إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
3 December 2019

الأسباب التي دفعت قطر ومقبول فداء حسين إلى تبني الفنّ الحديث

مشاركة

قيّمة مساعدة في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" توضح كيف صممت الأعمال للتفسير الفردي

سيتفق معجبيه ونقاده على أن فنونه نابعة من شخصيته المندفعة وغير المتوقعة على الرغم من تألقها.

ومع ذلك، فإذا كان هناك جانب واحد ثابت من مقبول فداء حسين، فهو احترامه لسيكولوجية الإنسان، وهذا الاستدلال ساعده على بناء علاقة مع مشاهدي أعماله من خلال الفن الحديث.

تتبلور هذه العلاقة عبر مجموعة الأعمال التي ابتكرها حسين، بما في ذلك عمله الأخير "سيروا في الأرض"، والذي سيتم الكشف عنه قريبًا في المدينة التعليمية في مؤسسة قطر. وعلى الرغم من تصويره لتقدم الحضارة العربية والإسلامية، أراد حسين، كما هو الحال دائمًا، أن يترك تفسير هذا العمل التجريبي في أيدي من اعتبرهم أفضل نقاده، وهم الجمهور.

وضحى العقيدي، قيّمة مساعدة في متحف: المتحف العربي للفن الحديث.

وتقول وضحى العقيدي، قيّمة مساعدة في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث"، ومقره في مؤسسة قطر: "غالبًا ما ينظر إلى قوّة الفن الحديث على أنها ضعفه، نظرًا لأنه يسمح للمشاهدين بتفسير العمل الفني بأي طريقة يريدونها، وهو ما قد يُثير دهشة البعض، ولكن بالنسبة لي فإن هذا عنصر جمال هذه الحقيقة، وأنا أعتقد أن حسين كان لديه بنفس الشعور".

تقول العقيدي إن إعطاء المشاهدين الحرية الكاملة في تفسير قطعة فنية بالطريقة التي يختارونها هي السمة المميزة للحركة الفنية التي يمكن تتبع تطورها ووجودها إلى عصر النهضة، وحتى منتصف القرن العشرين.

وقالت: "إن الفن الحديث يقبل وجود اختلافات في الطريقة التي يُحلل بها العقل البشري المعلومات، سواء كانت نصية أو حسية أو بصرية أو سمعية" وتابعت: "يستفيد كل من الفنانين والمشاهدين من هذا النطاق في تكوين وتفسير قطعة فنية مُصممة على طراز حديث".

وعلّقت قائلة: "بعبارة أخرى، فإن الفنان يشعر بالارتياح لمجرد التفكير بأن مفهوم عمله الفني المنتمي للفن الحديث، قد يُفسر بطريقة مختلفة تمامًا من قِبل المشاهد".

وبالنسبة لتتبع تطوّر الفن الحديث في قطر، توضح العقيدي أنه على الرغم من تأخر وصول أشكال الفنون من أوروبا إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد تم إدخاله وتطويره من خلال الحوار وبالتوازي مع الحركات الفنية المماثلة الأخرى في جميع أنحاء العالم.

يمكن أن يكون الفن موجودًا وأن يزدهر من خلال مشاركته مع شخص ثالث، وقد يمنحه معنى

وضحى العقيدي

منذ البداية، تبنى القطريون هذا الأسلوب الفني، فمنذ أكثر من خمسة عقود، كان هواة الفن في الدولة يقومون بالفعل ببناء مجموعاتهم الشخصية من القطع الفنية الحديثة.

كان الفنانون مثل جاسم محمد زيني، ويوسف الحميد، والشيخ حسن آل ثاني من رواد المشهد الفني الناشئ في قطر في فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات. وثلاثتهم، بعد سفرهم وتدريبهم على نطاق واسع في المنطقة وخارجها، أنتجوا قطعًا فنية حديثة خاصة بهم، بينما قاموا بالترويج لأعمال الفنانين الآخرين، ومع نمو مجموعات الشيخ حسن آل ثاني، كذلك حثهم على مشاركتها مع الجمهور.

وتقول القيّمة المساعدة في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث": "يمكن أن يكون الفن موجودًا وأن يزدهر من خلال مشاركته مع شخص ثالث، وقد يمنحه معنى". وتابعت: "شعبية الفن الحديث، على وجه الخصوص، تكمن في إمكانية تقديمه لجمهور متنوع، ودورنا كقيمين هو أن نكون حلقة الوصل بين الفن والجمهور".

وقد أدرك هذه الحقيقة الشيخ حسن آل ثاني، مؤسس "متحف: المتحف العربي للفن الحديث"، حيث عرض مجموعته الشخصية على مؤسسة قطر لتكون متاحة في متحف مخصص للفن الحديث، وبهذه الطريقة تم إنشاء "متحف: المتحف العربي للفن الحديث".

قالت وضحى العقيدي بأن جمال الفن الحديث يكمن في أنه يسمح للناس بتفسيره بأي طريقة يريدونها.

اليوم، تطور الفن الحديث في قطر ليكون مكملاً للفن الإسلامي، وهو أسلوب خاص بالعالم العربي، ويركز على الأنماط الهندسية والخط والفسيفساء، وزيارة لـ"متحف" كفيلة بأن تثبت ذلك؛ إذ يضم المبنى لوحات فنية ومنحوتات ومنشآت توضح الفن الإسلامي الحديث، إلى جانب القطع غير الإسلامية.

كان ارتباط العقيدي الشخصي للفن، هو ما أدى إلى عملها الحالي في "متحف"، بعد أن درست التاريخ والعلاقات الدولية، وأكلمت الدراسات العليا في تخصص تاريخ الفن بجامعة السوربون بباريس، واستكملت ذلك بشهادة الماجستير في تخصص المتاحف والمعارض من كلية لندن الجامعية في قطر.

تشارك القيمة المساعدة القطرية، التي شاركت في تنظيم معرض "عاديات الشمس" لـحسين، مع رانجيت هوسكوت في "متحف" في بداية عام 2019، أكثر من حب الفن مع الفنان الهندي الحاصل على الجنسية القطرية، فمثل حسين، تكمن جذورها في كل من الهند ومنطقة الخليج، مما يمنحها فهمًا أفضل لمدى ارتباط الفن الحديث بالفنان الهندي وقطر.

وتقول: "لقد كان أجداد حسين ينحدرون من اليمن، وفي حين أن قلبه كان متعلقًا في الهند، إلا أنه كان ينجذب لا إراديًا نحو هذه المنطقة، وشكل الفن الحديث بحكم طابعه الفطري وسيلة للتعبير عن تلك العلاقة المزدوجة".

"أعتقد أن قطر تنظر إلى هذا الأسلوب الفني بالطريقة نفسها: كأداة للتعبير عن تعقيدات الإنسانية والثقافات في المنطقة، وكوسيلة للتعبير تتناسب مع هوية الدولة ذات الشمولية، ولكنها استكشافية".

قصص ذات صلة