للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
الدكتور خالد فخرو
الاستثمار بعيد المدى في البحوث والتطوير والابتكار يتيح لنا تطوير الحلول بما في ذلك الطريقة المبتكرة لإجراء فحوصات فيروس كوفيد -19 التي قام سدرة للطب بتطويرها
أكد الدكتور خالد فخرو، رئيس قسم الأبحاث بالإنابة في سدرة للطب أن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" سيتيح للناس فرصة إدراك أهمية دعم البحث العلمي على نحو أفضل، وتبيان الأسباب التي تؤكد الحاجة إلى استثمارات بعيدة المدى في مجال البحوث والتطوير والابتكار، لجني ثمارها وتحقيق النتائج المنشودة منها، وذلك في معرض تعليقه على الطريقة الجديدة والمبتكرة التي أعلن سدرة للطب مؤخرًا عن تطويرها لإجراء فحوصات فيروس كورونا المستجد.
وكانت فرق طبية وبحثية في مركز سدرة للطب وهو مستشفى رائد للنساء والأطفال وعضو في مؤسسة قطر، قد توصلت إلى طريقة بديلة تعتمد على القدرات الروبوتية والخبرات المعملية لدى سدرة للطب لاستخلاص الحمض النووي الريبي من عينات المسحات المأخوذة من الأفراد، ثم تحليل هذا الحمض المستخلص لرصد وجود الفيروس لدى المصابين.
الدكتور باتريك تانج
وأوضح أن هذه الطريقة من شأنها أن تعزز قدرات قطر في إجراء فحوص فيروس كوفيد-19 فيما يواجه العالم نقصًا واضحًا في لوازم ومجموعات فحص الفيروس بسبب الطلب المتزايد عليها، ومن ثم تفادي خطورة التأخير في سحب عينات المسحات التي قد تؤدي إلى نتائج "سلبية كاذبة" وهو ما يترتب عليه إعادة الأشخاص الحاملين للفيروس إلى المجتمع وهم غير مدركين ومن ثم تعريض المزيد من الأفراد للعدوى، مشيرًا إلى أن هذه الطريقة المبتكرة قد تمت إتاحتها حاليًا للمجتمع البحثي حول العالم.
وقال الدكتور خالد فخرو: "هذه الطريقة التي استطعنا تطويرها في قطر إنما هي بفضل استثمارات تم تنفيذها قبل نحو 20 سنة وكانت تستند إلى رؤية استشرافية تهدف إلى جعل هذه الدولة في مصاف دول العالم فيما يتعلق بعلوم الطب الحيوي والرعاية الصحية"، مضيفًا:" ليست القدرات العلمية والبحثية بالشيء الذي يمكنك بناءه بين عشية وضحاها. لقد استغرق الأمر وقتًا حتى يمكن تطوير هذه الطريقة وتهيئتها، وأعتقد أن أحد أبرز النقاط الإيجابية للعيش في عصر هذه الجائحة هو أن الناس قد بدأوا يدركون أن العمل في مجالات البحوث والتطوير والابتكار قد يستغرق وقتًا حتى يثمر ويحقق النتائج".
أعتقد أن أحد أبرز النقاط الإيجابية للعيش في عصر هذه الجائحة هو أن الناس قد بدأوا يدركون أن العمل في مجالات البحوث والتطوير والابتكار قد يستغرق وقتًا حتى يثمر ويحقق النتائج
تابع الدكتور فخرو: "لقد أصبح لدينا في قطر مجتمع بحثي يتسم بالحيوية، وهذه هي الكيفية التي يمكننا من خلالها تحقيق الاستدامة، وما قدرتنا على ابتكار هذه الطريقة وتهيئتها خلال 3 إلى 4 أسابيع فقط إلا دليل على أن الاستدامة قد باتت جزءًا أساسيًا من نسيج هذا المجتمع".
وقد جاء تطوير هذه الطريقة الخاصة والمبتكرة لإجراء فحوصات الفيروس بفضل التعاون بين فريق الدكتور محمد روبايت حسن من مختبر الأمراض المعدية الجزيئية التابع لقسم علم الأمراض، وفريق الدكتور ستيفان لورينز من مختبر الجينوم السريري التابع لقسم الأبحاث. وتتوافق هذه الطريقة مع الأساليب السريرية المعتمدة عالميًا، ولأنها تمت ضمن بيئة مختبرية محكمة، فقد كانت جاهزة على الفور لاستخدامها بعد التحقق من سلامة نتائجها.
