إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
26 August 2020

نجوم في عالم الرياضة يتحدثون عن تجاربهم في مجال الصحة النفسية ويؤكدون:" أن تكون رياضيًا لا يعني أن تكون خارقًا" خلال حلقة نقاشية استضافتها المبادرة العالمية لمؤسسة قطر

مشاركة

أبطال في ألعاب القوى وكرة القدم والكريكيت يتحدثون عن التأثيرات النفسية التي رافقتهم في القمة

في حلقة نقاشية افتراضية استضافها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، إحدى المبادرات العالمية لمؤسسة قطر، تحدّث عدد من النجوم في عالم الرياضة، بشفافية، عن التأثيرات التي طالت صحتهم النفسية في عالم الرياضة وعلى مستوى النخبة.

شهدت الحلقة النقاشية الافتراضية التي عقدت بعنوان "الصحة النفسية والرياضة: تحدي الموازنة بين المخاطر والمكافأة"، مشاركة كلّ من العداءة كيلي هولمز الحائزة على ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين، ولاعب كرة القدم السابق في ليفربول وإنجلترا روبي فاولر، وقائد فريق الكريكيت الباكستاني السابق وسيم أكرم، تجاربهم والضغوط التي عايشوها بالإضافة إلى الاضطرابات التي عانوا منها أثناء تربعهم على القمة.

الحلقة النقاشية التي استضافها ويش تركز على المسائل المتعلقة بالصحة النفسية للاعبين الرياضيين وهم في أوج عطائهم

أبطال في ألعاب القوى وكرة القدم والكريكيت شاركوا في الحلقة النقاشية الافتراضية التي شاهدها أكثر من 10 آلاف شخص من 62 دولة

كذلك شاركت في هذه الحلقة النقاشية التي نظمها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، الأستاذة كلوديا ريردون، طبيبة نفسية متخصصة في المجال الرياضي من جامعة ويسكونسن ورئيس مشارك لمجموعة عمل اللجنة الأولمبية الدولية المعنية بالصحة النفسية ونخبة الرياضيين، وذلك بهدف تسليط الضوء على أن تأثيرات الصحة النفسية قد تطال أي فرد، وأهمية طلب المساعدة عند الشعور بذلك.

خلال الحلقة النقاشية -التي شاهدها أكثر من 10 آلاف شخص من 62 دولة- وأدارها دان ووكر، مقدم الأخبار في قنوات "بي بي سي سبورت" ومقدم "بي بي سي نيوز"، تحدثت العدّاءة كيلي هولمز، عن مرورها بمرحلة من الانهيار النفسي الخطير وذلك خلال مسيرتها الرياضية المتألقة، لا سيما عقب تعرضها لإصابات متعددة تحوّلت فيما بعد إلى مرحلة من الأذى النفسي، قائلًة:" عندما كنتُ أنظر إلى نفسي في المرآة، كنتُ أكره كلّ ما فيني بما في ذلك جسدي لأنه خذلني. وفي تلك المرحلة، كنتُ أؤذي نفسي أكثر".

إن المرور بتحديات نفسية، وتعلّم كيفية التعامل معها والتحدّث عنها ربما يكون أحد أعظم النجاحات التي حققتها في حياتي

العداءة كيلي هولمز

تابعت كيلي هولمز:" "لقد كنتُ أُسبب الأذى لنفسي مع كلّ إصابة أتعرض لها. أخفيتُ ذلك لأنني لم أكن على معرفة بأحد من المحيطين بي يمكنه مساعدتي في مشكلتي. كان النصف الأول منّي يحتضر، فيما يتشبثُ النصف الثاني منّي بالحياة من أجل تحقيق حلمي، حيث كنتُ أسعى جاهدًة إلى المشاركة في البطولة العالمية، وهذا ما جعلني أستمرّ. لقد فزتُ بالميدالية الفضية، لكن لم يعرف أحد آنذاك ما كنتُ أواجهه. كان عليّ أن أبقى فقط في حالة من التركيز على حلمي، كي أتمكّن من الاستمرار".

