للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
استحداث طرق جديدة للأساتذة وأعضاء هيئة التدريس في بجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر للمحافظة على الاتصال المستمر مع الطلاب وسط جائحة "كوفيد-19".
يغير الوباء وجه التعليم الآن وفي المستقبل. ولكن ما الإجراءات التي تتخذها الجامعات عندما يصبح التبادل عبر الحدود جزءًا من الدراسة الأكاديمية؟ تنظر جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر، إحدى الجامعات الشريكة بمؤسسة قطر،إلى هذا الأمر على أنه فرصة للتحول
واجهت ماليكا ماثور ليريتير الطالبة في برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي خلال مسيرتها المهنية الدولية التي امتدت لعشرين عامًا عبر أربع قارات تحديات في بلدان مختلفة ووسط سياقات ثقافية متباينة بالإضافة إلى مجموعة من المسؤوليات المنوطة بها.
تصرح ماثور ليريتير التي تعمل في قسم الاستشارات الاستراتيجية لدى إرنست ويونغ الكويت قائلةً:" لم يكن دوري في كثير من الأحيان أن أحافظ على الوضع الراهن، بل تمثل في تغيير المسار والابتكار والتحويل وتضمين وتحسين الأداء بطريقة تشمل الاستراتيجية والتحول وأنشطة العمليات."
الدكتور بابلو مارتن دي هولان، عميد جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر.
لكنها تواجه الآن في خضم جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) تحديات جديدة وغير متوقعة في عملية التعلم. وباعتبارها إحدى المشاركات في برنامج الماجستير التنفيذي الدولي في إدارة الأعمال بجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر - إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر - اضطرت ماثور ليريتير جنبًا إلى جنب مع زملائها المشاركين إلى التعديل والابتكار في تجربة التعلم الخاصة بهم.
وهي ليست وحدها في هذا الشأن. إذ يعمل الطلاب وأساتذة التعليم العالي في جميع أنحاء العالم معًا بطرق جديدة من أجل متابعة مسيرة التعلم في عصر الجائحة. وقد اتخذت هذه الجهود شكل الفصول الدراسية عبر الإنترنت، وجلسات الواجبات المنزلية عبر تطبيقي الفيديو Zoom أو Webex، واستحداث طرق جديدة للأساتذة وأعضاء هيئة التدريس للمحافظة على الاتصال المستمر مع الطلاب.
ولكن بالنسبة لبرامج مثل الماجستير التنفيذي الدولي في إدارة الأعمال بجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris، حيث يمكن للمشاركين فيه تقسيم وقتهم الدراسي بين حرمَي الجامعة في باريس وقطر، تصبح التحديات أكثر حدةً عندما يتعين على هؤلاء المشاركين البقاء في منازلهم. ويَضحى من الصعب تكرار المكون الثقافي - الذي يعتبره البرنامج أحد أكثر جوانبه جاذبية - بدون خبرات السفر الفعلي.
لا يتلخص التدريس عبر الإنترنت فقط في مجرد وضع كاميرا في فصل دراسي، ولكنه يقتضي أيضًا إشراك الطلاب بطريقة مختلفة
ورغم ذلك تنظر جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris حاليًا في القيود المفروضة على الحركة الحالية - من عمليات الإغلاق إلى السفر الجوي - كفرصة للتحول وابتكار طرق التدريس بالإضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي.
يعلق الدكتور بابلو مارتن دي هولان، عميد جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر بقوله: "لا يتلخص التدريس عبر الإنترنت فقط في مجرد وضع كاميرا في فصل دراسي، ولكنه يقتضي أيضًا إشراك الطلاب بطريقة مختلفة". ويضيف: "نحن ننشر شبكة الخريجين لدينا حتى يتمكن الأشخاص من الاتصال والتعلم من بعضهم البعض؛ حيث يحافظون على هذا الاتصال من خلال المنصات الرقمية."
ويتابع: "عندما تتغير البيئة، تحتاج إلى تغيير الإجراءات والقرارات التي تتخذها، وإلا فإنها تتعارض مع الواقع."
يدرك الدكتور مارتن دي هولان المزايا التي يتمتع بها المشاركين في برنامجه للتعلم الرقمي، مقارنةً بالمزايا في المجالات الأخرى. وتُعد المحاسبة أحد المجالات التي يستفيد فيها المشاركين من وتيرة التعلم الذاتي. ويمكن تدريس مقررات مثل الإدارة وتحليل الاستراتيجية، وكلاهما من أساسيات برنامج الماجستير التنفيذي الدولي في إدارة الأعمال، بسهولة نسبية من خلال الوسائل الافتراضية.
في المقابل، قد يعاني الطلاب الذي يدرسون تلك المقررات المتخصصة في الطب والهندسة والعلوم التي تعتمد غالبًا على العمل المخبري والخبرة العملية بالإضافة إلى المعرفة النظرية. ولا يمكن تقديمها باستخدام التكنولوجيا الافتراضية حتى الآن.
نتيجة لذلك، أصبح دور التطبيب عن بعد واضحًا بشكل متزايد، وتستخدم جامعات مثل وايل كورنيل للطب -قطر، وهي أيضًا جامعة شريكة لمؤسسة قطر، تطبيقات عقد المؤتمرات عبر الإنترنت حتى يتمكن الطلاب من تقديم العروض الشفوية وكذلك تقييم حالات الصور السريرية والتشخيصية. كما ساعدت مجموعة متنوعة من النماذج التعليمية القائمة على المحاكاة الأساتذة على مواصلة تدريس المهارات السريرية.
