إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
25 September 2019

مؤسسة قطر تستضيف وقفة ضدّ تغيّر المناخ تضامنًا مع الحراك العالمي

مشاركة

دعوة من المدينة التعليمية إلى العالم من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة في مواجهة الاحتباس الحراري

أعرب طلاب من المدينة التعليمية، وناشطون في مجال حماية البيئة، وشريحة واسعة من أفراد المجتمع في قطر، عن تضامنهم مع الحراك العالمي من أجل تغيّر المناخ، وذلك في وقفةٍ تضامنية ضدّ التغيّر المناخي، استضافتها المدينة التعليمية، اليوم.

من خلال هذه الوقفة التضامنية، ضمّ المشاركون صوتهم إلى صوت الشباب المناهض للتغيّر المناخي حول العالم، مُناشدين قادة الدول إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في سبيل مكافحة التهديد الأكبر من نوعه في عصرنا والذي يواجهه كوكب الأرض، بسبب الآثار السلبية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

هذا النوع من الفعاليات يساعد على نشر الوعي حول التحديات التي يواجهها العالم، مما سيؤدي إلى حياة أفضل للجميع في المستقبل

مريم العبيدلي

يأتي هذا الحراك الذي استضافه مبنى ملتقى (مركز طلاب المدينة التعليمية)، انسجامًا مع حرص دولة قطر على القيام بدورها كشريك فاعل مع المجتمع الدولي في مجال حماية البيئة، وفي الإطار الزمني أيضًا لإعلان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عن مساهمة دولة قطر بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي، لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية، والدول الأقل نموًا، للتعامل مع تغيّر المناخ والمخاطر الطبيعية والتحديات البيئية، وذلك بحسب ما جاء في كلمة صاحب السمو، خلال أعمال قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخ 2019، التي عُقدت في مدينة نيويورك.

هَدف المشاركون في هذه الوقفة، التي نظمّتها حركة الشباب العربي للمناخ في قطر، ومجموعة جلوبال شايبرز، وبرنامج المدارس الصديقة للبيئة، إلى التضامن مع ملايين الشباب الذين تحرّكوا مؤخرًا في مختلف مدن العالم، مطالبين المجتمع الدولي بضرورة العمل على الحدّ من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، من أجل تحقيق الاستقرار المناخي المنشود.

الوقفة التضامنية في مؤسسة قطر تناشد قادة الدول إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في سبيل مكافحة أزمة المناخ العالمية.

تعكس استضافة مؤسسة قطر لهذه الوقفة التزامها بتعزيز الاستدامة داخل دولة قطر وخارجها، من خلال انجازاتها البحثية ودعمها للابتكار في مجال الاستدامة بما يشمل جودة الهواء، والطاقة، والمياه، والأمن الغذائي؛

كذلك تُجسّد استضافة مؤسسة قطر لهذا الحراك أحد أهم مبادئ المؤسسة وهي توفير منصة للشباب من داخل دولة قطر وخارجها، للتعبير عن آرائهم بشكل مباشر، ومنحهم فرص أكبر لطرح الحلول الرامية إلى التعامل مع التحديات العالمية المعاصرة.

الأضرار البيئية التي قد نتسبب بها ستؤثر على الأجيال المقبلة، وآمل أن يتمكّن أحفادنا من رؤية العالم كما كان في السابق

جود العيسى

وعن مشاركتها في هذا الحراك، قالت جود العيسى، طالبة في أكاديمية قطر-الدوحة، والبالغة من العمر 11 عامًا: "أُشارك اليوم في هذه الوقفة، لأنني أعتقد أن الأضرار البيئية التي قد نتسبب بها ستؤثر على الأجيال المقبلة، ولأنني آمل أن يتمكّن أحفادنا من رؤية العالم كما كان في السابق. إن الإنسان جزء رئيسي من المشكلة، ويجب علينا جميعًا أن نتحمل المسؤولية لأننا جزء رئيسي من الحلّ".

من جانبها، قالت مريم العبيدلي، طالبة في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا: "أنا سعيدة بهذه التجربة، فقد أطلعتُ على معلومات جديدة حول مشكلة التغيّر المناخي، واستفدتُ أيضًا من مختلف الآراء التي شاركها الطلاب حول هذا الموضوع". وأضافت: "هذا النوع من الفعاليات يساعد على نشر الوعي بين الطلاب، وبالتالي سيؤدي ذلك بنا إلى حياة أفضل للجميع في المستقبل".

التغيّر المناخي يشكل تهديدًا حقيقيًا للاستدامة البيئية لكل دول العالم ومن بينها قطر والمنطقة حيث أنه لا أحد منّا بمنأى عن ذلك

محمد أيوب

وفي تعليق منه على أهمية الحراك من أجل المناخ، سلّط محمد أيوب، مدير محفظة أبحاث جودة الهواء والتغيّر المناخي في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، الضوء على الآثار المباشرة للاحتباس الحراري في قطر والمنطقة، قائلًا:" يُمثل التغيّر المناخي تهديدًا حقيقيًا للاستدامة البيئية لكل دول العالم ومن بينها قطر والمنطقة حيث أنه لا أحد منّا في بمنأى عن ذلك".

