتنوعة والحيوية كالمجتمع في دولة قطر، لا شك بأن أذواقهم مختلفة، وأنهم لم ينالوا الرضى من خلال شكل واحد من الفنون، وعليه يجب أن نوسع دائرة النقاش. آخذين بعين الاعتبار كل هذا، إذ نستطيع أن نضع مساعي مؤسسة قطر في سياق قراءة صحيحة للدروس التي يقدمها التاريخ. فقد عملت المؤسسة على موازنة الحاجات النفسية والتقنية للمجتمع، وبهذا نفهم وجود الجامعات المختصة بالهندسة والطب في المدينة التعليمية بالقرب من الجامعات التي تُدرّس الفنون والإعلام والاتصالات والثقافة، ونفهم ظاهرة وجود معارض فنية إلى جانب مختبرات بحثية في نفس المبنى. إضافة إلى ذلك، فقد فتحت المؤسسة المجال أمام المجتمع لرؤية أعمال فنية لفنانين عالميين مثل فدا مقبول حسين، لهو خير برهان على سعي مؤسسة قطر، نحو إتاحة معارض فنية تناسب الأذواق الفنية المختلفة لمجتمع متعدد الأطياف".
يقول الدكتور محمد رضا بريهي إن التاريخ يثبت أهمية الترويج للفنون ودعمها
ويختم الدكتور بربهاي أقواله: "إن شرط دراسة حقبة تاريخية معينة أو حضارة ما ليس رهن انتاجها لإنجاز عظيم في حقل واحد فقط، بل في حقول عدة، وإذا ما قبلنا بهذه الحقيقة؛ فعلينا قبول بمكانة الفنون في حياتنا وجدوى العناية بها".