إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
23 December 2020

ثمرة تعليم مؤسسة قطر تتجلى في مشاريع تجارية رائدة

مشاركة

تعد خدمة السيارات التي يقدمها خريجو مؤسسة قطر مثالًا لما يحدث عندما يلتقي الإبداع مع التكنولوجيا مع فوائد الدراسة في حرم جامعي متعدد التخصصات

ما هي احتمالات أن يجد خريجا جامعة تخصص فنون وتصميم فجوة في القطاع التقني وينجحا في سدّها؟ إذا كنت ترى الاحتمالات ضئيلة فتابع القراءة. في عام 2017، كان حبيب محمد أبو فطيم، وأياز رؤوف، خريجان من جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، يعملان في متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، عندما قررا إطلاق فكرة كانت تدور في ذهنيهما منذ دراستهما الجامعية، وهي "أوبر للكراجات" حسب تعبيرهما، وهي منصة إلكترونية من شأنها ربط العملاء الذين يحتاجون إلى خدمات السيارات، بالكراجات الميكانيكية المحلية.

أثناء مناقشة الفكرة واستكشاف قطاع السيارات في قطر بشكل أكبر، لاحظ الشريكان أن السوق يحتوي فئتين من مزودي الخدمة وهما: وكلاء العلامات التجارية الذين يقدمون خدمة عالية الجودة لكنها مكلفة جدًا، ومن ناحية أخرى، الكراجات المحلية التي تعرض خدمات أقلّ تكلفة ولكن أقل جودة.

أحمد أبو حمرة

أياز رؤوف

قضى الشريكان عدة أشهر في جمع البيانات ودراسة شريحة المستهلكين والبحث عن الخدمات المقدمة في قطر. فاكتشفا أن السوق يكاد يخلو من أي شركات محلية تقدم المستوى نفسه من الجودة والشفافية المقدمة من قبل وكلاء العلامات التجارية، وأن الشركات الموجودة إما تفتقر إلى البنية التحتية، أو الكفاءة، أو التكاليف المناسبة، أو الخدمات المختصة، أو ضمانات ما بعد الخدمة، وهو ما يبرر به الوكلاء أسعارهم الباهظة.

يقول حبيب أبو فطيم، الذي تنحدر عائلته من اليمن: "كان من الواضح تمامًا أن هناك فجوة كبيرة أو فرصة هائلة في السوق، وعندها قررنا إعادة التفكير في استراتيجيتنا؛ إذ لم يعد الأمر متعلقًا بمنصة افتراضية، بل منصة مادية".

وتابع:" وبناء عليه أطلقنا كراج أوتوفيكس كيو إيه عام 2018 في مساحة صغيرة بالمنطقة الصناعية. نظرًا لأننا بدأنا مشروعنا بهدف تقديم خدمات تضاهي تلك التي تقدمها الوكالات من حيث الجودة وبأسعار معقولة، فقد كان من الصعب في بداية الأمر مجرد نشر فكرة عن وجود مثل هذه الخدمة بالدوحة، لكن أخبار مشروعنا انتشرت بفضل حضورنا القوي على الإنترنت، والتزام فريقنا الصغير الذي أدّى كافة الجوانب التي يتطلبها العمل بتفان كبير، وذلك ابتداء من الاجتماع مع العملاء، مرورًا بصيانة المحركات، وصولًا إلى متابعة ما بعد الخدمة".

كان من الصعب في بداية الأمر مجرد نشر فكرة عن وجود مثل هذه الخدمة بالدوحة

حبيب أبو فطيم

بحلول عام 2019، تمكن الشريكان من نقل أعمالهما إلى مساحة أكبر، حيث يقدم اليوم الفريق المكون من 14 فردًا خدمات السيارات التقنية والتجميلية، وقد بنى الفريق قاعدة من العملاء المخلصين والشركاء، مثل شركة Knightsbridge Automotive وشركة Top Line Car Services.

أحمد رؤوف

حبيب أبو فطيم

بعد مضي أكثر من عام على المشروع، انضم إلى أبو فطيم ورؤوف شريكان هما أحمد أبو حمرة من قطر، وشقيق أياز أحمد رؤوف، وهما خريجان من هندسة البترول من جامعة تكساس إي أند أم في قطر، وهي أيضًا إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر.

