إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
22 April 2020

محاضرة "اكتشف مؤسسة قطر" تناقش كيفية الحفاظ على الصحة النفسية في خضم أجواء القلق والإضطراب الناتجة عن انتشار جائحة (كوفيد-19)

مشاركة

مصدر الصورة: Tiwiplusk، عبر موقع Shutterstock

خلال ندوة افتراضية، دعا خبير في مؤتمر القمة العالمي للإبتكار في الرعاية الصحية "ويش" أفراد المجتمع لإدراك حقيقة أنهم يملكون السيطرة على حياتهم وسلامتهم العقلية وسط أزمة فيروس كورونا

إن مشاعر التوتر والقلق الناتجة عن انتشار الوباء العالمي (كوفيد-19) لا ينبغي أن تدفع بنا إلى نسيان حقيقة أننا مازلنا نملك زمام السيطرة على حياتنا، وكذلك أننا مازلنا مسؤولون عن الحفاظ على صحتنا العقلية والنفسية.

كانت تلك هي الرسالة الموجهة لجمهور الندوة الإفتراضية التي نظمها مؤتمر القمة العالمي للإبتكار في الرعاية الصحية "ويش"، ضمن النسخة الأحدث من محاضرات "اكتشف مؤسسة قطر"، وهي منصة تسمح لأعضاء مؤسسة قطر من خلالها بمشاركة وتبادل اهتماماتهم وخبراتهم مع الآخرين.

نيكولاس برادشو، مدير الشراكات والتواصل في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش".

في ظل ما فرضته أزمة تفشي فيروس كورونا من تطبيق إجراءات العزل الصارمة التي تحول دون الإختلاط مع أفراد الأسرة والأصدقاء، والتي دفعت الجميع لتغيير أنماط حياتهم بشكل جذري، أصبح هناك تركيز متزايد على العواقب المحتملة لهذا الوباء في ما يتعلق بالصحة العقلية والنفسية.

تضمنت محاضرة "اكتشف مؤسسة قطر" مشاركة خبراء الرعاية الصحية في مجال الصحة العقلية والنفسية من المجتمع الدولي لمؤتمر "ويش"، حيث حضر الندوة نيكولاس برادشو، مدير الشراكات والتواصل في "ويش"، مبادرة مؤسسة قطر العالمية في الرعاية الصحية، وعلق قائلاً: "إن ما نمر به حاليًا قد يخلّف لدينا شعورًا مزعجًا بأننا لا نملك السيطرة على حياتنا. فنحن نستقبل كمًا هائلاً من من المعلومات، والأزمة تؤثر علينا جميعًا بشكل مباشر، ومن السهل أن نقع ضحية للظروف التي لا يمكننا التحكم بها".

وأردف قائلاً: "ولكن في حقيقة الأمر نحن نملك السيطرة، فمن خلال تنفيذنا لما هو مطلوب منا من غسل الأيدي بانتظام، والإلتزام بقواعد التباعد الإجتماعي، وتناول الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، نحن بالفعل نبرهن على ذلك. وبنفس الطريقة، فإن تكريسنا الوقت للإهتمام بصحتنا النفسية هو أمر خاضع لسيطرتنا".

مشاعر القلق والاكتئاب يمكن أن تطرأ بسبب أحداث حياتية، وما نمر به الآن يعتبر حدثًا حياتيًا بالنسبة لنا جميعًا

نيكولاس برادشو

خلال الندوة الإفتراضية، تحدث برادشو عن الصحة العقلية والنفسية- ليس بدوره كطبيب فحسب، بل من منظور"ويش" ودورها في دعم نشر الوعي بخصوص تلك المشكلة – قائلاً: "قد يجعلنا هذا الوباء أكثر عرضةً لمشكلات الصحة العقلية والنفسية مثل الإصابة بحالات القلق والإكتئاب أكثر من أي وقت مضى. فبالرغم من ملازمتنا حميعًا المنازل، إلا أن هناك نوعًا من التواصل وشعور البعض بالاكتئاب هو أمر مفهوم. فإن مشاعر القلق والاكتئاب يمكن أن تطرأ بسبب أحداث حياتية، وما نمر به الآن يعتبر حدثًا حياتيًا بالنسبة لنا جميعًا".

