للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
ناقشت مبادرة الصحة العالمية التابعة لمؤسسة قطر أهم تحديات الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين
أكد خبراء الصحة النفسية خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش 2020" الافتراضي تزايد مشكلات الصحة النفسية بشكل كبير بين الأطفال والمراهقين منذ بداية جائحة (كوفيد-19)، في الوقت الذي تفتقر العديد من المجتمعات في جميع أنحاء العالم إلى الموارد والبرامج والتدخلات اللازمة لإدارة الآثار النفسية الناتجة عن الجائحة.
على مدار العقود الماضية، شهد قطاع الصحة في قطر توسعاً كبيراً ليضم مجموعة من خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة لمعالجة مشكلات الصحة النفسية بشكل عام
في جلسة بعنوان "الصحة النفسية عند الأطفال و المراهقين" خلال مؤتمر "ويش" الافتراضي، مبادرة مؤسسة قطر العالمية في الصحة، سلّط المتحدثون الضوء على أهم التحديات والثغرات الرئيسية في قطاع الصحة النفسية للأطفال والمراهقين - لا سيما في قطر - وما يجب القيام به للنهوض بالخدمات وكيفية نشر الوعي حول العلامات المبكرة لمشكلات الصحة النفسية في المجتمع وكذلك حول الكيفية والتوقيت المناسب للتدخل.
قالت الدكتورة سناء الحراحشة، الزميلة الأولى للبحوث والسياسات في "ويش": "على مدار العقود الماضية، شهد قطاع الصحة في قطر توسعاً كبيراً ليضم مجموعة من خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة لمعالجة مشكلات الصحة النفسية بشكل عام، وعلى الرغم من أن خدمات الصحة النفسية الموجهة للأطفال والمراهقين لم تكن على نفس القدر من الاهتمام بالمقارنة بالبالغين، إلا أنها كذلك انتقلت إلى مستوى جديد ".
مناقشة افتراضية لمؤتمر “ويش” تبحث مشكلات الصحة النفسية
كما ألقت الدكتورة سامية العبدالله، كبيرة مستشاري قسم الطب الأسري والمدير التنفيذي لإدارة التشغيل بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، الضوء على التحديات التي يواجهها قطاع الصحة النفسية للأطفال والمراهقين على مستوى العالم قائلةً: "تُعد أبرز التحديات في هذا القطاع من مجال الرعاية الصحية هي قلة الكوادر المؤهلة في مجال الصحة النفسية، والتي تمتلك الخبرات اللازمة لإجراء التقييم والتشخيص وإدارة حالات الصحة النفسية التي تحتاج إلى العلاج."
واستكملت: " ثانيًا، التحدي الإجتماعي المتمثل وصمة العار المرتبطة بمشاكل الصحة النفسية - سواء في المدرسة أو على الصعيد الاجتماعي. فنحن بحاجة إلى إيجاد طرق فعالة لمعالجة هذا السلوك في المجتمع والتغلب عليه. ثالثًا، يجب بذل المزيد من الجهود بشأن تجميع البيانات وإجراء الأبحاث في هذا المجال. كما أن هناك نقصًا في أنظمة المراقبة والتقييم، مما يضع حواجزًا أمام تحديد وفهم الفجوات المتعلقة بمشكلات الصحة النفسية بين الأطفال والمراهقين. هذا بالإضافة إلى نقص الوعي العام داخل الأسر وفي المدارس؛ وإتاحة الإنترنت بشكل مطلق والاستخدام المفرط للتكنولوجيا."
وحسبما ذكرت الدكتورة العبداللة أشارت دراسة حديثة قامت بها جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، إلى أن استخدام الأطفال لوسائل التكنولوجيا يتجاوز الـ 34 ساعة أسبوعيًا، وهو ما يؤدي إلى اضطرابات مثل الاكتئاب، والقلق والشعور بالوحدة والتنمر وإيذاء النفس.
من جانبه، تحدث الدكتور أحسن نظير، رئيس قسم خدمة الصحة النفسية للأطفال والمراهقين في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، عن أهداف الحملة التوعوية تحت شعار "هل أنت بخير؟" والتي أطلقت حديثًا من خلال تعاون بين سدرة للطب ووزارة الصحة العامة.
لذا، فإن تحديد الاضطراب والتدخل الصحيح في مرحلة مبكرة والرجوع إلى الجهات المناسبة التي يمكنها المساعدة، تُعد جميعها أمور أساسية للعلاج
يقول الدكتور نظير: "إن ما نسعى إلى تحقيقه من خلال هذه الحملة هو تثقيف الناس حول بعض الأعراض الأساسية للتوتر والاكتئاب، والبحث عن أية إشارات تحذيرية على الطفل، وبدء محادثة في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة".
كما سلط الدكتور نظير الضوء على أهمية اكتساب ثقة الطفل، لتشجيعه على الانفتاح والتحدث عن مشاعره، وكيف يجب على الوالدين التعامل مع عواطفهم وإيجاد أفضل طريق للبحث عن المساعدة، موضحًا: : "نحن نعتقد أن هذه الحملة هي خطوة إيجابية وطريقة مناسبة ثقافيًا لمكافحة ظاهرة الوصم - وهو ما يمثل تحديًا للصحة التفسية لدى للأطفال والمراهقين".
خلال الجلسة، تطرق المتحدثون كذلك إلى أهمية ملاحظة مشكلات الصحة النفسية وتشخصيها في وقت مبكر، والعمل على الوقاية منها بدلاً من العلاج.
أكد المتحدثون على أهمية تحديد مشكلات الصحة النفسية في مرحلة مبكرة.
وأوضح الدكتور نظير: "نحو خمسين إلى ستين بالمائة من اضطرابات الصحة النفسية تقع قبل سن الأربعة عشر عامًا، وإذا لم يتم علاجها مبكرًا بالتدخلات والطرق الصحيحة، فإن العديد من هؤلاء الأطفال سيكبرون وهم يحملون عبئًا كبيرًا بداخلهم جراء المرض، مما قد يربك شعورهم بالهوية والذات ودورهم في الحياة".
واختتم: "لذا، فإن تحديد الاضطراب والتدخل الصحيح في مرحلة مبكرة والرجوع إلى الجهات المناسبة التي يمكنها المساعدة، تُعد جميعها أمور أساسية للعلاج، لأنه كما قال الناشط فريدريك دوغلاس: "من الأسهل بناء أطفال أقوياء من إصلاح الرجال المكسورين".