سوف نتعلم ونعلم الأشياء نفسها ولكن من خلال وسائل مختلفة.
ويقول الدكتور مارتن دي هولان إن هذه الأنواع من التحديات هي التي تتطلع المدارس إلى معالجتها بينما تدفع الجائحة المعلمين إلى إحداث ثورة في التدريس. ويقول إن الاتجاه الحالي نحو البيانات الضخمة والرقمنة لن يصبح أقوى إلا في المستقبل.
كما يصرح الدكتور مارتن دي هولان: "لكل برنامج سلسلة من أهداف التعلم، ونحن نعمل على ضمان تحقيق الأشكال الجديدة للوصول إلى هذه الأهداف. وسوف نتعلم ونعلم الأشياء نفسها ولكن من خلال وسائل مختلفة."
ويُعزى جزء من جاذبية الدراسة في المدينة التعليمية بمؤسسة قطر في ذلك الارتباط الذي توفره مع كبريات المؤسسات في جميع أنحاء العالم والتبادل الثقافي الذي يصاحب هذا الارتباط. وفي جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر، يكون لدى المشاركين الذين ينضمون إلى برنامج إدارة الأعمال التنفيذي الدولي لمدة 18 شهرًا خيار الدراسة إما في مسار فرنسا أو قطر، مع توفر خيار السفر بين الدولتين من أجل الدراسة الأكاديمية.
وتقول ماثور ليريتير إن الكلية كانت سَباقة من حيث التأكد من استمرار انخراط المشاركين حول العالم في الدراسة الأكاديمية والمحافظة على اتصالهم مع بعضهم البعض رغم بُعد المسافات. وقد شجعت جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris المشاركين على مواصلة التبادل ضمن مجموعات العمل الخاصة بهم.
ننتمي جميعًا إلى قطاعات مختلفة ولكننا نتشارك المعرفة ونقدم الملاحظات. لقد كنا مثل عائلة كبيرة
وينظم المشاركون أنفسهم للانخراط في التعلم من الأقران والمشاركة والسعي من أجل ما تسميه "لحظات التواصل الفعلي" التي يصعب تحقيقها عبر الإنترنت. ولقد اعتمدوا بشكل كبير على الدردشات الجماعية ومكالمات برنامج Zoom للبقاء على اتصال.
وتقول ماثور ليريتير: "كانت هناك روح داعمة حقًا داخل الفصل طوال هذه الفترة." وتضيف: "ننتمي جميعًا إلى قطاعات مختلفة ولكننا نتشارك المعرفة ونقدم الملاحظات. لقد كنا مثل عائلة كبيرة."
بالإضافة إلى التعلم من الأقران، تسعى المؤسسات نفسها إلى الحفاظ على الاتصال بين مقارها العالمية. ومع عودة العديد من الطلاب إلى ديارهم إبان الجائحة، يمكن أن تجعل الاختلافات الزمنية الدعم والتعلم الافتراضي معقدين نسبيًا.
وللتغلب على هذه العقبة، سجلت جامعة وايل كورنيل للطب - قطر فصولاً دراسية مسبقًا لكي يستطيع الطلاب حضورها في الوقت الذي يناسبهم، بالإضافة إلى إنشاء لوحات مناقشة عبر الإنترنت بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وجلسات الأسئلة والأجوبة مع أعضاء هيئة التدريس في كل من وايل كورنيل للطب - قطر ونيويورك.
وحتى عندما تقود جائحة فيروس كورونا (كوفيد -19) المؤسسات التعليمية نحو سياق من عدم اليقين، فإنهم لا يعملون فقط من أجل الحفاظ على مستوى الحياة الطبيعية، ولكنهم أيضًا يتطلعون نحو تحويل مستقبل التعليم مع بزوغ حقائق جديدة في الآفاق.
واصلت جامعة وايل كورنيل للطب - قطر استقبال طلبات توظيف أطباء المستقبل باستخدام تقنية المؤتمرات عبر الفيديو، بينما عَقَدت جامعة كارنيجي ميلون في قطر الشريكة لمؤسسة قطر مؤخرًا سلسلة من الفعاليات الافتراضية للاحتفال بخريجيها لعام 2020.
تمكن المشاركين في برامج مثل الماجستير التنفيذي الدولي في إدارة الأعمال بجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris، من تقسيم وقتهم الدراسي بين حرمَي الجامعة في باريس وقطر.
ماليكا ماثور ليريتير
وتواصل جامعة الدراسات العليات لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر خططها لتدشين حرم جامعي جديد كي تصبح أكثر قدرة على الاكتفاء الذاتي واستخدام أحدث التقنيات. ويمكن أن يشمل ذلك إنشاء أنموذج الأساتذة ثلاثي الأبعاد على شكل صورة ثلاثية الأبعاد من أجل تدريس الصفوف الافتراضية. ومع استمرار فرض قيود السفر بسبب الجائحة، سيصبح التحول الرقمي ضروريًا أكثر من أي وقت مضى.
وفي هذا الإطار، يصرح الدكتور مارتن دي هولان قائلاً: "ستغير التكنولوجيا الكثير من الأشياء، وتُسرع الجائحة من عجلة الاتجاهات الموجودة بالفعل."
ويضيف: "لم يعد الأمر خيالاً علميًا. فنحن نملك التقنيات، لكننا قد ننظر إليها على أنها أشياء جديدة. أما الآن فهي ليست من المستجدات، وقد أضحت جزءًا من الضروريات الأساسية في مجتمعاتنا."