إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
30 October 2019

استشاري طب الطوارئ: كرسي الأطفال قد يحميهم من الوقوع ضحايا حوادث المرور

مشاركة

سدرة للطب عالج 90 طفلًا تعرضوا لإصابات حرجة خلال 6 أشهر

استقبل مركز سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، 90 طفلًا أُصيبوا بحالة حرجة نتيجة الحوادث المرورية، وذلك خلال الأشهر الست الماضية، وكان بالإمكان تجنّب هذه الإصابات في حال اُستخدمت الكراسي المخصصة للأطفال داخل السيارة.

وقد أظهرت الإحصائيات أن استخدام كرسي الأطفال في السيارة يقلل احتمال الوفاة بنسبة 70% بالنسبة للأطفال حديثي الولادة دون عمر السنة ويُجنبّهم التعرّض لإصابة جدية بنسبة تتراوح بين 50 -80 في المائة، هذا ما أكد عليه الدكتور مهلب تاج الدين، استشاري طب الطوارئ والإصابات في سدرة للطب، والذي أشار إلى أن أغلب أولياء الأمور لا يستخدمون كراسي الأطفال في السيارات لانهم يعتقدون أنها "غير ضرورية" أو "صعبة الاستخدام".

وقال الدكتور مهلب: "تلقت سدرة للطب خلال الأشهر الستة الماضية 211 حالة حرجة لأطفال تحت سن البلوغ، 43 % من هذه الحالات كانت بسبب حوادث سيارات". وأكد أن:" معظم هذه الإصابات كان من الممكن تفاديها إذا استخدم أولياء الأمور بعض الاحتياطات البسيطة مثل استعمال الكرسي المخصص للطفل داخل السيارة، والذي من شأنه أن يقلل من الإصابات الخطيرة". وأضاف الدكتور مهلب أن: "في طوارئ الأطفال في سدرة لدينا فريق متكامل ومتخصص في استقبال حالات الحوادث للأطفال، وبمجرد وصول الطفل يكون الفريق جاهز في قسم الطوارئ لتقييم حالته الطبية وتقديم الخدمات المطلوبة من أدوية أو أشعة مقطعية أو نقل دم وغيرها، وبعد تقييم الحالة، يتم تحديد إذا ما كانت حالة الطفل بحاجة إلى عملية جراحية، أو تستدعي دخولها إلى قسم العناية المركزة".

هناك أربعة أسباب رئيسية وراء عدم استخدام الأهل لكراسي الأطفال في سيارتهم، أولها هي الاعتقاد الخاطئ عند أولياء الأمور بأنه لا حاجة لهذا الكرسي في السيارة، بالإضافة إلى إهمال استخدام كرسي الطفل بالسيارة للأماكن القريبة أو للمسافات قصيرة

فاطمة المحمدي

في هذا السياق، أوضحت السيدة فاطمة المحمدي، مثقفة صحية في سدرة للطب، أن أول مبادرة قامت بها سدرة للطب لكراسي الأطفال كانت في العام 2017، وهدفت إلى تغيير سلوكيات المجتمع وتوعيته بأهمية استخدام كراسي الأطفال في السيارة، من خلال استخدام ورش العمل والندوات التعريفية التي يتم تنظيمها في العيادات الخارجية.

وقالت فاطمة المحمدي: "من خلال ورشة العمل هناك أربعة أسباب رئيسية وراء عدم استخدام الأهل لكراسي الأطفال في سيارتهم، أولها هي الاعتقاد الخاطئ عند أولياء الأمور بأنه لا حاجة لهذا الكرسي في السيارة، واكتفائهم فقط بجلوس شخص بالغ مع الطفل، بالإضافة إلى إهمال استخدام كرسي الطفل بالسيارة للأماكن القريبة أو للمسافات قصيرة، فضلاً عن بكاء الطفل أثناء وضعه في الكرسي مما يمنع الأهل من وضعه فيه، وهذا يعود إلى عدم تعويدهم للطفل على الجلوس على الكرسي منذ الولادة، وآخر هذه الأسباب هو ظن الأهل أن كرسي الأطفال صعب الاستخدام والتركيب".

استخدام كرسي الأطفال في السيارة يقلل احتمال الوفاة بنسبة 70% بالنسبة للأطفال حديثي الولادة دون عمر السنة

وأضافت:" هناك ثلاث أنواع رئيسية من كراسي الأطفال، تُقسّم على حسب الطول والوزن والعمر، وهم: من صفر إلى ما يقارب سنة أو ثلاث سنوات وهو الكرسي المواجه للخلف، والنوع الثاني هو الكرسي المواجه للأمام ويستخدم من عمر 3 إلى 7 سنوات، أما النوع الثالث فهو مخصص للأطفال من سبع سنوات فما فوق، وهو الكرسي الرافع الذي يعزز من ارتفاع الطفل ليساعده على استخدام حزام الأمان في السيارة".

وأشارت فاطمة إلى تعاون سدرة للطب مع باقي قطاعات المجتمع في برنامج قطر لسلامة الأطفال "غلّاي" بهدف تعزيز الوعي حول سلامة الأطفال في المركبات، وتتضمن الحملة محطات لمساعدة أولياء الأمور على تركيب كراسي الأطفال في مركباتهم، وأكدت فاطمة المحمدي على افتتاح إحدى هذه المحطات قريباً في سدرة للطب؛ في إطار دعم هذا البرنامج.

أناشد أولياء الأمور إلى الاهتمام بوضع أطفالهم في الوضعية الآمنة داخل السيارة حرصًا على سلامتهم في حال وقوع الحوادث.

مي أحمد الهارون

وتعليقًا على أهمية تعزيز الوعي بسلامة الأطفال في المركبات، وأهمية استخدام الكراسي المخصصة للأطفال، قالت السيدة مي أحمد الهارون، أم قطرية، وموظفة في مؤسسة قطر: "أحرص دائمًا على أن يجلس أطفالي داخل السيارة في الأماكن المخصصة لهم، وأهتم أن يجلس إبني أحمد ذو العامين في كرسي الأطفال المواجه للخلف، أما إبني عبدالله ذو الأربع سنوات فأُجلسه في كرسي الأطفال المواجه للأمام مع تذكيره بشكل مستمر بربط حزام الأمان". ودعت مي أولياء الأمور إلى الاهتمام بوضع أطفالهم في الوضعية الآمنة داخل السيارة حرصاً على سلامتهم في حال وقوع الحوادث.

يُذكر أن التقرير الصادر عام 2018 من منظمة الصحة العالمية عن حالة السلامة على الطرق، أشار إلى أن حوادث المرور تتسبب في 1.35 مليون حالة وفاة سنوياً. وسلّط التقرير العالمي الضوء على أن الإصابات الناجمة عن حوادث المرور قد باتت السبب الرئيسي لإزهاق أرواح الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و29 سنة، لذا باتت الحاجة ملحة لمزيد من حملات التوعية بأهمية استخدام كراسي السيارات المخصصة للأطفال في الأماكن العامة والمدارس وعدم قصرها على المستشفيات فقط.

قصص ذات صلة