إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
28 February 2021

مؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة يدعو إلى تطوير سياسات وبرامج تكفل استقرار الزواج واستدامته

مشاركة

مؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة يدعو إلى تطوير سياسات وبرامج تكفل استقرار الزواج واستدامته

واصل معهد الدوحة الدولي للأسرة في يومه الثالث والأخير جلساته النقاشية التي حفلت بالعديد من الحوارات والنقاشات وأسفرت عن طرح مجموعة من التوصيات والمقترحات من السياسات والمبادرات والأدوات التي من شأنها تعزيز الزواج الدائم والسعيد وتسهم في بناء أُسَر قوية ومُجتمعاتٍ أكثر استقرارًا وتماسكًا.

وأكد المشاركون في مؤتمر معهد الدّوحة الدولي للأسرة "الزواج: التأسيس ومقومات الاستمرار" من قادة الفِكر وصنَّاع السياسات والمتخصصون في العلوم الاجتماعية والباحثون وممثلو المنظمات غير الحكومية وممثلي المجتمع المدني والشباب، على وجود ظروف متنوعة تواجه استقرار الزواج، ودعوا إلى وضع سياسات وبرامج تؤهل الشباب للزواج وتدعم مؤسسة الزواج وتسهم في استمرارها.

ركّزت المناقشات في اليوم الأخير من المؤتمر الدولي على أهمية أنظمة الدَّعم في تعزيز استقرار الزواج، خاصة في الأسر التي تواجه تحدياتٍ كبيرة ومواقفَ صعبة، مثل جائحة كوفيد-19 أو الهجرة والنزوح بسبب النزاعات. كما ناقشت الجلسات الدور المهم لبرامج الأسرة والتأهيل للزواج في مساعدة الأزواج على الاستعداد لمتطلبات الزواج.

ركز اليوم الأخير من مؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة على أهمية السياسات والحوار وأنظمة الدعم بهدف تعزيز الزواج.

استهل المؤتمر يومه الأخير بجلسة تحت عنوان "تصور لسياسات الزواج في المستقبل"، أدارها هتمي الهتمي، محاضر في جامعة قطر ومؤثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكان من ضمن المتحدثين دان أنديربر، أستاذ بقسم الاقتصاد في جامعة رويال هولواي بلندن في المملكة المتحدة؛ وشافي الهاجري، أستاذ معاون في قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة قطر؛ وحريل فضلي محمد أكير، نائب المدير العام للسكان والتنمية الأسرية في ماليزيا؛ وسهيلة غلوم، استشاري الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية؛ وبالاز مولنار، نائب الرئيس لشؤون الاستراتيجية والتنسيق في معهد كوب ماريا للديموغرافيا والأسر من المجر.

وقال الهتمي في إطار الأمثلة المستقاة من دور السياسات في تعزيز استقرار الزواج: " من الضروري التركيز على تطوير هدف فحوصات ما قبل الزواج لتشمل أمورًا أوسع من تلك التي يجري فحصها حاليًا. كما أدعو إلى التركيز على إرشاد الأزواج غير المستقرين في زواجهم إلى الالتحاق بدورات الإصلاح الاجتماعي". وعن رأيه في المؤتمر ورسالته، قال الهتمي: "فكرة المؤتمر رائعة وسيساعد كثير من الأكاديميين وغير الأكاديميين على توسيع رؤاهم وتصوراتهم للسياسات المستقبلية، خصوصًا في القضايا التي تؤثر على جميع البشر مثل الزواج. وقد تثمر مناقشة هذه المواضيع وتؤدي إلى زيادة نسبة الزيجات الناجحة".

قد تثمر مناقشة هذه المواضيع وتؤدي إلى زيادة نسبة الزيجات الناجحة

هتمي الهتمي

وفي جلسة بعنوان "العائلة الممتدة واستقرار الزواج"، تحدث فيها صالح الغضوري، مدير إدارة الشؤون الاجتماعية في المكتب التنفيذي بمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية، في مجلس التعاون الخليجي بالكويت؛ وريم ممدوح أبوحسان، وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة في الأردن؛ وبارفين علي، محاضر أول في قسم التمريض والقبالة بجامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة؛ وروبنسون أوشارو في قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة نيروبي في كينيا. وفي الجلسة التي أدارتها شني حامد، مستشارة التخطيط الاستراتيجي والسياسي من المملكة المتحدة، ناقش الخبراء أنواع الدعم الذي تقدمه العائلات الممتدة في مرحلة تأسيس الزواج واستمرارهِ وتأثيرها على إنهائهِ.

