للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يواصل عضو مؤسسة قطر ندواته النقاشية حول الزواج في اليوم الثاني من مؤتمره الدولي
الدوحة، قطر، 24 فبراير، 2021: في محاولة لإيجاد وصفة للزواج السعيد، أوضح عدد من المتحدثين، اليوم، خلال اليوم الثاني من أنشطة مؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، أن الزواج السعيد والناجح يقوم على مجموعة من العوامل المترابطة وهي: التواصل، الاحترام، التفاهم، الدعم، الالتزام، الثقة، التعاون، والمودة والشفافية.
شارك في الحلقة النقاشية الأولى التي عقدت اليوم تحت عنوان "أسس الزواج السعيد"، معالي الدكتورة شريفة بنت خلفان بن ناصر اليحيائية، وزير التنمية الاجتماعية الأسبق في سلطنة عمان، وروزا بيش، مدربة وخبيرة في قضايا الأسرة من إسبانيا، وأوليفر ياو، رئيس الاتحاد الدولي لتنمية الأسرة في ساحل العاج، والشيخ أحمد البوعينين، مستشار أسري في دولة قطر، وأدار الجلسة ريموند موتورا، مدير مركز الأبحاث حول عمل المنظمات والأسرة ورئيس برنامج تنمية الأسرة في كلية إدارة الأعمال بجامعة ستراثمور في كينيا.
شهد اليوم الثاني من مؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة المخصص لدعم مؤسسة الزواج مناقشات حول كيفية معالجة التحديات التي يواجهها الأزواج في جميع أنحاء العالم.
وقال الشيخ أحمد البوعينين: " إنّ تحقيق السعادة الزوجية يتطلب جانبين، جانب قبل الزواج ينطوي على موافقة الأهل وحسن اختيار الزوجين لبعضهما البعض، وأن يريا ويتعرفا على بعضهما البعض؛ وأما الجانب الآخر بعد الزواج يجب أن يكون هناك درجة عالية من الحوار والتواصل الفعَّال والجيد بين الزوجين، ونوع من التغافل والتسامح، وأن يعي الاثنان حقوقهما وواجباتهما داخل مؤسسة الزواج". وأضاف: "يجب أن يعرف الأزواج أن الحلول التي تنجح مع علاقة زوجية ما، قد لا تنجح مع زيجات أخرى، فلكل علاقةٍ خصوصية فريدة يجب التعامل معها".
الأزواج من ثقافات وجنسيات مختلفة يقعون أحيانًا في مشكله كبيرة منتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي وهي تغذية النزاعات بين الثقافات والجنسيات
ناقشت الجلسة أيضًا التحديات التي يواجهها الأزواج من جميع أنحاء العالم وأبرزت كيفية تغلب الأزواج السعداء عليها. كما تطرقت الجلسة إلى تأثير التوازن بين العمل والأسرة على العلاقات الزوجية. وفي ختامها قدم المشاركون التوصيات الاجتماعية للحفاظ على قوة ومتانة العلاقات الزوجية.
تضمن اليوم الثاني من مؤتمر "الزواج: التأسيس ومقومات الاستمرار" كذلك أربع جلسات عامة ناقشت بعض القضايا الحرجة التي لها تأثير حاسم على الزواج والأسرة، مثل التكنولوجيا والإعاقة والهجرة.
قال الدكتور خالد المهندي، الأخصائي النفسي في مركز دعم الصحة السلوكية، في الحلقة النقاشية "تجارب وتحديات الزواج العابر للحدود": "لاحظت من طبيعة عملي في المجال الأسري أن الأزواج من ثقافات وجنسيات مختلفة يقعون أحيانًا في مشكله كبيرة منتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي وهي تغذية النزاعات بين الثقافات والجنسيات، وهي إذا كان هناك فروق بين الزوجين يعني أن هناك اختلاف، فالكل يميل إلى تجميل صورة ثقافته وجنسيته ويهمش الأخرى، فإذا وقع الزوجان في هذا المأزق، فإن ذلك قد يؤثر على علاقتهم الزوجية وعلى طريقة تنشئة الأبناء فيكونون أمام حيرة بين الثقافتين وإلى أي جانب يميلون، خاصة إذا كان الزوجان يغذيان هذا النزاع في الثقافة أو يتأثران بالمشكلات السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية بين ثقافتي الزوجين المختلفتين".
ما تمر به الأسرة العربية هو نفسه ما تمر به جميع الأسر في كل أنحاء العالم، لكننا نستقي مفاهيمنا من المودة والرحمة والقرب من ديننا الإسلامي
وأضاف الدكتور خالد المهندي شارحًا: "لا يتوقف الأمر على الزوجين فحسب، بل قد يتعرض الأطفال إلى الإيذاء إذا كان أحد الزوجين من ثقافة دولة أخرى في بعض الظروف، ويظهر هذا في المدارس أو بين أقران الأطفال، كما يتجلى بشكل أساسي في طريقة ارتداء الملابس أو الكلام أو أحيانًا بالشكل الخارجي الذي ينتقل جينيًا. ويزيد ذلك من مسؤولية الزوجين في التخفيف من حدة تغذية النزاعات بين ثقافتيهما عن طريق الاحترام المتبادل بين الزوجين لثقافة الآخر، ويتم تنشئة الأبناء على هذا المبدأ وألا يكونوا فريسة سهلة للمجتمع أو وسائل التواصل الاجتماعي في التمييز بين سلبيات وإيجابيات ثقافة وأخرى. بهذا من الممكن أن ينجح الزواج بين ثقافتين أو جنسيتين مختلفتين. ولأن الزوجين معرضان لتحديات سياسية أو ثقافية أو اجتماعية باستمرار، عليهم أن يحولوا هذا الاختلاف في الثقافات والجنسيات الى ميزة يتمتع بها الأبناء وليس إلى صراع بين الثقافات، ويتم هذا بمبدأ الحوار المستمر بين أفراد الأسرة الذي يمكن أفراد الأسرة من تبادل الخبرات وتعزيز مبدأ "الاختلاف لا يفسد للود قضية"".
