إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
4 March 2021

نقاش حول "الزواج في زمن كوفيد-19" في مؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة

مشاركة

تناولت الجلسة تأثير جائحة كوفيد-19 على تكاليف الزواج والتغييرات المستقبلية على تنظيم الأعراس

في خضم جائحة كوفيد-19 العالمية، تغيّرت العديد من الجوانب في حياتنا، ويُعدّ الزواج إحداها، هذا ما ناقشه مجموعة من الخبراء في جلسة بعنوان "الزواج في زمن كوفيد -19"، خلال مؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة الافتراضي الذي عقد على مدار ثلاثة أيام.

أدار هذه الجلسة محمد الحيدر، أخصائي في علم النفس الإيجابي وخبير في تمكين الأفراد. وكان من ضمن المتحدثين، هيلة المكيرش، المساعد التنفيذي للأمين العام، بمجلس شؤون الأسرة في السعودية، والتي تطرقت إلى الحديث عن تأثير مرحلة تفشي جائحة "كوفيد- 19" على عادات الزواج والتكاليف ذات الصلة، وأبرز الجهود الحكومية والمنظمات غير الربحية في دعم الأسرة بالمملكة العربية السعودية.

من الأمور غير المباشرة التي كان لها أثر إيجابي على حياة المتزوجين في زمن كوفيد-19، هو توطيد العلاقة بين الزوجين

هيلة المكيرش

قالت هيلة المكيرش: "لا شك أنه خلال فترة جائحة كوفيد-19 صدرت العديد من القرارات الحكومية للحد من التجمع، وكانت إحداها تقنين عدد المدعوين في حفلات الزفاف بحدّ أقصى 50 شخص، وألا يتجاوز وقت الاحتفال خمس ساعات".

تابعت المكيرش: "بالتالي أصبحت حفلات الزواج أكثر عقلانية واقتصادية، إذ تم استبدال الحفلات الباهظة بحفلات محدودة مقتصرة على العائلة وعدد من الأقارب، وأصبحت التكاليف المرتبطة بهذا الاحتفال، كتجهيزات العروس، القاعة، الدعوات والكماليات الأخرى أقل بكثير، وأيضًا تأجيل السفر إلى ما بعد الزواج أو إلغاءهيضأاا ساهم في التخفيف من التكاليف".

إبراهيم الأنصاري، رائد أعمال في مجال تنظيم حفلات الزواج في قطر.

أردفت الميكرش: "من الأمور غير المباشرة التي كان لها أثر إيجابي على حياة المتزوجين في زمن كوفيد-19، هو توطيد العلاقة بين الزوجين، فلعدم مقدرتهم على الخروج من المنزل، أصبحوا يقضون معًا وقتًا أطول، ويتشاركون بعض الأعمال المنزلية".

من جهة أخرى، تعتقد المكيرش أنه خلال فترة الحجر المنزلي أصبح هناك اتجاه أكبر للزواج، وكثرة في مشاريع الخطبة والزواج، فقد أدرك أفراد المجتمع بأن للأسرة أهمية وقيمة، بالإضافة إلى أنه السكون والهدوء في المنزل، وعدم إتاحة فرصة للسفر أو الانتقال من مكان لآخر، جعلت الأفراد لا يؤجلون فكرة الزواج.

كما تحدثت الميكرش عن أبرز الجهود الحكومية والمنظمات غير الربحية في دعم الأسرة بالمملكة العربية السعودية خلال فترة الجائحة، قائلةً: "خصصت الحكومة صندوق مجتمعي لدعم الأسر، وأطلقت العديد من المبادرات من جميع القطاعات، في جوانب مختلفة، كالجانب الاجتماعي، والاقتصادي، والتعليمي، والصحي". وتابعت: "ومنها مبادرات تسهم في دعم تماسك الأسرة، حيث أن الحجر المنزلي قد يزيد بعض الضغوط النفسية على الأسر، وبالتالي فتحت خط للتواصل للاستجابة وتقديم استشارات عاجلة وفورية بطريقة ميسرة لخدمة جميع مناطق المملكة".

