للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
الطالبة في مؤسسة قطر والرياضية العالمية التي مثلت دولة قطر في بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة، تتحدث عن أدائها ومثابرتها وفخرها
لا تخلو حياة الطالب الرياضي من تحديات يومية لتحقيق التوازن بين فترة الدراسة وأوقات التدريب الرياضي، مثل ضرورة ترتيب المهام وتحديد الأولويات، والقدرة على الالتزام بالتواجد صباحًا لمتابعة المحاضرات الجامعية، والقيام بالتدريب مساءً، أو العكس، وكذلك الأمر فيما يتعلق بتمثيل الطالب لبلده، والالتزام بمواعيد البطولات التي تحتم عليه التواجد فيها في وقت معين.
مريم فريد، طالبة إعلام في جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، والعداءة في المنتخب القطري لألعاب القوى، مثالاً رائعًا عن الطالب الرياضي، التي شاركت في سباق 400 متر حواجز في بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في الدوحة مؤخرًا، والتي بالرغم من ازدحام جدولها اليومي بين الدراسة والرياضة إلا أنها تصر على عدم الحاجة إلى أي استراحة، حيث تقول: "لا أجد صعوبة في ترتيب مهامي اليومية، وما زلت أجد ما يكفي من الوقت للموازنة بين دراستي ومسيرتي الرياضية. وفي حال التزامي بالمشاركة في بطولة رياضية، أبلغ أساتذتي في جامعة نورثوسترن في قطر، وغالبًا ما يتفهمون ظرفي، بل يشجعونني أيضًا لكونهم يقدرون الطالب الرياضي، حيث يفتخرون بكوني رياضية وأحد أعضاء المنتخب".
تجمع مريم فريد بين دراساتها في جامعة نورثوسترن في قطر، وبين كونها لاعبة رياضية مثلت دولة قطر في سباق 400 متر حواجز.
خلال بطولة العالم لألعاب القوى 2019 في الدوحة، سجلت مريم رقم شخصي جديد في سباق 400 متر حواجز.
من هنا بدأت
دفعها شغفها بالرياضة، منذ صغرها، نحو ممارسة الجري، كرة الطائرة، كرة الريشة، وغيرها من الرياضات المختلفة، إلى أن بدأت تشارك في أنشطة تنظمها أكاديمية أسباير، حيث اكتشف موهبتها أحد مدربي المنتخب القطري لألعاب القوى، وطلب منها الخضوع لاختبار تقييم حول قدراتها الرياضية.
وحول ذلك، قالت فريد: "تم اختياري للانضمام إلى المنتخب بعد نجاحي في الاختبار، ومنذ ذلك الوقت، بدأت مسيرتي الرياضية مع المنتخب القطري لألعاب القوى، وبدأت أتطلع للإحتراف في المجال الرياضي منذ كان عمري 16 عامًا".
وأشارت إلى أن هناك العديد من العوامل التي ساهمت في نجاحها اليوم، ومن أهم هذه العوامل كونها ترعرعت في عائلة محبة للرياضة، ومنذ البداية وجدت التشجيع والمؤازرة من والديها اللذين كانا حريصان على أن تكون الرياضة جزءًا من حياة أولادهما، لإيمانهما بأهميتها ودورها في الحفاظ على النشاط الجسدي والاجتماعي.
وأكدت فريد: "كان والدي من أكثر الداعمين لي في مسيرتي الرياضية، حيث كان يتواجد معي في أغلب البطولات التي أشارك فيها، ولا أنسى مشاركتي لأول مرة في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى في الأردن، حيث قمت بتمثيل دولة قطر، وقتها كان والدي حاضرًا لتشجيعي، وقد كان لتواجده تأثيرًا كبيرًا على أدائي".
وأضافت فريد: "برأيي، الدعم والتدريب، إضافةً إلى الإرادة القوية والعزيمة والسعي خلف الأهداف، كلّها عوامل تعبّد الطريق لتحقيق أكبر النجاحات".
مريم هي أول رياضية قطرية ترتدي الحجاب في البطولة، وتأمل أن يساعد ذلك على تغيير الصورة النمطية للمرأة العربية.
أبرز المحطات والإنجازات
كانت مريم سفيرة لملف بطولة العالم لألعاب القوى 2019، حيث ذهبت إلى موناكو بصحبة ممثلين عن المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية في قطر، بالإضافة إلى مجموعة من الرياضيين، وشاركت كسفيرة للفتيات، وكان هدفها هو تمثيل دولة قطر في هذه البطولة. قائلة: "هذه هي المرة الأولى التي تفوز فيها دولة في الشرق الأوسط باستضافة البطولة، حيث كانت بطولة العام 2019 من نصيب دولة قطر، ما يعدّ إنجازًا وفخرًا لجميع العرب، فقد شكلت هذه الاستضافة فرصة لأبناء المجتمع القطري لمشاهدة منتخبهم ينافس، على أرضهم، أبرز منتخبات العالم وينمي بالتالي، شغفهم للرياضة".
لم يكن الحجاب يومًا من الأيام عائق أمام نجاحي، بل شيئًا يميزني عن غيري من المشتركات
وبعد أن تسلمت ملف البطولة كسفيره له، أصبحت مسؤوليتها أكبر. ومع استضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2019 في قطر، حظيت مريم بفرصة المشاركة فيها، كأول لاعبة قطرية محجبة تشارك في هذه البطولة، حيث تحدثت عن تجربتها، قائلًة: "لقد شعرت بالفخر لاختياري للمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى 2019، والتي اعتبرها من أبرز وأجمل المحطات التي مررت بها خلال مسيرتي الرياضية. فهي حلم كان يراودني كثيرًا، حيث لا تتاح للعديد من الرياضيين مثل هذه الفرصة للتنافس بحضور أفراد عائلتهم وأصدقائهم".