نحن مجتمع واحد يسعى لمكافحة هذا الفيروس، ولكلٍ منا دوره الذي يؤديه، ولولا التعاون فيما بيننا كباحثين لما كان بوسعنا تحقيق هذا الإنجاز المهم
أوضح الدكتور فخرو قائلًا: "إن السبب الرئيسي وراء صعوبة إجراء فحوصات الفيروس حول العالم هو نقص اللوازم والكواشف الخاصة بالاختبار. والأمر لا يتعلق هنا بمن يمكنه أن يدفع أكثر للحصول عليها، ولكنه يتعلق بسلاسل التوريد العالمية التي تعمل حاليًا تحت ضغط لأن الجميع يريدون نفس الكواشف واللوازم، ولذلك سعينا في قطر لتطوير بدائل.
وأضاف: "في سدرة للطب، لدينا برنامج جينوم وطني قام حتى الآن بتسجيل 20 ألف جينوم وكذلك نمتلك أحدث المعدات المتطورة وفريق عمل مدرب بشكل جيد للغاية. لقد استطعنا الوصول إلى طريقة لاستخلاص الحمض النووي الريبي من عينات صغيرة جداً، ولدينا القدرة الروبوتية القادرة على عمل ذلك. وباعتبارنا مختبر جينوم وطني، فنحن مستعدون للعمل على نطاق واسع.
وأشار الدكتور فخرو إلى "إنها طريقة مبتكرة للغاية للاستفادة من ميزتك التنافسية في البنية التحتية الروبوتية وفهمك للكيمياء بشكل جوهري لمعالجة مشكلة حقيقية تواجه العالم. ونظراً لأن كلمة السر في مكافحة فيروس كورونا هي إجراء الفحوصات، ولأن الفحص هو الطريقة الوحيدة لمعرفة مدى انتشاره، فإن الدول التي تقوم بذلك بكفاءة أكبر سوف تحقق أفضل النتائج".
سدرة للطب تطور طريقة جديدة ومبتكرة لإجراء فحوصات فيروس كورونا المستجد
وبحسب الدكتور فخرو، فإن التعاون عبر المجتمع البحثي في قطر كان دائمًا عنصرًا ثابتًا في استجابة الدولة للجائحة حيث قال: "في اللحظة التي بدأ فيها فيروس كورونا في الانتشار، التقينا جميعًا معًا حتى نحدد ما هي المشاريع التي يمكننا العمل عليها وأين يمكننا التعاون وما هي أولوياتنا. كما أن التعاون الدولي لا يقل أهمية وذلك لأنه لا يمكن لأي بلد بمفرده التصدي لجميع الأسئلة الكبرى التي تطرحها هذه الجائحة".
وأضاف: "من المهم أن ندرك أن الباحثون موجودون بالصفوف الأمامية للمواجهة مع كوفيد-19. نحن مجتمع واحد يسعى لمكافحة هذا الفيروس، ولكلٍ منا دوره الذي يؤديه، ولولا التعاون فيما بيننا كباحثين لما كان بوسعنا تحقيق هذا الإنجاز المهم".
إن التحدي الرئيسي في تطوير طريقة الاختبار الخاصة بنا هو أنه كان علينا العمل بسرعة، حيث قمنا بإجراء تجارب عادة ما تستغرق أسابيع في غضون أيام
من جانبه، قال الدكتور باتريك تانج، رئيس قسم علم الأمراض في سدرة للطب: "إن التحدي الرئيسي في تطوير طريقة الاختبار الخاصة بنا هو أنه كان علينا العمل بسرعة، حيث قمنا بإجراء تجارب عادة ما تستغرق أسابيع في غضون أيام".
وأضاف الدكتور تانج: "الميزة هي أننا نستخدم مواد لا يوجد بها نقص في الوقت الحالي، والمنافسة العالمية في الحصول عليها أقل. لأننا قمنا بإتاحة طريقتنا للجميع، فإن بإمكان أي مختبر في العالم تهيئتها كي تتناسب مع معداته الخاصة. والتحدي حاليًا هو أن العالم بحاجة إلى اختبار أسرع وأكثر دقة لكوفيد- 19، وتعكف حاليًا العديد من الفرق البحثية في قطر والعالم على العمل من أجل التغلب على هذا التحدي".