أضافت هولمز:" في نهاية المطاف، اتخذتُ قراري، وهو أنني بحاجة إلى التحدّث عمّا أمر به، وذلك من أجل التأكيد لجميع الناس أنه عندما نمرّ في أوقات مظلمة وصعبة، فإنه بإمكاننا تجاوزها. أن تكون رياضيًا لا يعني أن تكون خارقًا، وهذا يعني طلب المساعدة عندما يناضل المرء. لقد ساعدني الناس على التعامل مع حياتي وإدراك أنه لا أحد منّا يمكنه أن يكون أكثر مما نحن عليه كبشر"، خاتمًة:" إن المرور بتحديات نفسية، وتعلّم كيفية التعامل معها والتحدّث عنها ربما يكون أحد أعظم النجاحات التي حققتها في حياتي".

من جهته، قال قائد فريق الكريكيت الباكستاني السابق وسيم أكرم، والذي يعتبر أحد أفضل لاعبي الكريكيت في كلّ العصور، خلال مشاركته بهذه الحلقة النقاشية الافتراضية، بأنه حين كان قائدًا للمنتخب الوطني، تمرّد زملائه وأصدقائه ضدّه، وتم اتهامه وفريقه بخسارة مباراة نهائي بطولة كأس العالم للكريكيت عمدًا؛ قائلًا:" اليوم، يشهد العالم الكثير من الوعي بالصحة النفسية، لكن عندما كنتُ في منتصف العشرينات، أصبحتُ قائدًا لبلد شغوف جدًا بالكريكيت، وكنتُ تائهًا".

من الجيد أن يكون هناك مستشارين للصحة النفسية لتقديم المساعدة إلى الفريق الرياضي، لكن يتعين على اللاعبين قبول المساعدة والاعتراف أنهم بحاجة إليها للحصول عليها

وسيم أكرم

أضاف أكرم:" واجهتُ وقتًا عصيبًا عندما أبلغني زملائي أنهم لن يشاركوا في اللعب بفريقي. تخيّل أنك تلعب في فريق لا يتحدث معك أي عضو فيه لمدة شهر ونيف. كانت الثقافة السائدة في باكستان آنذاك أننا أقوياء نفسيًا، ولم نتحدث حينها عن الصحة النفسية. لقد استغرق الأمر عامين لتجاوز ذلك".

في سنّ الـ29 عامًا، تم تشخيص وسام أكرم بمرض السكري بينما كان في أوجّ عطائه، على حدّ قوله، وبسبب ذلك مرّ أكرم بمرحلة من الاكتئاب استمرت ثلاثة أشهر. وقال:" لقد كانت معركتي وكان عليّ التعامل معها، ما تعلمته هو مدى قوة صحتي النفسية وأهمية التفكير الإيجابي في نفسي وباتجاه الأشخاص من حولي"، خاتمًا:" "من الجيد أن يكون هناك مستشارين للصحة النفسية لتقديم المساعدة إلى الفريق الرياضي، لكن يتعين على اللاعبين قبول المساعدة والاعتراف أنهم بحاجة إليها للحصول عليها".

بدوره قال لاعب كرة القدم السابق في ليفربول وإنجلترا روبي فاولر، الذي خاض 26 مباراة دولية مع المملكة المتحدة وما زال يُنظر إليه على أنه أسطورة في ليفربول بعد ظهوره لأول مرة في النادي بسن المراهقة:" من أجل تكون رياضيًا بارزًا في مجالك، لا بدّ أن تمتلك رؤية عميقة حول ما تقوم به وأن تضع كلّ ما هو غير ذلك بعيدًا. ربما كنتُ أعاني من مسألة التقدّم في السنّ، ولم يعجبني ما كنتُ أقوم به، لكنه لم يكن بإمكاني التصريح بذلك علنية، لأنني كنتُ أشعر أن الكثير من الناس قد يقدّمون كلّ ما لديهم من أجل يكونوا في مكاني".