في عام 2018، نشر مؤتمر "ويش" تقريرًا بحثيًا عن القلق والاكتئاب، يقول خلاله أن هناك "ضرورة أساسية" للإعتراف بهذه الحالات والتعامل معها كأولوية للصحة العامة وإدراجها كجزء من برامج الرعاية الصحية الشاملة، مستشهدًا بتقديرات تشير إلى أن 322 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب وأن هناك 264 مليون آخرون يعانون من اضطرابات القلق.

عليك أن تعامل نفسك بلطف وألا تقسو عليها، وأن تتقبل واقع أن الأمور قد لا تسير دائمًأ وفقًا لخططك، وعليك أن تثق بضرورة أن تتحدث عن مشاعرك

نيكولاس برادشو

وأوضح برادشو: "علينا أن نتذكر أنه من الطبيعي أن تكون لدينا مشكلات، وأن النجاح ليس مقياسًا للصحة العقلية - فقد تكون شخصًا في قمة النجاح وتتعامل مع الآخرين بصورة رائعة – ولكنك تعاني من مشكلات نفسية وعقلية تحتاج إلى مصارحة ومواجهة. فلا بأس أن لا تكون على ما يرام. عليك أن تعامل نفسك بلطف وألا تقسو عليها، وأن تتقبل واقع أن الأمور قد لا تسير دائمًأ وفقًا لخططك، وعليك أن تثق بضرورة أن تتحدث عن مشاعرك".

تناولت المحاضرة أيضًا الحديث عن طرق تجنب الإجهاد العقلي وسط أزمة الوباء المستمرة، بما في ذلك تقليص الوقت الذي نقضيه في مشاهدة النشرات الإخبارية، وتوخي الحذر من الأخبار المزيفة والمصادر التي تفتقر إلى المصداقية، والتي تُفضي جميعها إلى المزيد من القلق؛ واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال مع مراعاة عدم الإفراط في استخدامها؛ والحرص على الانخراط في ممارسة الهوايات.

ابقَ في الحاضر بدلاً من الماضي، حافظ على اتصالك العاطفي مع الآخرين وكن منفتحًا للتحدث عن مشاعرك. ولا تستسلم إذا لم تسر الأمور وفقًا لخططك

نيكولاس برادشو

وتابع برادشو: "يمكن استخدام إعادة التعريف للمساعدة في إبراز المفهوم- فأنت لست عالقًا في منزلك، بل أنت آمن في منزلك؛ أنت لا تفتقد الأشياء التي تحبها، بل تزيد من امتنانك للأشياء التي تحبها؛ إنك لا تفتقد أصدقاءك، بل إنكم تقومون بحماية بعضكم البعض.

"يمكنك عمل قائمة بعنوان "عوامل القلق" – يمكنك تدوين مخاوفك وأن تكرس وقتًا من يومك للتفكير فيها عندما تشعر بالحاجة إلى ذلك – وأن تكافئ نفسك على الأشياء الصغيرة، مثل قيامك بممارسة الرياضة عندما عقدت العزم على القيام بذلك".

وأوضح: "أنت بحاجة إلى الحفاظ على توازن إيجابي بين العمل والحياة، خاصةً عندما يبدو أن الأيام قد تتصل ببعضها، وأن تكرس عطلتك الأسبوعية لوقتك الخاص. وبما أننا نمر بوضع استثنائي، فلا تتوقع أن تسير الأمور بشكل طبيعي أو أن تسير دائمًا وفقًا لخططك، حتى في ما يتعلق بالحياة الأسرية – يمكنك عمل جداول زمنية لتنظيم الحياة العائلية ولكن دون تقييد نفسك أو عائلتك بها، ويمكنك إعطاء المساحة والوقت للآخرين ولكن دون أن تتجاهلهم".

وختم بقوله: "ابقَ في الحاضر بدلاً من الماضي، حافظ على اتصالك العاطفي مع الآخرين وكن منفتحًا للتحدث عن مشاعرك. ولا تستسلم إذا لم تسر الأمور وفقًا لخططك - فهناك دائمًا يوم جديد، وفرصة جديدة لإعادة المحاولة".

قصص ذات صلة