للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
جايلز دولي، المصوّر الإنساني وضحية إنفجار في أفغانستان، يتحدث عن التحديات التي لا تزال تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب انطباعات الآخرين، وذلك في نقاش إلكتروني بالتعاون مع "ويش"
تحدث المصوّر الإنساني الذي تكللت أعماله بالجوائز، والذي فقد ثلاثة من أطرافه إثر إنفجار في أفغانستان، عن "التحدي المستمر" الذي يواجهه الأشخاص ذوي الإعاقة لجعل الآخرين يدركون قدراتهم وإمكانياتهم، وذلك خلال أحدث نسخة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر.
خلال الفعالية التي عُقدت بالتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، مبادرة مؤسسة قطر العالمية في الصحة، تحدث جايلز دولي، المعروف بأعماله التي تركز على تصوير الآثار الإنسانية التي تخلّفها الحروب، عن رحلته في التكيّف مع تجربته، ليس فقط من الناحية الجسدية، بل كذلك من حيث الأضرار النفسية التي لحقت به.
استضافت أحدث نسخة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية بمؤسسة قطر المصوّر الإنساني جايلز دولي.
عُقدت الجلسة النقاشية في إطار قمة "ويش" 2020 الافتراضية، بعنوان: "إعادة صياغة مفهومنا عن الإعاقة"، وفيها شارك دولي قصته من خلال صوره الفوتوغرافية باللونين الأبيض والأسود، وتلك التي التُقطت له خلال اللحظات والأسابيع والأشهر الأولى لفقدانه قدميه وأحد ذراعيه إثر سيره على عبوة ناسفة في أفغانستان أثناء عمله على تسجيل قصص المحاصرين في النزاع هناك.
وتحدث للجمهور قائلاً: "في كثير من الأحيان، يتم تصوير الأشخاص ذوو الإعاقة كضحايا، لكنني نادرًا ما أشعر بذلك، ما أراه هو المرونة والقوة والثبات، وفي كثير من الأحيان، روح الدعابة".
بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، عادةً ما تكون إصاباتنا هي المحور الرئيسي لقصتنا، لكن ّما ينبغي التركيز عليه بدلاً من ذلك هو جوانب المحبة والسلام التي نعيشها
وأضاف: "لا أعتبر نفسي مصور حرب. وظيفتي هي توثيق المحبة والمودة. بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، عادةً ما تكون إصاباتنا هي المحور الرئيسي لقصتنا، لكن ّما ينبغي التركيز عليه بدلاً من ذلك هو جوانب المحبة والسلام التي نعيشها".
تابع: "أدركت أن الإعاقة الكبرى تكمن في نظرة الآخرين لي. فعندما يراني الناس وقد فقدت أطرافي، يضعون افتراضات حول ما يمكنني فعله وما لا يمكنني فعله. وهذا صعب للغاية، وهناك أيام يشتد فيها هذا الشعور، لأننا نعيش في مجتمع يزيد من صعوبة الأمر بالنسبة لنا. ولكن في الوقت نفسه، أعتقد أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمكنهم أن يعيشوا الحياة بكل ما فيها، والأهم من ذلك، يمكننا أن نحب الآخرين وأن يحبوننا".
وقال جولي أن إحدى أكبر العقبات التي تقف أمام الأشخاص ذوي الإعاقة هي "انطباعات اللآخرين"، موضحًا: "ستندهش من عدد المرات التي يسألني فيها الناس عن علاقاتي بالآخرين، كما لو أنهم يعتقدون أننا غير قادرين على ممارسة الحياة بصورة طبيعية".
أقول للناس إنني مجرد رجل غاضب يحمل كاميرا، يحرص على أن يرى الآخر الصورة التي التقطتها وأن يكون لها أثر إيجابي
وأضاف: "كل منا له طريقته في التعامل مع ذلك، لكن بالنسبة لي، الأمر يتعلق بأن أبرهن قدراتي. يوجد عدد قليل جدًا من المصورين الذين يعانون من إصابات مثل إصاباتي، وغالبًا ما تكون القصص عنا، ولا نكون نحن من يروي القصص. أقول للناس إنني مجرد رجل غاضب يحمل كاميرا، يحرص على أن يرى الآخر الصورة التي التقطتها وأن يكون لها أثر إيجابي. لا يُمكنني العودة إلى المنزل وأنا أشعر أنني تركت ورائي الأشخاص الذين أصورهم كأن شيئًا لم يحدث".
في حديثه عن الحاجة لتحسين النظرة إلى الأفراد ذوي الإعاقة، قال دولي: "لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه، مثل الطريقة التي يظهر بها الأفراد ذوي الإعاقة عبر شاشات التلفاز".
لقد مر الناس في جميع أنحاء العالم بتجارب صعبة للغاية، لكنهم ما زالوا يرون الجانب الإيجابي أكثر من أي شخص آخر. المرونة هي الهدية التي تمنحنا إياها الحياة بعد المعاناة
مضيفًا: "إنهم يشكلون نسبة ضئيلة من الأشخاص الذين يظهرون على الشاشة، وقد يكون هناك ميل لوضعهم في إطار أدوار الشر، كما في أفلام جيمس بوند على سبيل المثال، حيث يبدو كلّ عدو من أعداءه على أنه يعاني من تشوه في الوجه أو فقدان أحد أطرافه. في الواقع، هذا أمر مؤلم للغاية وعلينا التوقف عن تمثيل الأشخاص ذوي الإعاقة بهذه الطريقة".
تحدث دولي أيضًا عن صراعه مع الاكتئاب بعد أن تعرض للإصابة، واصفًا إياها بأنها "معركة أصعب من التعامل مع فقدان ثلاثة أطراف". وقال: "قد يستخف البعض بمشاكل الصحة النفسية ويقولون "تمالك نفسك"، ولكن يُمكنني القول أن استعادة صحتي النفسية كانت أصعب من الإصابات الجسدية التي عانيت منها. ما جعلني أتخطى ذلك هو إيجاد الهدف، ومن خلال التعامل مع الاكتئاب أصبحت أمتلك المرونة التي منحتني القوة والعزيمة".
"في فعالية افتراضية أقيمت في إطار قمّة "ويش" 2020، تحدث دولي عن قصّته من خلال صوره، وتلك التي التقطت له بعد أن فقد ثلاثة أطرف إثر أنفجار في أفغانستان.
وأضاف: "لقد مر الناس في جميع أنحاء العالم بتجارب صعبة للغاية، لكنهم ما زالوا يرون الجانب الإيجابي أكثر من أي شخص آخر. المرونة هي الهدية التي تمنحنا إياها الحياة بعد المعاناة".