يقول صالح الغضوري، "من الأمور الحتمية التي لا بد أن يتعايش معها الأفراد هي تأثير الأسرة الممتدة على الزواج، سواء قبل عقد القران أو بعده. ومن وجهة نظري فإن التأثير الإيجابي أكبر من التأثير السلبي الذي قد يحدث للأسرة في بداية تكوينها. العائلات الممتدة هي الشبكة الاجتماعية الداعمة للأسرة الجديدة وتوفر لها الأمن والتعويض النفسي والحماية للزوجة والأبناء وأيضًا تسهم في حل الخلافات بشكل أسرع وتؤكد على مفهوم المسؤولية المجتمعية".

الضغوط الكبيرة الناجمة عن الأزمات والتي قد تعترض طريق مؤسسة الزواج والأُسر كانت محطّ نقاش أيضًا في جلستي بعنوان: "الزواج في زمن كوفيد-19" و"الزواج في مناطق النزاع". أدار الأولى محمد الحيدر، أخصائي قطري في علم النفس الإيجابي وخبير في تمكين الأفراد، وناقشت الجلسة النقاشية تأثير جائحة كوفيد-19 على الزواج، وتحدّثت خلالها هيلة المكيرش، المساعد التنفيذي للأمين العام، مجلس شؤون الأسرة، السعودية؛ وليسل موغاكا، مدير قسم تعزيز الأسرة والحماية والرفاه الاجتماعي من كينيا؛ وإبراهيم الانصاري، رائد أعمال في مجال تنظيم حفلات الزواج في قطر.

العائلات الممتدة هي الشبكة الاجتماعية الداعمة للأسرة الجديدة وتوفر لها الأمن والتعويض النفسي والحماية للزوجة والأبناء

صالح الغضوري

وفي حديثه عن تجربته الشخصية كمنظم حفلات الزفاف ومتزوج حديثًا خلال الجائحة، قال إبراهيم الأنصاري: "كنتُ أفكر بالزواجِ قبل جائحة كورونا، وعقدنا القران في بداية العام الماضي واتفقنا أن يكون حفل الزفاف نهاية العام. وفي جملة الإعلانات عن إلغاء حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية الأخرى، لم اكترث نظرًا لبعد موعد حفل الزفاف".

واستطرد الأنصاري قائلًا: "مع اقتراب موعد الزفاف، كنت حريصًا على الالتزامِ بقرار الدولة فيما يخص الإجراءات الاحترازية لأعداد المدعوين، فقررت عدم إقامة حفل زفاف للرجال وكانت التهاني عن طريق الهاتف فقط. أما حفل النساء، فأقيم في حديقة خارجية بأحد الفنادق على فترتين لاستيعاب أكبر عدد من المدعوين. كانت الفكرة جديدة على المجتمع القطري ونالت إعجاب عملائي ونفذتها لهم لاحقًا".

وفي ختام حديثِه، قال، "لم أعش تجربة الزواج بالشكل المتعارف عليه من سفر وشهر عسل والمناسبات العائلية التي تلي حفل الزواج لانشغالي بتنظيم حفلات عملائي التي استمرت إلى هذا اليوم باختلاف الزمان والمكان وعدد المدعوين. وجدير بالذكر أن زوجتي كانت وما زالت متفهمة لهذه الظروف مما ساهم في نجاح التجربة رغم كل التحديات والضغوطات".

على الرغم من كثرة التعهدات من الدول بحماية الأطفال في هذه الظروف الصعبة والصراعات، إلا أن هذا الأمر ما زال يمثل قضية مستمرة

نجاة العبد الله

في الجلسة الثانية التي سلطت الضوء على الزواج في مناطق النزاع تحدثت نجاة العبد الله، مديرة إدارة شؤون الأسرة في وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية من قطر، عن تأثير النزاع على أفراد الأسرة في مناطق النزاعات، بقولها: "على الرغم من كثرة التعهدات من الدول بحماية الأطفال في هذه الظروف الصعبة والصراعات، إلا أن هذا الأمر ما زال يمثل قضية مستمرة، فالأطفال معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بضائقة نفسية طويلة".