نحن نعمل بجدّ للوصول إلى القمة، ويمكن لإصابة واحدة أن توقف مسيرتنا تقريبًا، إنها مسألة صعبة للغاية

روبي فاولر

أضاف فاولر:" على الرغم من تقاعدي، إلا أنه في بعض الأحيان يذكر الناس أشياء مروعة عنّي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما زالوا يتحدثون عمّا حدث قبل 10-15 عامًا. هذا من منظور نفسي مهم جدًا. لذلك حالي كحال أي فرد، أردتُ أن أبقى مع عائلتي بعيدًا عن ذلك. بصفتنا رياضيين علينا أن نتعلّم التكيّف مع المجتمع ومع من حولنا".

كذلك تحدث فاولر عن تجربته الشخصية حول ما اعتبره هاجس الرياضيين وخوفهم من التعرض لإصابة خطيرة، وكيف يمكن ذلك أن يؤثر على صحتهم النفسية، قائلًا:" لم أتمكن من المشاركة في نهائيات كأس العالم وبطولات أوروبا بسبب الإصابة، لم أستطع حينها نفسيًا التغلب على ذلك. نحن نعمل بجدّ للوصول إلى القمة، ويمكن لإصابة واحدة أن توقف مسيرتنا تقريبًا، إنها مسألة صعبة للغاية".

من الصعب جدًا أن تواجه في الملعب، ثم تتنحى عن ذلك، وتعترف بوجود خطأ ما في حياتك، وتطلب المساعدة

الأستاذة كلوديا ريردون

وفقًا للأستاذة كلوديا ريردون، فإنه يمكن للرياضيين الذين يتحدثون عن مسائل الصحة النفسية المتعلقة بهم، إزالة الغموض والوصمة عن هذه المسائل. وقالت:" باتت وصمة العار المرتبطة بالصحة النفسية أقلّ وطأة في السنوات الأخيرة، لكن الرياضة ما زالت من المجالات التي تشكل حدودًا من الصعب الاقتراب منها عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية. من الصعب جدًا أن تواجه في الملعب، ثم تتنحى عن ذلك، وتعترف بوجود خطأ ما في حياتك، وتطلب المساعدة".

أضافت:" لا تزال هناك تصورات بأن اللاعبين الرياضيين محصنين نسبيًا من صراعات الصحة النفسية، في حين أن احتمال تعرضهم للاكتئاب والقلق مثل أي شخص آخر. عندما يحدث هذا النوع من التحديات في عالم الرياضة، التي تعدّ مصدر رزق، وهوية بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، فقد يكون ذلك مؤلمًا. ببساطة فإن تجزئة هذه التحديات لا يعدّ طريقة مستدامة لمعالجتها".

صورة 1 من 3

تحدث وسيم أكرم عن الضغوط التي رافقته عندما كان قائدًا لمنتخب باكستان في رياضة الكريكيت.

اللاعب السابق روبي فاولر تحدث عن تأثير الضغوطات التي يتعرض لها الرياضي على أسرته.

كيلي هولمز تحدثت بكل شفافية عن تعرضها لاضطرابات نفسية دفعت بها إلى مرحلة أذى النفس.

ختمت كلوديا ريردون:" الأمراض النفسية حقيقة، ويمكن علاجها، وآمل، كما أنني أتطلع إلى أن نصل لمرحلة يكون فيها البحث عن علاج لهذا النوع من الأعراض والاضطرابات أمرًا طبيعيًا، مثل البحث عن علاج لأي حالة صحية جسدية".

من المقرر أن يعقد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش 2020"، والذي يعقد كل سنتين، نسخته المقبلة، عبر قنوات الاتصال المرئي وذلك من 15 إلى 19 نوفمبر المقبل، وسيركز في محاوره على الرياضة والصحة البدينة، والصحة النفسية. لمزيد من المعلومات، تفضل بزيارة الرابط التالي www.wish.org.qa

قصص ذات صلة