وأضاف الخبير في التغيّر المناخي محمد أيوب:" يُرّكز معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة في بحوثه على استدامة النُظم البيئية في منطقة الخليج العربي، من خلال ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض، والتغيّر في أنماط هطول الأمطار، والزيادة في العواصف الرملية والترابية، وارتفاع مستوى سطح البحر، بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية المرتبط بذلك. مثالًا على ذلك، تُشير البيانات الوطنية والإقليمية والعالمية على مدى السنوات الـ 25 و30 الماضية، إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض في المنطقة بمعدّل يتجاوز متوسط المعدل العالمي بدرجتين أو ثلاث درجات". وأوضح أيوب:" بعبارة أخرى، أي زيادة في درجات الحرارة العالمية تتراوح بين 1.5 و2.0 درجة مئوية، تؤدي إلى زيادة تتراوح بين 3 و6 درجات في المنطقة. وبالتالي، سيكون لذلك آثار بعيدة المدى على المنطقة التي تعاني بدورها من درجة حرارة تتجاوز متوسط المعدل العالمي مقارنة بمناطق أخرى من العالم".

عبّر الطلاب والناشطون عن آراءهم إزاء الحاجة الملّحة لمعالجة أزمة التغير المناخي.

وختم محمد أيوب:" يضمّ قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر مجموعة من الركائز الرئيسية التي نعمل من خلالها على بناء معرفة مؤسسية شاملة ومتكاملة عن الآثار الوطنية الناجمة عن التغيّر المناخي، إضافة إلى مساعينا الرامية إلى وضع السياسات المناسبة وابتكار التقنيات التي من شأنها أن تخفف من الآثار السلبية عن التغير المناخي وتُمكنّنا أيضًا من التكيّف معه، بما يُساهم في تعزيز المرونة الإقليمية في هذا المجال. هذه التقنيات المبتكرة والمُخرجات المتعلقة بالسياسات، تُمكّننا من المضي قدمًا في رحلتنا الهادفة إلى نقل قطر من موقع المواجهة ضدّ تغير المناخ فحسب إلى لعب دور ريادي على مستوى العالم في القدرة على التكيّف مع المناخ الأكثر قسوة على نحو متزايد".

وقُبيل انطلاق الوقفة التضامنية ضدّ تغير المناخ، شارك ما يقارب الـ 200 طالب ومُدرّس من مختلف مدارس مؤسسة قطر، في فعالية نظّمها مجلس قطر للمباني الخضراء، عضو مؤسسة قطر، في (مبنى ملتقى)، وذلك ضمن برنامج المدارس الصديقة للبيئة، وتم من خلالها تعريف الطلاب بمعايير "المدرسة الصديقة للبيئة" وكيفية تحقيقها، بالإضافة إلى طُرق الحدّ من هدر الطعام بشكل نهائي.

تأتي هذه الوقفة في إطار الحراك الدولي الذي شهد مشاركة ملايين الأشخاص حول العالم مطالبين بمضاعفة الجهود لحماية الكوكب.

ويعدّ برنامج المدارس الصديقة للبيئة من أوسع البرامج نطاقًا في العالم، ويتطلب التزام زمني ونوعي لمدة سنتين من قبل الطلاب والمُدرّسين بالمساهمة في القضايا البيئية، بالإضافة إلى توفير فرصة للشباب ليكونوا ناشطين في مجال حماية البيئة، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن أفكارهم في مجال السياسات البيئية وإدارة حماية البيئة بالمدارس.

الجدير بالذكر أن مجلس قطر للمباني الخضراء يُدير هذا البرنامج، عبر توفير مجموعة من برامج الدعم بما في ذلك التدريب وغيرها من المتطلبات التي تحتاجها المدارس المنضوية تحت لواء هذا البرنامج.

في هذا الإطار، قالت الطالبة القطرية شهد عبدالله، البالغة من العمر 14 عامًا، في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، إحدى المدارس العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر:" تتوفر في العديد من المدارس اقتراحات مدهشة يعرضها الطلاب تتعلق بتقليص النفايات الغذائية وتعزيز التربة. أمر لا يُصدّق كيف يُمكن للطلاب ابتكار هذه الأفكار والتفكير بإنقاذ الكوكب. أنا فخورة جدًا كوني جزء من هذا الحدث اليوم، وفخورة بكوني طالبة في مدرسة صديقة للبيئة، وأنني جزء أيضًا من هذا الجيل".

بدورها، قالت الطالبة الكندية تسيا رينا، البالغة من العمر 16 عامًا، من المدرسة الأمريكية في الدوحة:" أنا هنا لأنني أريدُ أن أعرف أكثر ماذا يمكننا القيام به كمجتمع، لأننا نرغب بالتفاعل بشكل أكبر مع المدارس الأخرى في مجال الأنشطة المتعلقة بالبيئة، نريد أن يعرف الجيل الأصغر منّا ماذا يحدث لهذا الكوكب. كلّما أدركنا ذلك في سنّ مبكرة، كلّما نجحنا في تقديم المساعدة بشكل أكبر".

وتعليقًا على هذه الفعالية التي قام بتنظيمها مجلس قطر للمباني الخضراء ضمن برنامج المدارس الصديقة للبيئة، قال المهندس مشعل الشمري مدير مجلس قطر للمباني الخضراء، مخاطبًا الطلاب:" أنتم قادة المستقبل وصنّاع القرار غدًا وأولياء الأمور بعد سنوات من الآن. نحن نؤمن أنه بإمكاننا حماية الكوكب غدًا من خلال مشاركتكم اليوم في برنامج المدارس الصديقة للبيئة، لأننا نسير معًا نحو أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، ونعمل سويًا على دعم مسيرة دولة قطر في بناء اقتصاد مُستدام قائم على المعرفة". وختم المهندس مشعل الشمري:" معًا. نبني مستقبل مستدام".

قصص ذات صلة