بالإضافة إلى الدكتور خالد المهندي، شارك في هذه الجلسة الدكتور محمد مطر، أستاذ قانون في جامعة قطر، وحمد العماري، فنان كوميدي قطري، بينما أدارتها ندى السعدي، مدرب مهارات الحياة من قطر.
تناول المؤتمر موضوعات عن تأثير التكنولوجيا والإعاقة والنزوح على الأسرة.
تلتها جلسة أخرى بعنوان "هل فرضت التكنولوجيا حتميتها على الزواج حديثا؟"، أدارها خالد النعمه، مدير إدارة السياسات الأسرية في معهد الدوحة الدولي للأسر، وضمت متحدثين آخرين هم: وي مين لي، رئيس التركيز على الأسرة في ماليزيا، ودكتور ريان علي، الأستاذ في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وعائشة روزالي، مدونة من المملكة المتحدة.
ووجه وي مين لي النصيحة للحاضرين بإبعاد الأجهزة الإلكترونية أو تحويلها إلى الوضع الصامت لقضاء أوقاتًا مخصصة وغير متقطعة مع الأسرة.
وأضاف: "في الحياة الزوجية، إذا فضلنا أجهزتنا المحمولة واللوحية والتلفزيونية والحاسوب على أسرتنا، فهذا الاختيار قد يؤدي إلى النفور وقلة المودة، ويجعل شريك الحياة الآخر يشعر بعدم التقدير. وإذا استمر الأمر لشهور، فقد يؤدي إلى الصراع وعدم الرضا والتأثير على العلاقة الأسرية. وتكمن مفارقة هائلة في التكنولوجيا التي صنعت لتحقيق الاتصال وتعزيز التواصل، فالإفراط في استخدامها يؤدي إلى العزلة".
ثمةَ تحديات في الزواج مثل المشكلات المالية والتدخل من الأسر الممتدة والتنافسية والغيرة
حظيت فقرة "اسأل مختص" باستحسان كبير من المشاركين في المؤتمر، وفيها أجاب اليوم الدكتور مصطفى أبو سعد، الخبير التربوي والاجتماعي في الكويت، على أسئلة حول تحديات الزواج السعيد. يقول الدكتور مصطفى أبو سعد: "تتمتع الأسرة العربية بالاستقرار وهي بعيدة كل البعد عن التفكك والعنف والإهمال، لكنها تواجه تحديات منها العزوف عن الزواج وتأخر سنه، وعدم تأهيل المقبلين على الزواج لدخول مؤسسة الزواج خاصة الرجال، وأيضًا إدمان مواقع التواصل الاجتماعي الذي ينخر في استقرار الأسرة، وتؤثر الأخيرة أيضًا على مستوى متابعة المؤثرين الذين يُملون على الناس طريقة تعاملهم مع أزواجهم مع عدم مراعاة خصوصية العلاقات، مما يخلق الصراعات بين الزوجين ويبعدهم عن بعضهم البعض. وما تمر به الأسرة العربية هو نفسه ما تمر به جميع الأسر في كل أنحاء العالم، لكننا نستقي مفاهيمنا من المودة والرحمة والقرب من ديننا الإسلامي".
وخلال اليوم الثاني أيضًا، قدّم معهد الدوحة الدولي للأسرة تقريره البحثي حول "تصورات الشباب في قطر وخبراتهم حول الزواج السعيد والمستدام" الذي سلط الضوء على أهمية الاحترام والمحبة والمسؤولية والتواصل كعوامل أساسية لزواج طويل الأمد.
استكشف المتحدثون موضوع الزواج العابر للحدود خلال المؤتمر وتم طرح البحوث التي تناولت تصورات الشباب للزواج.
وقالت الدكتورة عزة عبد المنعم، مدير إدارة البحوث في معهد الدوحة الدولي للأسرة: "ثمةَ تحديات في الزواج مثل المشكلات المالية والتدخل من الأسر الممتدة والتنافسية والغيرة، وقد نصَّت التوصية الأولية من الدراسة على أهمية تقاسم المسؤولية بين الأزواج وتقليل نفقات الزواج وإطالة فترة الخطبة بين الزوجين ليتعرفا على بعضهما البعض".
اختتم اليوم الثاني من المؤتمر بجلسة عن "التغلب على تحديات الإعاقة والزواج"، شارك فيها الدكتور تاكاشي إيزوتسو، أستاذ مشارك في جامعة طوكيو والمنسق العالمي لمنتدى تابع لمنتدى طوكيو حول الإعاقة وأهداف التنمية المستدامة في الولايات المتحدة الأمريكية، وموسى شرف الدين، رئيس جمعية أصدقاء المعاقين بلبنان، والدكتور مصطفى كمال عطيه إستشاري دولي في مجال الإعاقة والدمج بالمملكة المتحدة، وأدارتها أكيكو إيتو، رئيس الأمانة العامة للأمم المتحدة لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.