إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
4 October 2020

خبراء يدعون إلى موائمة التعليم مع واقع الطلاب في حلقة نقاشية استضافتها مؤسسة قطر بمناسبة أسبوع الأهداف العالمية

مشاركة

تركز الحلقة النقاشية الافتراضية على "عولمة" التعليم لتمكين الشباب ليكونوا أبطالًا لمستقبل مستدام

المناهج المدرسية "قديمة"، فالطريقة التي يتعلّم من خلالها الطلاب المواضيع المتعلقة بالبيئة بطيئة مقارنة بالحاجة السريعة إلى الاستجابة، هذا ما أورده عدد من قادة الفكر في مجال التعليم خلال حلقة نقاشية نظمّتها مؤسسة قطر، ركزت فيها على كيفية ترجمة أهداف الاستدامة العالمية في الفصول الدراسية المحلية.

عقدت الحلقة النقاشية بعنوان "عولمة التعليم لأجل مستقبل مستدام"، وهي آخر حلقة من الحلقات الافتراضية التي عقدتها مؤسسة قطر بمناسبة أسبوع الأهداف العالمية 2020 – الذي يصادف مرور 25 عامًا على تأسيس مؤسسة قطر – في إطار تعزيز الحوار ومناقشة الأفكار التي تساعد على وضع حلول للتحديات الرئيسية التي يواجهها العالم، من أجل دفع عجلة التغيير المحلي والإقليمي والعالمي عبر مزيد من المعرفة والابتكار.

مهدي بن شعبان، المدير العام لمعهد التطوير التربوي التابع لمؤسسة قطر.

تطرّقت الحلقة إلى طُرق تمكين الطلاب في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي من اتخاذ التدابير الكفيلة بمساعدة العالم على تحقيق الأهداف البيئية الحيوية، وكيف يجب تتغير النظم البيئية للتعليم من أجل إتاحة الفرصة للجيل القادم بأفضل فرصة ممكنة لإحداث التأثير الإيجابي المنشود.

نحتاج إلى التفكير بجوهر التعلم الحقيقي أكثر من أي وقت مضى، ولن يكون حقيقيًا إذا لم يكن له قيمة محلية، واهتمامًا عالميًا

مهدي بن شعبان

في هذا الإطار، أوضح مهدي بن شعبان، المدير العام لمعهد التطوير التربوي التابع للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر:" نحتاج إلى التفكير بجوهر التعلم الحقيقي أكثر من أي وقت مضى، ولن يكون حقيقيًا إذا لم يكن له قيمة محلية، واهتمامًا عالميًا" ففي التعليم، تضمّ العولمة السياقات المحلية والعالمية، ويتم وضع الموضوعات والقضايا التي تؤثر على العالم في إطار محلي ما يساهم في تعزيز صلتها بمستقبل الطلاب ويجعل التعلم أكثر فعالية.

تابع بن شعبان: "إذا كنا نريد أن نعرف ما لا ينجح، فإن الإجابة الواضحة ستكون في التركيز المفرط على التدريس وليس على التعلم. إن المناهج الدراسية تضمّ الأمثلة الجيدة للأنشطة البيئية، ولكنها لا تصل إلى المستوى التعليمي الذي نتحدث عنه اليوم. واقع العالم اليوم يُحتم على الطلاب أن يتعلّموا بطريقة تتكيف مع واقعهم الحالي، فالمناهج لا تتغير بالسرعة المطلوبة، ولا يمكنها مواكبة السرعة التي يتطور بها الطلاب".

إن المهارات التي سنحتاج إليها لم يتم إعدادها بعد، وبات من الضروري العمل على ذلك. يتطلب الأمر أن يكون طلاب هذا العقد استثنائيين، وهذا بدوره سيتطلب من المعلمين منحهم القدرة على التفكير خارج الآفاق التي نتوقعها اليوم

سام بارات

ختم بن شعبان: "ما نحتاج إلى زراعته هو الأمل، والأمل الذي نزرعه في الطلاب يأتي من واقعهم، لذلك علينا أن ندمج ما نُعلمه مع عناصر الواقع الذي يعيش فيه الطلاب، وتمكينهم من فهم المفاهيم التي ستساعدهم على اتخاذ الإجراءات التي تساهم في بناء المستقبل".

شكّل الوضع الحالي للمناهج الدراسية موضع تساؤل أيضًا من قبل سام بارات، رئيس وحدة الشباب والتعليم والمناصرة التابعة لقسم النظم البيئية لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة، قائلًا: "عندما يتعلق الأمر بالبيئة، فإن المناهج قديمة، ويتعين علينا أن نفكر بشكل أكثر عمقًا في التعلّم متعدد التخصصات". أضاف بارات: "إن الفصل الدراسي أمر أساسي، ولكن يتعين علينا أن نفكر بالطريقة التي يمكننا أن نجعل الأفراد يقومون بذلك بعقولهم وأيديهم".

الشيخة نوف أحمد آل ثاني، المدير التنفيذي للمبادرات الاستراتيجية والشراكات في التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر.