تضيف: "من الممكن حماية هؤلاء الأطفال عبر الدعم المُركَّز والإشراف من المتخصصين ومن خلال مراقبة الأسرة والطفل. يتطلب ذلك تدخل من القطاعات الصحية والتعليمية وإجراءات لضمان حق الطفل في التعليم الجيد ضمن بيئة آمنة وداعمة لاحتياجاتهم المعنوية، بالإضافة إلى حق الوصول إلى النظم والخدمات الوطنية المتقدمة بطريقه وقائية بما في ذلك الدعم الصحي والنفسي".

يمثل المؤتمر منبرًا متعدد الأوجه نؤكد فيه على الطابع العُروبي لمنطلقاتِ رسالتنا حول الأسرة العربية

الدكتورة شريفة نعمان العمادي

وانضمت إلى نجاة العبد لله، سعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني، المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الإنسانية من قطر؛ ويافا شنيك، المُحاضِرَة في الدراسات الإسلامية بجامعة برمنجهام في المملكة المتحدة؛ وحنان آشغ من مؤسسة غودويل كرافان في المملكة المتحدة، في جلسة بعنوان "الزواج في مناطق النزاعات"، وأدارتها سوزان كرامانيان، عميد كلية القانون جامعة حمد بن خليفة.

تضمّن اليوم الثالث من المؤتمر جلستين "اسأل مختص" مع الدكتورة عائشة المناعي، أستاذ ومدير مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة، كلية الدراسات الإسلامية، جامعة حمد بن خليفة، حيث تحدثت عن الزواج من منظور إسلامي؛ والدكتور حمود فهد القشعان، عميد كلية العلوم الاجتماعية والدراسات العليا بجامعة الكويت واستشاري المراهقة والأسرة في الكويت، الذي أجرى جلسة تفاعلية مع المشاركين في المؤتمر أجاب فيها على أسئلتهم حول الاستعداد للزواج.

في كلمتها الختامية، قالت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة:"يمثل المؤتمر منبراً متعدد الأوجه؛ نؤكد فيه على الطابع العُروبي لمنطلقاتِ رسالتنا حول الأسرة العربية، ونسعى فيه جاهدين إلى التأكيد على الجانب الدولي لهذه المبادرة باستيعاب الرؤى والخبرات الدولية، واستقطاب صناع السياسات والخبراء والأكاديميين وممثلي المنظمات الدولية لتبادل أفضل الممارسات التي نستقى منها ما يلائم سياقنا الوطني والإقليمي لدعم تطوير السياسات والبرامج الأسرية".

شهد المؤتمر الذي نظمه عضو مؤسسة قطر مشاركة أكثر من 1000 فرد في 18 مناقشة عُقدت على مدار ثلاثة أيام.

أضافت: "لا يسعني هنا وأنا بصدد اختتام هذا المؤتمر إلا أن أتوجه بخالص التقدير لشركائنا في المؤتمر على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، فلولاهم ما كان للمؤتمر أن يحظى بهذا الدعم وتكاتف جهود الجمع لإنجاحه. وكذلك كل الشكر والتقدير لجميع المشاركين من أصحاب الجلالة والسعادة وممثلي المنظمات الأممية والخبراء والمختصين، وجميع من شاركنا النقاش والتفاعل، فلولاكم لما تحقق أي نجاح لهذا المؤتمر. وختامًا وتأكيدًا على عدم نمطية المؤتمر، فإننا لن نلقي توصيات رنانة وشعارات عامة لتعزيز الأسرة العربية، ولكننا نلزم أنفسنا، قبل الآخرين، عقب المؤتمر ببرنامج عمل مع شركائنا المحليين والإقليميين والدوليين لتسليط الضوء على الأدلة العلمية والدعوة لتطوير السياسات والبرامج ذات الصلة على كافة الأصعدة".

حضر المؤتمر الدولي الذي نظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، ما يقرب من 1000 شخصٍ شاركوا في 18 جلسةٍ تفاعلية على مدار ثلاثة أيامٍ. يهدف معهد الدوحة الدولي للأسرة من خلال هذا المؤتمر الدولي إلى الدعوة لوضع السياسات وتطبيق إجراءات التدخل وبرامج الحماية وأفضل الممارسات لدعم تكوين الزواج والمحافظة على استمرار العلاقات الزوجية وسلامتها واستقرارها في جميع أنحاء العالم.

قصص ذات صلة