إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
22 July 2020

جائحة "كوفيد-19" أثبتت ضرورة تبني العلوم في كافة مجالات الحياة

مشاركة

مصدر الصورة: Mehaniq، عبر موقع Shutterstock

الدكتور جريجوري مونكادا وسامويل أبرامس من أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا يتحدثان عن تطبيق طلابهم لمهارات التفكير الناقد لمواجهة تحديات "كوفيد-19"

يوميًا، ومنذ بداية تفشي جائحة كوفيد-19 في العالم، شهدنا بعض الأشخاص الذين يعارضون الالتزام بفكرة التباعد الاجتماعي، أو ارتداء الكمامات والقفازات، بل وحتى أطلق عليها البعض بأنها خدعة أو مؤامرة. وبسبب عدم الاستعداد أو الفهم العلمي لهذا الفيروس، قضى بعض قادة العالم وقتًا طويلًا في التقليل من شأن الفيروس والمخاطر المرتبطة به.

الدكتور جريجوري مونكادا، المدير المؤسس لأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا.

سامويل أبرامس، المدير المسؤول بأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا.

من ناحية علمية، الأمر بسيط جدًا، كوفيد-19 هو مرض معدٍ ويعتمد انتشاره على المخالطة بين الأفراد، ولكن يبدو أن بعض الأفراد يجدون صعوبة كبيرة التفكير بصورة عقلانية حول بكوفيد-19، لماذا؟ يكمن جزء من الإجابة على هذا السؤال في التشجيع على التفكير النقدي وحل المشكلات، وهو ما تتيحه دراسة العلوم.

عند تشجيع الآخرين على دراسة العلوم، ليس من الضروري أن يدرسوا المواد العلمية بالتحديد، ولكن بدوري كتربوي، وحسبما تظهر الأبحاث ، لنا، فنحن بحاجة إلى أن يصبح طلابنا مفكرين ناقدين ومحللين للمشكلات

سامويل أبرامس

قال سامويل أبرامس، المدير المسؤول بأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر: " عند تشجيع الآخرين على دراسة العلوم، ليس من الضروري أن يدرسوا المواد العلمية بالتحديد، ولكن بدوري كتربوي، وحسبما تظهر الأبحاث ، لنا، فنحن بحاجة إلى أن يصبح طلابنا مفكرين ناقدين ومحللين للمشكلات".

وتابع أبرامس: "أدت تداعيات الجائحة إلى تكثيف جهود التركيز على العلوم في مختلف المجتمعات الطبية والعلمية في جميع أنحاء العالم، لتقديم مساهمات هامة للتصدي لجائحة كوفيد-19، وبالتالي، يتعين علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كان مستقبلنا يقع فقط بين أيدي العلماء والمهنيين المتخصصين، أو ما إذا كان بوسع عامة الناس أن يتخذوا قرارات مستنيرة استناداً إلى الفهم العلمي".

تشير دراسة أعدها روّاد المجال التربوي إلى أن "تدريس العلوم في المدارس مصمم فقط لإعداد بعض الطلاب لأن يصبحوا علماء في المستقبل، بدلاً من تقديمها بطريقة علمية يفهمها عامة الناس". هذا يعني أن العلوم تحتاج إلى أن يتم تدريسها بطريقة أكثر شمولية، لأنه عندما ترتبط العلوم بالحياة الواقعية للناس، تصبح مرتبطةً بهم وقابلةً للتطبيق.

في المستقبل، لن تسعى الشركات أو الكليات إلى البحث عن أشخاص يملكون شهادات في الهندسة أو علوم الأحياء فحسب، بل الذين يمكنهم العمل ضمن فريق بشكل جماعي أو الذين يمكنهم استخدام المهارات الرياضية في حل المسائل

سامويل أبرامس

وأضاف أبرامس: "في المستقبل، لن تسعى الشركات أو الكليات إلى البحث عن أشخاص يملكون شهادات في الهندسة أو علوم الأحياء فحسب، بل الذين يمكنهم العمل ضمن فريق بشكل جماعي أو الذين يمكنهم استخدام المهارات الرياضية في حل المسائل".

وأشار أبرامس إلى أن أرباب العمل سيرغبون في توظيف أشخاص مجهزين بمهارات القرن الحادي والعشرين، والذين لديهم نهجاً شاملاً، قائلاً: "قد يرغب أحد الطلاب في أن يكون مصممًا داخليًا، ولكنه يرغب أيضًا بدراسة العلوم ليحصل على فهم أفضل للتصميم الداخلي".