وانضم إلى النقاشات، ليسل موغاكا، مدير قسم تعزيز الأسرة والحماية والرفاه الاجتماعي، في وزارة العمل والحماية الاجتماعية في كينيا، وتطرق إلى أثر كوفيد-19 على العنف المنزلي، موضحًا: "لم تؤثر جائحة كوفيد-19 على العائلات في كينيا فحسب، بل وحتى على العمليات الحكومية، فعندما تم فرض بعض الإجراءات الإحترازية، بدأنا العمل من منازلنا، وقد ساهم هذا بشكل إيجابي وسلبي على رفاهية الأسرة".

بسبب الإغلاق، لم يتمكن الناس من الذهاب إلى تجمعاتهم الدينية حيث يناقشون عادة قضايا الأسرة، لذلك، تراكمت الكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت على الأسرة الكينية

ليسل موغاكا

وتابع موغاكا: "سلبيًا، هناك من تأثر نفسيًا، لأن الأمور لم تكن تسير بشكل طبيعي، وبالتالي عانينا من حوادث في العنف الاجتماعي، وبعض حالات انتحار ناجمة عن الصدمات النفسية، أما إيجابيًا، فقد أصبحت العائلات تجتمع لاتخاذ القرارات معًا ويتفاعلون أكثر مع بعضهم البعض".

وأشار موغاكا إلى أنه بسبب الإغلاق، لم يتمكن الناس من الذهاب إلى تجمعاتهم الدينية حيث يناقشون عادة قضايا الأسرة، ولم يذهب الأطفال أيضًا إلى المدرسة، لذلك، تراكمت الكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت على الأسرة الكينية.

في هذا الإطار، تطرق موغاكا إلى بعض الاستراتيجيات وآليات التكيف التي تم اتخاذها للحفاظ على تماسك الأسرة، قائلاً: "في كينيا، لدينا أطر قانونية تحمي الأسرة، ولدينا تشريعات توضح جيدًا النموذج الأفضل للأسر والتدابير الحكومية لدعم العائلات والمجتمع بشكل عام".

وتابع موغاكا: "نحن نبذل قصارى جهدنا لتطبيق هذه الاستراتيجيات لنتمكن من العيش بشكل جيد كعائلة، كما نعمل على حماية أفراد مجتمعنا من خلال ضمهم لبرامج بناء القدرات، وأيضًا لدينا سياسات ترعى النساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع حيث تقدم لهم الحكومة مساعدة مالية، نسعى من خلالها إلى أن يتمتع الأفراد بحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية كاملة".

المسؤولية لا تقع على عاتق الشباب فحسب، فالمجتمع مطالب بدور فاعل لا يقل أهمية، من خلال تغيير السلوكات والعادات التي تعرقل استقرار الزواج

إبراهيم الأنصاري

وبدوره، شرح إبراهيم الأنصاري، رائد أعمال في مجال تنظيم حفلات الزواج في قطر، عن التغيرات التي طرأت على حفلات الزواج خلال فترة الوباء، ومشيرًا إلى أنه في حال استمرار الظروف الراهنة سيستمر منظمو حفلات الزفاف بتطبيق الإجراءات الإحترازية التي فرضتها الدولة.

ويرى الأنصاري أنه إن عادت الحياة إلى وضعها الطبيعي ما بعد الجائحة قد تختلف الآراء في المجتمع بين الذين يرغبون بالاستمرار في تنظيم الحفلات العائلية البسيطة دون تكاليف عالية، والذين يرجحون حفلات الزواج المكلفة، قائلًا: "بعد الجائحة، قد يرجع بعض الأفراد لاختيار حفلات الزفاف الكبيرة ومظاهر البذخ التي اعتدنا عليها في المجتمع القطري في السابق، والتي قد يصل فيها عدد المدعوين لأكثر من ألف شخص، من وجهة نظري كمصمم، البساطة تغلب دائمًا".

اجتمع مجموعة من الخبراء عبر الإنترنت لمناقشة الزواج في عالم اليوم، خلال حلقة نقاشية ضمن مؤتمر دولي نظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة.

واختتم الأنصاري، قائلًا: "أنصح الشباب المقبلين على الزواج بعدم التورط بالديون بسبب تجهيزات حفل الزفاف، فهذا الأمر قد يتسبب بالمشكلات الزوجية لاحقًا. والمسؤولية لا تقع على عاتق الشباب فحسب، فالمجتمع مطالب بدور فاعل لا يقل أهمية، من خلال تغيير السلوكات والعادات التي تعرقل استقرار الزواج".

قصص ذات صلة