وأضافت فريد التي خاضت السباق بالحجاب: "لقد تلقيت تساؤلات كثيرة من الإعلام الغربي، حول مشاركتي بالحجاب، والتي استطعت من خلالها تغيير النظرة النمطية حيال المرأة العربية المحجبة، وإلهام المزيد من الفتيات، لتغيير مفهوم عدم ممارسة الرياضة للفتيات المحجبات". وتابعت: "لم يكن الحجاب يومًا من الأيام عائق أمام نجاحي، بل شيئًا يميزني عن غيري من المشتركات".
وتعليقًا على الانتقادات الإعلامية التي تلقتها البطولة، قالت فريد: "استضافة هذه البطولة فخر لكل قطري وعربي، وتعتبر من أفضل البطولات التي أقيمت حول العالم، كونها تميزت من جميع النواحي، سواء من الأدوات أو المرافق الرياضية المتوفرة للاعبين سواء داخل وخارج الملعب. ورغم أنه ليس من الغريب أن تقام البطولات العالمية في الصيف أو الطقس الحار، ونحن كلاعبين محترفين يجب أن نكون مستعدين لأنواع الطقس المختلفة، إلا أن حرارة الملعب كانت ما بين 23 و25 درجة مئوية".
وتابعت: "حققت دولة قطر الكثير من هذه الإنجازات في المجال الرياضي، والقادم أفضل، مثل تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022، وأصبحت قطر الآن مركزًا للتميز الرياضي، حيث تستضيف العديد من مخيمات التدريب الرياضية، كما لدينا التجهيزات والبنى التحتية والمرافق اللازمة والمتوفرة بأعلى المستويات، وذلك لخدمة وتحفيز أفراد المجتمع وضيوفنا من مختلف دول العالم لتحقيق المزيد من التفوق الرياضي".
أكبر منافس للرياضي هو نفسه، فرغبتي الداخلية في تحقيق النجاح تدفعني إلى بذل قصارى جهدي في كل مرة
أرقام جديدة
خلال مسيرتها الرياضية، شاركت مريم في العديد من البطولات المحلية والعالمية، وحققت أرقامًا قياسية، وحصلت على ميداليات في بطولات على مستوى الخليج، وآسيا، وبطولات عالمية. وفي بطولة العالم، التي شاركت فيها مريم في تصفيات سباق 400 متر حواجز، ورغم أنها أنهتها بفارق أكثر من 15 ثانية عن الفائزة بالمركز الأول، إلا أنها تفوقت على نفسها، وسجلت رقم شخصي جديد. حيث قالت: "أكبر منافس للرياضي هو نفسه، فرغبتي الداخلية في تحقيق النجاح تدفعني إلى بذل قصارى جهدي في كل مرة. وهذه المرة تفوقت على نفسي، حيث أنني قمت بتسجيل رقم شخصي جديد من دقيقة وإحدى عشر ثانية، إلى دقيقة وتسع ثواني فقط".
وتعد بطولة العالم لألعاب القوى 2019، أكبر حدث رياضي تستضيفه المنطقة على الإطلاق، حيث شارك في البطولة أكثر من 2000 رياضي يمثلون 213 دولة حول العالم، بالإضافة إلى توافد 10000 ضيف دولي وإعلامي من خارج قطر. وتصف مريم تجربتها باللعب أمام هذا الجمهور الغفير، قائلًة: "مشاركتي في فعالية بهذا الحجم يعني لي الكثير، فهي بطولة عالمية، ويشاهدها الملايين حول العالم. كما أنني حظيت بفرصة منافسة أبرز العداءات حول العالم، وخوض تجربة الركض إلى جانبهن، إنه شعور مختلف ورائع ويحفزني على الاستمرار والتقدم".
الوصول إلى القمة
لا يوجد رياضي يصل إلى القمة بمفرده، يدرك الرياضيون أهمية آراء النقاد في كل فرصة وضرورة التعلم منها، هذا ما أكدت عليه مريم فريد، قائلًة: "كل تجربة بالنسبة لي مختلفة، وهي فرصة أسعى من خلالها إلى تطوير مهاراتي، لقد منحتني الرياضة الثقة، وعلمتني الالتزام والحرص على تحقيق الإنجازات". وتابعت: "دائمًا ما أتلقى النقد البناء من جميع من حولي، وخاصة مدربتي، فهي دائمًا تحرص على أن تبين لي جوانب الضعف والقوة لدي، وما يميزني، فمعرفة نقاط الضعف يساعدني في التغلُّب عليها لتحقيق الأهداف الشخصيّة، والتعرّف على نقاط القوّة يدفعني لأستفيد منها وأطورها".
ومن الأمور التي ساعدت مريم على النجاح، التدريب وممارسة الرياضة بشكل مستمر، وكطالبة في جامعة نورثوسترن في قطر، تقوم مريم باستخدام المرافق الرياضية العديدة التي توفرها المدينة التعليمية، قائلًة: "غالبًا ما أستخدم المرافق الرياضية في المدينة التعليمية، ومنها على سبيل المثال، مضمار السباق الموجود في حديقة الأكسجين، وأيضًا مركز الطلاب الذي يحتوي على الصالة الرياضية، إضافة إلى المطاعم الصحية المختلفة التي تقدم خيارات صحية على مدار العام".
واختتمت فريد: "تعتبر رياضة ألعاب القوى رياضة فردية، ويفترض بي كرياضية، أن أكون واثقة من نفسي، ومن مهاراتي، وأن أؤمن بقدرتي على تحقيق الأفضل. لقد جعلت الرياضة شخصيتي أقوى وأكثر انفتاحًا على العالم، كما جعلتني أكثر إصرارًا وطموحًا".