وفي ظل تداعيات الجائحة أضطرت المدارس للتكيف بسرعة مع نظام التعلم عن بُعد، والآن يتم تطبيق التعلم القائم على التجربة عبر الإنترنت، والذي عادة ما يتم تطبيقه في مختبرات الفصول الدراسية، خاصة في موضوعات المجالات العلمية كالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وفقًا لما ذكره أبرامس، الطلاب في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا يقومون بعمل العديد من التجارب العلمية في المختبرات، وهذا الأمر لا يمكن تطبيقه حاليًا كونهم يدرسون من المنزل، قائلاً: "ما زلنا في المراحل المبكرة، ولكننا كنا نقدم طرق مبتكرة لإشراك الطلاب ودعمهم لتطبيق تجارب علمية والتعلم منها في المنزل".

لتطبيق هذا النهج التعليمي العلمي، شارك طلاب أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، في مشروع لمعالجة نقص معدات الوقاية الشخصية، وأوضح الدكتور جريجوري مونكادا، المدير المؤسس لأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، أنه طُلب من الطلاب البحث عن حلول حول هذا الموضوع، وحرصنا على مساعدتهم للتواصل مع أشخاص عملوا على إنشاء معدات الحماية الشخصية من عناصر مختلفة في مختبراتهم.

نريد من طلابنا طرح تساؤلاتهم وأفكارهم بطريقة علمية، ليكون لديهم مهاراة استقلالية التفكير

الدكتور جريجوري مونكادا

وأضاف الدكتور مونكادا: "استخدمنا بعض مكونات الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصميم معدات الحماية الشخصية، مثل واقيات الوجه وأقنعة الوجه، وطلابنا كانت لديهم المهارة اللازمة لعمل طباعة ثلاثي الأبعاد لهذه المكونات، وبما أنه لدينا 12 طابعة ثلاثية الأبعاد في مدرستنا، تمكنا من إنتاجها، وكان طلابنا قادرين على إعادة تدوير مجموعة منها وتحسينها".

لقد منحت جائحة كوفيد-19 الطلاب في كل أنحاء العالم فرصة للتجربة والتعلم خلال العلوم في الحياة الواقعية. وتشهد الأكاديمية مشاركة مئة بالمئة من طلابها، ففي النهج الذي تتبناه تسمح لطلابها بالتعلم وتقديم الأدلة واستخدامها لفهم الحالة التي نعيشها في ظل تداعيات كوفيد-19، على سبيل المثال، اتخاذ القرارات بشأن أسباب الحجر المنزلي وأهمية عمليات الإغلاق.

وتابع الدكتور مونكادا: "لقد قام بعض طلابنا للتو بالتعرّف على علم الجراثيم في علم الأحياء حتى يفهموا طبيعة الفيروسات والبكتيريا، وكيف ينتقلون عند مخالطة أفراد المجتمع لبعضهم البعض. وكان من السهل على معلمي مادة الأحياء تطبيق بعض هذه الممارسات لأنها تتعلق بانتشار وتخفيف آثار فيروس كوفيد-19".

مصدر الصورة: Lucie Peclova، عبر موقع Shutterstock

كما أشار الدكتور مونكادا إلى أنه مع تحول هذه العقول الشابة إلى أفراد مؤثرين في المجتمع، ستكون لديهم المهارات اللازمة في المستقبل لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه قطر والعالم، وهي الرؤية الرئيسية للأكاديمية، وذلك بإطلاعهم على المستقبل بعقلية منفتحة على الخارج، وبالتالي، إدراكهم لاحتياجات المجتمع وأنفسهم وبأهمية الدور الذي يقومون به في المجتمع.

ويقول الدكتور مونكادا أنه حتى وإن نفذت الحكومات سياسات التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامات، "فنحن نريد من طلابنا طرح تساؤلاتهم وأفكارهم بطريقة علمية، ليكون لديهم مهاراة استقلالية التفكير".

واختتم الدكتور مونكادا، قائلاً: "على الجانب الآخر، نعلمهم كيفية الاستجابة للإجراءات والسياسات التي تطبقها الحكومات، وبما أنهم يعرفون القليل فقط عن علم الفيروسات وكيفية انتشارها، فهم بحاجة إلى معرفة المزيد، وبالتالي معرفة ما إذا كانت هذه السياسات منطقية".

قصص ذات صلة