للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
خبير في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة يسلط الضوء على جهود المعهد في تحليل الوضع العالمي للجائحة والتنبؤ به
قام العلماء في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة ببناء نموذج لفهم ما إذا كانت هناك أدلة علمية كافية تشير إلى وجود ارتباط مباشر بين جائحة "كوفيد-19 "والطقس. بالفعل، ووفقًا للباحث المشارك جيوفاني سكابيا "تبين أن هناك دليل، على الأقل في التحليل الإحصائي، يشير إلى أن درجة الحرارة والمتغيرات المناخية الأخرى لها نوع من التأثير على طريقة انتشار هذا الوباء العالمي".
إن الاتجاه المعتاد لهذه الفيروسات هو أنه بعد فترة من الذروة في الوباء، يتباطأ توسعها، وتضعف قوّتها
قبل حوالي خمسة أشهر، عندما تم فرض إجراءات الإغلاق الوقائية في العالم بسبب "كوفيد-19"، بدأ سكابيا وزملاؤه في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، في العثور على أدلة تفيد بأن هذه الجائحة قد تتأثر أيضًا بالمتغيرات المناخية. في حين أن فيروسات الإنفلونزا أظهرت أنماطًا موسمية، إلا أنه من غير المعروف ما إذا كان" كوفيد-19" قد تأثّر بالمثل بتغيرات الطقس.
يقول سكابيا:"من الشائع أن تتأثر معظم فيروسات الإنفلونزا، وحتى الفيروسات التاجية القديمة مثل السارس، بالمتغيرات المناخية. إن الاتجاه المعتاد لهذه الفيروسات هو أنه بعد فترة من الذروة في الوباء، يتباطأ توسعها، وتضعف قوّتها".
جيوفاني سكابيا
في الآونة الأخيرة، أصدر علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دراسة تشير إلى أن "90 بالمائة من حالات كوفيد-19 التي رُصدت حتى 22 مارس 2020، حدثت في مناطق بالعالم تشهد نهاية فصل الشتاء الأكثر برودة، والأقل رطوبة، ومع بداية فصل الربيع (درجات الحرارة: 3 - 17 درجة مئوية، معدل الرطوبة المطلقة: 4-9 جم / م 3).
لقد تم تسجيل أقل من 6 في المائة من إجمالي الحالات المرصودة في البلدان ذات درجات الحرارة المرتفعة (أعلى من 18 درجة مئوية) والرطوبة المطلقة (أعلى من 9 جم / م 3) خلال نفس الفترة. تشير هذه النتائج إلى أن قابلية انتقال الفيروس ربما تكون قد انخفضت، وهو ما أدى إلى تراجع قدرته على الانتشار في المناخات الرطبة الدافئة التي عادة ما تشهد معدل أعلى لسطوع أشعة الشمس.
ما زلنا بحاجة إلى اتباع القواعد أو الإرشادات التي وضعتها الحكومات
مع ذلك، يحذر سكابيا من أن هذه المعلومات يجب ألا يساء تفسيرها. حتى لو كانت الظروف الجوية قد تضعف الفيروس، سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن الفيروس سيختفي تمامًا بسبب المناخ الحار والرطب في قطر، موضحًا: "ما زلنا بحاجة إلى اتباع القواعد أو الإرشادات التي وضعتها الحكومات".
يتطلع الفريق البحثي في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، إلى إطلاق موقع الكتروني أو تطبيق يمكن أن يتيح للأفراد في قطر وجميع أنحاء العالم إمكانية الوصول إلى المعلومات التي يتوصل إليها الباحثون، وذلك بهدف تزويد الجمهور بمعلومات للتوعية والسلامة.
الفكرة عبارة عن بناء نموذج للتنبؤ - على سبيل المثال، على أن يمنح النموذج توقّعات حول عدد الحالات اليومية المتوقعة أسبوعيًا
في هذا الصدد، يضيف سكابيا: "سيكون ذلك بمثابة أداة للسلامة والوعي، ونأمل في إتاحة هذه المعلومات على مدار 24 ساعة يوميًا". من المقرر أن تكون المعلومات التي سيوفرها سكابيا وزملاؤه عبر هذه المنصة بمثابة أداة التنبؤ والتحليل التي عملوا على تطويرها، والتي تعدّ نموذجًا شاملًا يأخذ في الاعتبار جميع جوانب السياسات الموضوعة لمواجهة الوباء، مثل التباعد الاجتماعي، الحجر الصحي، السفر الجوي وغير ذلك من العوامل.
من جهته، يقوم الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، بتمويل هذا المشروع، خلال دعوة الاستجابة السريعة لمعالجة "كوفيد-19" لعام 2020.
في هذا الصدد، يضيف سكابيا: "الفكرة عبارة عن بناء نموذج للتنبؤ - على سبيل المثال، على أن يمنح النموذج توقّعات حول عدد الحالات اليومية المتوقعة أسبوعيًا. يمكننا رصد أدلة إحصائية تسمح لنا بإعداد توقعات بدقة شديدة لأي جزء في العالم".
مثال عن نموذج التنبؤ الذي يظهر دقة التوقع
يسلّط سكابيا الضوء أيضًا على علاقة النموذج بالسلوك البشري، قائلًا: "إذا بدأ الجميع في خرق السياسات التي وضعتها الحكومات، مثل الابتعاد الاجتماعي أو الحجر الصحي، فإن النموذج سيفشل، لأن السلوك البشري يجد دائمًا طريقة لخداع النماذج والتصرف بطريقة لا يمكن التنبؤ بها".
فيما يتعلق بهذه المنصة والهادفة إلى التوعية بـفيروس "كوفيد-19"، يستخدم فريق معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة النماذج والمنهجيات التي تم تطويرها للطاقة المتجددة لتقييم وتوقع انتشار الفيروس كدلالة للأرصاد الجوية، البيئية، الوبائية، والاجتماعية المتعلقة بالسياسات والعوامل الاقتصادية.
كما يستخدم الفريق البحثي للمعهد التعلم الآلي للتنبؤ بسلسلة زمنية بهدف توقع أعداد الحالات اليومية لـ"ـكوفيد-19" في موعد مستقبلي، وموقع محدد حيث تتوفر البيانات الوبائية الوطنية والإقليمية، على أن يتم نشر تقنيات الانحدار الاقتصادي لقياس العلاقة بين الحالات اليومية التاريخية لـ"ـكوفيد-19" في مواقع مختلفة حول العالم، العوامل الوبائية، الأرصاد الجوية، البيئية، الاجتماعية، السياسات، التدخلات، والعوامل الاقتصادية.