إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
11 March 2020

خبير بمؤسسة قطر يؤكد: الحصار أعدّ قطر للتعامل مع فيروس كورونا

مشاركة

المنتجات المحلية المصنّعة في قطر تُلبي ارتفاع الطلب على المواد

مع استمرار انتشار فيروس كورونا إلى أكثر من 90 دولة حول العالم، تشهد سلسلة التوريد العالمية اضطرابًا تامًا، فإن طريقة تعامل الدول مع العواقب الاقتصادية سيتم تحديدها من خلال الاستراتيجيات الموجودة بالفعل للتخفيف من مخاطر سلاسل الإمداد والتوريد.

الدكتور ألكسيس أنطونيادس، أستاذ مشارك ومدير برنامج الاقتصاد الدولي في جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر.

مصدر الصورة: Savanevich Viktar، عبر موقع Shutterstock

هذا ما يقوله الدكتور ألكسيس أنطونيادس، الأستاذ المشارك ومدير برنامج الاقتصاد الدولي في جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، متابعًا: "إن الدول التي تعتمد بشكل كبير على المواد المستوردة من الصين سوف تتأثر أكثر من غيرها، في حين أن الدول التي تتنوع مصادرها من المواد الخام والمدخلات لن تعاني بالقدر نفسه. ولكن الخلل في سلسلة التوريد لا يُشكل مصدر المخاوف الوحيد، فالدول التي لا تملك أنظمة جيدة للرعاية الصحية، وتعتمد بشكل كبير على القطاع السياحي، والتي ليست لديها قدرات مالية عالية، ستتأثر بشدة".

مع سعي دولة قطر إلى الاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي ردًا على الحصار، باتت اليوم تصنّع العديد من المنتجات التي لم تكن تقوم بتصنيعها سابقًا. ومع سيطرة حالة من الهلع بسبب انتشار فيروس كورونا، وتفريغ أرفف المعقمات من قبل السكان القلقين من خطر انتقال العدوى، سيُسهم الإنتاج المحلي في تهدئة العديد من المخاوف.

من نواحٍ عدة، كان الحصار نعمة على قطر

الدكتور ألكسيس أنطونيادس

ويقول الدكتور ألكسيس أنطونيادس، وهو خبير بالاقتصاد القطري لما يزيد عن 12 عامًا: "من نواحٍ عدة، كان الحصار نعمة على قطر، حيث ازدهر قطاع التصنيع في البلاد، وفي أقل من 3 سنوات منذ اندلاع الأزمة الخليجية. على سبيل المثال، في الأسبوع الماضي، لم يتمكن الناس من الحصول على المعقمات، ولكنها الآن باتت متوفرة كمنتجات محلية، وهذا ما يظهر حجم تأثير المنتجات المحلية المصنعة في قطر.

بالنظر إلى التوقعات الحالية لفيروس كورونا، فإن ثقة الناس في الحكومات والمؤسسات في التعامل مع الأزمات الكبرى، ستكون بمثابة محرك رئيسي لتصورات الجمهور وردود أفعاله. ستحتاج تطمينات الحكومة الواسعة إلى دعم الإجراءات الملموسة وأسس الثقة لتوجيه البلاد خلال هذه الأزمة.

أعتقد أن قطر قامت بعمل ممتاز في التعامل مع فيروس كورونا. أولًا، إنها تخلق الثقة من خلال الرسائل والإجراءات المطمئنة

الدكتور ألكسيس أنطونيادس

يقول الدكتور أنطونيادس:" أعتقد أن قطر قامت بعمل ممتاز في التعامل مع فيروس كورونا. أولًا، إنها تخلق الثقة من خلال الرسائل والإجراءات المطمئنة، وإجراءاتها تتسم بالشفافية، كما أنها حاسمة وسريعة.

ويتابع:" كانت هذه هي الاستراتيجية عندما فُرض الحصار على البلاد. لقد استفادت قطر من ذلك على أفضل وجه، حيث حمت الأمة من آثار الحصار، في حين وضعت استراتيجية للحماية على المدى البعيد. وبالنسبة لمعظم الناس، بدت الحياة طبيعية. واليوم، عندما تقول الدولة: لا تقلقوا، نحن نتعامل مع الأمر؛ يمكن للجمهور أن يصدق ذلك. هذه الثقة هي مفتاح التعامل مع حالة الذعر ومع أي تطورات مقبلة".

