للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يناقش الخبراء في مؤتمر "وايز" لعام 2019 دور التكنولوجيا في تطوير مهارات الأطفال
مع تزايد الطلب على أن تكون العقول الشابة لكي تكون ماهرة في التكنولوجيا، ما هو العمر المناسب الذي يجب أن يدخل فيه الطفل إلى العالم الرقمي؟
يقول ديمتري كريستاكيس، مدير مركز صحة الطفل، وسلوكه ونموه، في جامعة أستراليا الغربية، ومستشفى سياتل للأطفال: "لقد تطورنا عبر آلاف السنين لنصبح متعلمين جيدين، لكن بيئاتنا لم تتطور لمواكبة ذلك، وأوضحت دراسة أنه في الولايات المتحدة في السبعينيات، كان متوسط عمر الأطفال الذين يشاهدون التلفاز أربع سنوات، واليوم أربعة أشهر".
وأضاف كريستاكيس: "في وقتنا الحالي، يقضي الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة 4.5 ساعات على الأجهزة. وتكمن فوائد التكنولوجيا بكيفية تعليم الأطفال، وتم تصميم التطبيقات على هواتفنا والأجهزة اللوحية بشكل أساسي للأطفال الذين يجلسون حتى يتمكن مقدمو الرعاية من قضاء أعمالهم. فالأطفال بحاجة إلى التجربة والتفاعل أكثر من التطبيقات الإلكترونية"
كان كريستاكيس جزءًا من جلسة حوارية بعنوان "كيف يمكننا تسخير علم الأعصاب لتحسين التعلم الشامل؟"، وشارك فيها مجموعة من الخبراء وجهات نظرهم وخبراتهم في تطبيقات علم الأعصاب من أجل تعلم أفضل، والتي أقيمت في اليوم الأول من قمة وايز 2019.
تهدف الجلسة إلى تعميق وفهم تطور الدماغ وكيف نتعلم؛ وأفضل طريقة لتحسين التعلم عبر مراحل التطور المختلفة؛ وكيف يمكن للمعلمين تفسير المعارف الجديدة بشكل أكثر إنتاجية لدعم مختلف الأفراد الذين يتلقون التعليم.
وقال فرانسوا تادي، مدير مركز البحوث والترابط: "تعد ألعاب الفيديو طريقة رائعة للتعلم ولكنها ليست شاملة، على سبيل المثال، عندما يلعب الأطفال مع بعضهم البعض، يمكنهم كسر قواعد اللعبة، ولكنهم لا يستطيعون تخطيها في ألعاب الفيديو، كما أن التفاعل مع الأفراد الآخرين يتيح أيضًا نمو القدرات العاطفية".
واتفق جميع المشاركين على أن اللعب طريقة رائعة للتعلم لأنها أكثر شمولية، ومن جانبها، قالت جانيت رافنر، مديرة قسم التعلم، في" ScienceAtHome"، مركز المعلومات المختلطة: "إن إحدى التحديات الحاسمة للتجارب الواقعية مقابل التطبيقات الرقمية كونها ثابتة، لا يمكن للأطفال أن يفعلوا إلا ما يطلبه منهم التطبيق الرقمي القيام به".
في العالم الواقع، لديهم القدرة على استخدام الأدوات للابتكار، والقدرة على التفكير خارج الصندوق - وهو شيء لا تقدمه التطبيقات الرقمية. عندما تتعامل مع مشكلة معقدة، فإن التعلم الذي يحدث هو أكثر تنوعًا بكثير، ومع ذلك، فإن التكنولوجيا في هذه الأيام تدور حول تعلم المشكلات البسيطة - الألعاب البسيطة والرياضيات البسيطة - وهكذا، لا تتاح للأطفال الفرصة لتعلم مهارات التعلم المعقدة من خلال هذه التطبيقات. "
وفقًا لتادي، كل الأطفال هم علماء، ويجب توفير بيئات داعمة لتشجيع التعلم الشامل. ويقول: "إذا قارنا البشر، فنحن لسنا رائعين في العديد من المجالات، ولكن أحد العناصر التي نجيدها هو قدرتنا على التعلم من الآخرين؛ على أن يتم ذلك في البيئة المناسبة، يمكن تعزيز التعلم باللعب، إنها طريقة فعالة للغاية".
وأضاف تادي: "تعد البيئات التي تسمح للأطفال بالحفاظ على الحماس والتركيز والإلهام أثناء تلقي الملاحظات بعدًا إيجابيًا للتعلم بشكل جيد. ولكن إذا كان الأطفال يصرف انتباههم باستمرار، فهذه طريقة سيئة للتعلم. والتكنولوجيا مثال جيد على ذلك. علينا أن نتعلم إيقاف تشغيل الهواتف أو الأجهزة، والسماح للأطفال بالتعلم من البشر. هذا هو المكان الذي نحتاج فيه إلى إعادة التعلم".
كما ناقش أعضاء الفريق جانب تدريب الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية على تربية الأطفال دون الاعتماد على التكنولوجيا. على سبيل المثال، أشاروا إلى أنه إذا كان مقدمو الرعاية مدمنين على هواتفهم الذكية أو الأجهزة اللوحية، فستكون النتائج مضاعفة: حيث ستتأثر جودة تقديم الرعاية؛ كما سيصبح الطفل مدمنًا على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي يتعرض لها".
وقالت رندة جروب زاخري، المدير التنفيذي لبرنامج "رؤى من أجل التعليم": "ليس من الممكن دائمًا الاختيار بين العالم الرقمي والواقعي، فالجانب المهم هو الثقة، وهذا يشمل جميع من يحيطون بالطفل".