للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تعد الوسائط الاجتماعية والرقمية جزءًا من حياتنا- ولكن هل يمكن أن يؤثر ذلك على الزواج والعلاقات الأسرية؟
مصدر الصورة: Chaikom، عبر موقع Shutterstockتناولت الجلسة نقاش إيجابيات الإعلام الرقمي وسلبياته على حياة الزوجين
من المهم أن يكون الأفراد على دراية بالمحتوى الذي يستهلكونه عبر الإنترنت، هذا ما ناقشته إحدى جلسات مؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة حول الزواج، والتي ركزت على تأثيرات الوسائط الرقمية على الحياة الزوجية.
عُقدت هذه الحلقة النقاشية في اليوم الثاني من المؤتمر الذي ينظمة معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، بمشاركة ثلاثة متحدثين تمحورت مداخلاتهم حول سؤال "هل فرضت التكنولوجيا حتميتها على الزواج حديثًا؟" معتبرين أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أشبه بـ"التغذية الرقمية" مع التأكيد على وجود الآثار السلبية على حياة الأسرة التي يمكن أن يشكلها العالم الافتراضي.
سلّطت إحدى جلسات نقاش مؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة الضوء على التأثير المحتمل للتكنولوجيا على مؤسسة الزواج والأسرة.
من جهته، شرح وي مين لي، رئيس التركيز على الأسرة في ماليزيا، كيف تلعب التكنولوجيا دورًا مهمًا في حياتنا اليومية، قائلًا: "كم واحد منا يمتلك هاتفًا ذكيًا أو جهازًا لوحيًا أو حاسوبًا، أو ربما كافة هذه الأدوات؟"، وتابع: "أعتقد أننا جميعًا سنواجه صعوبة في العيش بدون التكنولوجيا، وبالرغم من أننا نقدر قيمة التكنولوجيا، إلا أننا لا نفكر كثيرًا في عواقبها السلبية ونتائجها".
عندما نقضي الكثير من الوقت على الإنترنت، أو نفرط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتحل محل التفاعل الشخصي، فبالتالي، ستكون التكنولوجيا موضع تساؤل
وأضاف وي مين لي: "عندما نقضي الكثير من الوقت على الإنترنت، أو نفرط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتحل محل التفاعل الشخصي، فبالتالي، ستكون التكنولوجيا موضع تساؤل، هل نتخلى عن الحياة الواقعية بحثًا عن حياة افتراضية بديلة؟ إذا كنا كذلك، يمكن أن تكون العواقب سلبية، وإذا كان هناك إفراط يمكن أن يضر ذلك العلاقات الشخصية".
أشار وي مين لي إلى أن اختيار الأفراد قضاء الوقت في مشاهدة التلفزيون أو استخدام أجهزة مثل الكمبيوتر اللوحي أو الهاتف المحمول على تبادل الحديث مع أحد أفراد أسرتهم يمكن أن يؤدي إلى صراع وينشئ ضغوطًا على العلاقات الأسرية، قائلاً: "في الإطار العام للأمور، هل الرسائل النصية، ووسائل الإعلام الاجتماعية، وتصفح الإنترنت يستحق إيذاء من نحبهم ونهتم لأمرهم؟
إننا حريصون ونتأكد باستمرار ماذا نختار لنتصفح على هواتفنا وتقنيتنا، ولا نسمح لهذه الأجهزة بالاختيار لنا، لأنه هنا تبدأ الأشياء السلبية في الظهور
وتابع: "إذا لم نتوخى الحذر، يمكن أن توثر التكنولوجيا بطريقة خفية على زواجنا دون أن ندرك ذلك، لذا، يجب أن نسأل أنفسنا: ماذا أو ما هو أول شيء نقوم به، أو من أول من نتواصل معه في الصباح؟"
وفي معرض حديثها بمؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة، عن تجربتها الشخصية في استخدام التكنولوجيا في سياق الحياة الأسرية، تحدثت المُدونة عائشة روزالي عن وجود جوانب إيجابية وسلبية لاستخدام التكنولوجيا، وكيف أن الوعي هو المفتاح لاستخدام الوسائط الرقمية بالطريقة صحيحة.
إذا صرفنا اهتمامنا على وسائل التواصل الاجتماعي ونسينا شركائنا في الحياة، فقد يؤدي ذلك على المدى الطويل إلى نقص الترابط الاجتماعي في الأسرة
وقالت روزالي: "ليس لدينا تلفزيون في منزلنا، ونراقب فترات استخدامنا لهواتفنا للتأكد من عدم الإفراط في استخدامها. كما إننا حريصون ونتأكد باستمرار ماذا نختار لنتصفح على هواتفنا وتقنيتنا، ولا نسمح لهذه الأجهزة بالاختيار لنا، لأنه هنا تبدأ الأشياء السلبية في الظهور، ودائمًا نقوم بإيقاف تفعيل الإشعارات على هواتفنا".
وقال ريان علي، أستاذ في كلية العلوم والهندسة، بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر: "وسائل التواصل الاجتماعي مثل أي تدخل في الحياة، إنها في الواقع تأخذ جل اهتمامنا، وقضاء الكثير من الوقت عليها يسلب ذلك، وهذا مورد ثمين للغاية".
عقدت الجلسة النقاشية في اليوم الثاني من المؤتمر الدولي الذي نظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة.
وأضاف علي: "إذا صرفنا اهتمامنا على وسائل التواصل الاجتماعي ونسينا شركائنا في الحياة، فقد يؤدي ذلك على المدى الطويل إلى نقص الترابط الاجتماعي في الأسرة، نحتاج إلى معرفة ما يجب الابتعاد عنه وما يجب البقاء على مقربة منه في العالم الرقمي. ببساطة، التغذية الرقمية كالطعام، نحن بحاجة إلى أن نكون انتقائيين فيما نستهلكه".
وتحدث ريان علي أيضًا عن أهمية التعليم قبل الزواج، قائلاً: "أعتقد أن هناك حاجة إلى المعرفة الرقمية وتعلم كيفية التوافق مع العادات الرقمية". واختتم علي، متسائلًا: "نحن ننظر إلى التوافق بين الأشخاص وعاداتهم، ولكن هل ننظر إلى توافقهم في استخدامهم للوسائط الرقمية؟"
حضر المؤتمر الافتراضي الذي يعقد لثلاثة أيام ما يقارب من 1000 شخص من جميع أنحاء العالم. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة www.difi.org.qa.