وفقًا لبارات إن العقد المقبل سيحقق "أكبر تحول شهدناه على الإطلاق"، مضيفًا: "إن المهارات التي سنحتاج إليها لم يتم إعدادها بعد، وبات من الضروري العمل على ذلك". وتابع: "يتطلب الأمر أن يكون طلاب هذا العقد استثنائيين، وهذا بدوره سيتطلب من المعلمين منحهم القدرة على التفكير خارج الآفاق التي نتوقعها اليوم. يأتي الشباب بأفكار مدهشة، لذلك أعتقد أن الجيل القادم مجهز جيدًا للمستقبل. لكننا نحتاج إلى دعمهم بالأُسس، بما في ذلك التعليم غير الرسمي".

بدورها أوضحت الدكتورة أليسون بيلوود، مدير مبادرة "أكبر درس عالمي - وهي مبادرة تشجع الأطفال والشباب على فهم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ودعمها-، قائلةً: "لدينا فرص هائلة لرعاية الشباب المشاركين والذين يفهمون القضايا العالمية ويطبقونها محليًا، ولديهم شغف لإحداث فارق، ولكن التحديات هائلة بنفس القدر".

يجب تمكين المعلمين من الابتعاد عن مجرد نقل المعرفة ببساطة إلى ميسرين للتعلم، وإشراك الطلاب في عملية التعلم، وهذا يتطلب تحولًا كبيرًا في طريقة التفكير

أليسون بيلوود

أضافت بيلوود: "يجب تمكين المعلمين من الابتعاد عن مجرد نقل المعرفة ببساطة إلى ميسرين للتعلم، وإشراك الطلاب في عملية التعلم، وهذا يتطلب تحولًا كبيرًا في طريقة التفكير".

تابعت بيلوود: "إحدى الطرق هي السماح للطلاب بتحديد ما يريدون تعلمه حول أهداف التنمية المستدامة وتقديم هذه الأهداف، ومعرفة ما يكتشفونه محليًا، والسماح لهم بقيادة الطلاب، لأنهم سينجذبون بالفطرة إلى بعضهم البعض أكثر من الآخرين. عندما يُطلب منا أن نبحث بعمق وأن نكون مبدعين، يمكننا أن نكون كذلك، ويمكن للطلاب أن يلعبوا دورًا كبيرًا في ذلك. ويتعين علينا أن نكون أكثر إدراكًا للوثوق بهم ليكونوا مبدعين، ومنحهم الإطار والأدوات اللازمة للقيام بذلك".

إنّ تعزيز علاقة التعليم في مدارسنا بالابتكار والثقافة والتراث والقيم على المستوى المحلي هو وسيلة لإرساء تعليم مخصص وجاذب لطلابنا

الشيخة نوف آل ثاني

انضمت إلى الجلسة أيضًا الدكتورة نيكول بين، مدير التعلّم والتدريس لدى البكالوريا الدولية، وهي مؤسسة تقدم برامج تعليمية تركز على التفكير النقدي والمستقل للمتعلمين الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 19 عامًا، وقالت: " قد تكون القضايا العالمية ذات صلة بالعديد من السياقات المحلية، وتختلف طريقة عرضها من منطقة إلى أخرى".

أضافت الدكتورة بين: "نحن نوفر إطارًا للمدارس والمجتمعات المحلية لجعل هذه القضايا وثيقة الصلة بالسياقات الخاصة بهم ونشجع الطلاب على التفكير في كيفية تأثيرها في بيئتهم المحلية. فعندما تعالج المدارس القضايا البيئية التي ترتبط ببيئتها المحلية، فإنها تكون أكثر صلة بهم، وقد رأينا إجراءات إبداعية مذهلة ومشاريع تنتج عن ذلك".

صورة 1 من 3

سام بارات، رئيس وحدة الشباب والتعليم والمناصرة التابعة لقسم النظم البيئية لدى برنامج الأمم المتحدة.

الدكتورة نيكول بين، مدير التعلّم والتدريس لدى البكالوريا الدولية.

أليسون بيلوود، مدير مبادرة "أكبر درس عالمي".

خلال الحلقة النقاشية، قدمت الشيخة نوف أحمد آل ثاني، المدير التنفيذي للمبادرات الاستراتيجية والشراكات في التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، للجمهور لمحة عامة عن منظومة التعلّم في مؤسسة قطر على مدار 25 عامًا منذ إنشائها، وكيف يعزز اهتمام الأطفال والشباب بالبحث والتراث الثقافي واللغة العربية وتنمية المجتمع.

وقالت الشيخة نوف أحمد آل ثاني: "لا تقتصر رؤيتنا على دمج الطلاب مع من حولهم في العالم فحسب، بل وأيضًا في توفير فرص التعلم المحلية وتزويدهم بالخبرات. إنّ تعزيز علاقة التعليم في مدارسنا بالابتكار والثقافة والتراث والقيم على المستوى المحلي هو وسيلة لإرساء تعليم مخصص وجاذب لطلابنا".

قصص ذات صلة