كان من الصعب في بداية الأمر مجرد نشر فكرة عن وجود مثل هذه الخدمة بالدوحة

حبيب أبو فطيم

يقول أياز رؤوف من باكستان: "لم يكن أوتوفيكس ليصل إلى ما هو عليه اليوم لولا وجود مجموعة هائلة من خريجي مؤسسة قطر الموهوبين، والذين يمكن اللجوء إليهم عند الحاجة، ولو تحتم علي اختيار عنصر واحد فقط من عناصر التعليم في مؤسسة قطر لإبداء امتناني الشديد له، لوقع اختياري على التنوع الكبير الذي يُوفره الحرم الجامعي، حيث بإمكان الطالب قضاء الوقت مع طلاب من جامعات أخرى، مما يمنحه الفرصة للاستماع إلى مشاريعهم والانفتاح على أفكارهم الرائعة والمساهمة فيها".

كانت هذه الفرصة أكثر من مجرد مشروع مربح، فقد رأيناها وسيلة لرد الجميل للمجتمع الذي دعمنا كثيرًا

أحمد أبو حمرة

تابع:" لعبت الجودة التقنية التي يمتلكها خريجَا الهندسة دورًا كبيرًا في تحويل أفكارنا الإبداعية إلى خطط ملموسة؛ حيث أحدثت خبراتهما فرقًا كبيرًا في تبسيط العمليات الميكانيكية وخفض التكاليف. على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بشراء قطعة متطورة من المعدات، وتدريب فريقنا لتحقيق أقصى استفادة منها، فإن توجيهاتهما وإشرافهما تكون في قمة الأهمية".

فريق "أوتوفيكس كيو ايه" أثناء العمل.

منذ البداية، حرص الرباعي على أن يلبي مشروعهم معايير الاستدامة، فبعد عام على انطلاقه، أصبح أوتوفيكس بلا أوراق، حيث تم تحويل جميع المعاملات والوثائق إلى سجلات رقمية، في حين تم تكليف شركة محلية لإدارة النفايات بجمع المواد الكيميائية والمخلفات والشحوم والزيوت المستعملة لإعادة تدويرها أو التخلص منها بطريقة صحيحة.

شجعنا أساتذتنا في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر على طرح أفكارنا التي قد تبدو صعبة المنال أو غير معقولة على طاولة النقاش

أياز رؤوف

علاوة على ذلك، يقول أحمد رؤوف: "قد تكون طبيعة العمل فنية للغاية، وهناك ضوضاء مستمرة في منطقة تقديم الخدمة، ولكن يبدو أن هذا ألهم إبداع أياز وحبيب، فطريقة رؤيتهما الأشياء ومعالجتهما للتحديات تضيف وجهة نظر جديدة للشركة، خاصة عندما يتعلق الأمر بإعادة استخدام الخردة أو قطع غيار السيارات المهملة، حيث ينظران إلى علبة البنزين الملقاة على أنها حامل أكواب، والنصف الأمامي للسيارة، على أنه أريكة، ويحولان الإطارات البالية وأنابيب السباكة إلى أحواض غسيل أو أضواء، ويحولان العجلات المسننة المصبوبة إلى واقيات لطاولة تقديم القهوة. والجميل بالأمر أن العملاء يحبون ذلك، خاصة عندما تكون هذه القطع مصممة خصيصًا لهم"

تابع: "كانت هذه الفرصة أكثر من مجرد مشروع مربح، فقد رأيناها وسيلة لرد الجميل للمجتمع الذي دعمنا كثيرًا، فتعلمنا طريقة التعقيم المناسبة ودرّبنا فريقنا عليها. لم نتوقف عند هذا الحد، فبعد فترة قصيرة، أرادت الشركات الصغيرة والمتوسطة تعقيم مبانيها، وسّعنا خدماتنا لمساعدتهم أيضًا. وقد كانت أعمالنا مزدهرة بحلول الربع الأخير من عام 2020 أكثر من أي وقت مضى، لكننا حرصنا على تقديم خدماتنا مقابل رسوم بسيطة تغطي تكاليفنا فقط".

وردًا على السؤال الذي غالبًا ما يواجهه أبو فطيم وأياز، وهو كيف يمكن لشخصين يحملان شهادتين في الفنون والتصميم الدخول في قطاع خدمات السيارات؟ يجيب أياز رؤوف: "شجعنا أساتذتنا في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر على طرح أفكارنا التي قد تبدو صعبة المنال أو غير معقولة على طاولة النقاش، وغالبًا ما نكتشف، عند تجسيد هذه الأفكار، أنها معقولة وتقدّم حلولًا متينة وعملية"، مضيفاً: "تدفع البيئة التعليمية، التي توفرها المدينة التعليمية، الطلاب إلى تخطي العقبات، وتزيل الحدود بين الممكن والمستحيل". وختم قائلًا:" تجسّد أوتوفيكس إلى حدّ كبير ثمرة تعليم مؤسسة قطر."

قصص ذات صلة