ويشير الدكتور أنطونيادس على وجه الخصوص إلى أن تحرك قطر لإجلاء السكان والمواطنين من إيران باستخدام طائرات خاصة كان قرارًا استراتيجيًا، قائلًا:" كانت الدولة ذكية للغاية. لقد أرسلوا طائرات خاصة لإجلاء الناس في إجراء خاضع للرقابة يقلل من انتشار الفيروس بطريقة لا يمكن السيطرة عليها. كان ذلك مجهودًا ناجحًا للغاية".

ويوضح الدكتور أنه بينما تواصل قطر مشاركتها في الجهود العالمية لاحتواء الفيروس، فإنها تسعى أيضًا إلى احتواء الآثار الاقتصادية العالمية للاقتصاد المتباطئ، الذي يتجه أكثر نحو الركود. فاقتصاد قطر الذي يعتمد على الهيدروكربونات – حيث تتلقى جزءًا كبيرًا من الإيرادات من خلال بيع الغاز الطبيعي المسال، يجعلها تتأثر بانخفاض سوق الغاز الطبيعي المسال.

مصدر الصورة: Helloabc، عبر موقع Shutterstock

ويضيف:" تشكل دولة قطر جزءًا كبيرًا من الاقتصاد العالمي، الذي يعتمد بشكل واسع على الأفراد والمواد التي تنتقل داخل وخارج البلاد - وقد توقف ذلك الآن. وعلى الرغم من أن قطر تنتج سلعها الخاصة، لكن إنتاج العديد من السلع النهائية لا يزال يعتمد على المواد الخام، ومعظم هذه المواد يأتي من آسيا، حيث يوجد قلق كبير".

تأثرت جميع القطاعات تقريبًا بالفيروس، وخصوصًا قطاع السفر والسياحة، ومع ذلك، يبقى السؤال حول ما إذا كانت أي صناعة ستستفيد من الفيروس والتداعيات التي تترتب عليه.

يعتقد الدكتور أنطونيادس أنه لا يوجد رابح في ظل هذه الأزمة، حيث يقول:" لا أرى كيف يمكن أن تستفيد القطاعات الصناعية من انتشار الفيروس، لكن قد تستفيد من ذلك بعض الشركات الفردية على سبيل المثال شركات المطهر" كلوركس"، فهذا هو الوقت الأمثل لها".

ويتابع:" مع كون ترك مسافة كافية بين الناس أحد التدابير الوقائية ضد انتقال الفيروس، ستشهد شركات الخدمات تقدمًا ملحوظًا. إذا كان الناس مهتمين بالذهاب إلى دور السينما، ولكنهم قلقين من الازدحام، فربما يكون الاشتراك في " Netflix" هو الحل، وهو ما سيعود بالفائدة على هذه الشركة".

وفقًا للدكتور أنطونيادس، كانت الإجراءات التي اتخذتها دولة قطر للتعامل مع فيروس كورونا حاسمة وتتسم بالشفافية.

ومن جهة أخرى، يستعد المتعاملون بالأوراق المالية في جميع أنحاء العالم لمرحلة الأسواق الهابطة والشكوك، ومع استمرار التداعيات المالية لفيروس كورونا، يسعى المستثمرون إلى تجنب الخسائر المتزايدة. وعلّق قائلاً: قد يظن الناس أن الخيار الأكثر آمنًا هو بيع أسهمهم، لذلك ستشهد الأسواق المالية الكثير من عمليات البيع".

ويقول الدكتور أنطونيادس: "مع استمرار حالة الذعر، يوجد استهلاك مفرط للسلع مثل ورق التواليت والأقنعة والمطهرات وما إلى ذلك. أعتقد أنه لا يزال هناك الكثير من الشك، لأن الناس يحاولون أن يكونوا أكثر استعدادًا لما هو قادم".

قصص ذات صلة