تضافر الجهود الوطنية لدعم الصحة النفسية تتجلّى في أسبوع الدوحة للرعاية الصحية

الدوحة، قطر، xx نوفمبر 2020: بهدف رفع مستوى الوعي حول أهمية الصحة النفسية، وخاصة في ظل الوضع الراهن وتداعيات جائحة كوفيد-19، استضاف أسبوع الدوحة للرعاية الصحية والذي جاء ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، جلسة افتراضية حملت عنوان "هل أنت بخير"؟

وكانت وزارة الصحة العامة قد أطلقت مؤخرًا، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وسدرة للطب ومركز نوفر، حملة للتوعية بالصحة والعافية النفسية، والتي حملت الشعار الجلسة الافتراضية عينه: هل أنت بخير؟

وقد أثنى المتحدثون خلال الجلسة النقاشية الخاصة بأسبوع الدوحة للرعاية الصحية، على ضرورة إيلاء الأفراد أهمية عالية لصحتهم النفسية وصحة الأفراد في محيطهم، وتشجيعهم على التحدث بصراحة دون أية مخاوف، وكذلك تقبل فكرة اللجوء لطلب المساعدة عند الحاجة.

وتعليقاً على ذلك، قال الدكتور إيان تالي، الرئيس التنفيذي للصحة النفسية في مؤسسة حمد الطبية، ومدير الاستراتيجية الوطنية للصحة في وزارة الصحة العامة: "هناك الكثير من المعوقات والأسباب التي تمنع الناس في جميع أنحاء العالم كما في قطر من التحدث بصراحة ووضوح عن أية أعراض نفسية يعانون منها، والتردد عن طلب المساعدة رغم أنها أفضل سبيل للتخفيف من معاناتهم. من أهم هذه المعوقات، خوف المرضى من اللجوء إلى العلاج لاعتقادهم بأن الإشهار بتلقيهم الرعاية الصحية النفسية سيؤثر سلبًا على حياتهم العائلية والعملية وكذلك حياتهم المجتمعية".

كما جرى التنويه من قبل المتحدثين خلال الجلسة إلى أهمية التعاون القائم بين الرعاية الصحية الأولية من جهة والرعاية الصحية العامة والمتخصصة من جهة أخرى لناحية الصحة العامة والصحة النفسية، فرغم الإغلاق الذي لحق بالكثير من العيادات وإلغاء الجلسات العلاجية المباشرة بسب جائحة كوفيد-19، إلا أن إطلاق خدمات الصحة النفسية الافتراضية، سهل وصول الناس إلى خدمات الرعاية الصحية الافتراضية وشجع كل من يعاني من أي أعراض أو اضطرابات التواصل مباشرة مع الاختصاصيين لمتابعة حالتهم.

وأكد الدكتور ماجد العبد الله، مدير إدارة الصحة النفسية في مؤسسة حمد الطبية على أهمية وجود خط المساعدة الوطني للصحة النفسية، الذي تم اطلاقه تزامنًا مع جائحة كوفيد-19، أحد أكبر الإنجازات التي شهدها قطاع الصحة النفسية في قطر خلال السنوات الماضية، والذي أدى إلى زيادة بنسبة تتراوح بين الستين إلى السبعين بالمائة في لجوء الناس للتحدث عن أعراض الصحة النفسية التي يعانون منها وطلب مساعدة الأطباء والاختصاصيين.

وقال العبد الله: "إن الخدمات الافتراضية سهلت فرص الحصول على الرعاية الصحية النفسية، وكذلك مكنت نظام الرعاية الصحية من تلبية الطلب المتزايد على الدعم المتخصص في مجال الصحة النفسية خاصة خلال الأزمة الراهنة".

من أبرز المخاوف التي ولّدتها جائحة (كوفيد-19) لدى الأفراد من مختلف الفئات العمرية، والتي أثرت بشكل كبير على صحتهم النفسية، الخوف من الموت جراء الوباء، وكذلك العزلة والشعور بالوحدة بسبب الحجر الذي فرضته الجائحة على العالم بأسره.

وفي مداخلته خلال الجلسة الافتراضية أعطى الدكتور أحمد سرور، استشاري الطب النفسي في مستشفى الوكرة، لائحة من النصائح والممارسات التي تمكن الجميع من الحفاظ على صحتهم النفسية، كالنوم لساعات كافية، والابتعاد عن النوم المتقطع، وتبنى نمط حياة صحي، والابتعاد عن العادات السيئة، والالتزام بإرشادات الطبيب المختص، وممارسة الهوايات، تعلم مهارات جديدة، وتجنب أي تفكير سلبي، والحفاظ على التواصل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء المقربين."

واستكمل مداخلته قائلًا: "إن الصحة الجسدية جزءًا من لا ينفصل عن الصحة النفسية، بل تكمل بعضها البعض لضمان صحة وعافية الإنسان بشكل عام.

ويعد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" أحد مبادرات الرعاية الصحية العالمية التابعة لمؤسسة قطر، حيث تم عقد النسخة الثانية من أسبوع الدوحة للرعاية الصحية، من 8 حتى 14 من نوفمبر مباشرة قبل إطلاق مؤتمر القمة الذي سيستمر على مدى خمسة أيام.

لحضور الجلسات الافتراضية لمؤتمر "ويش 2020"، يمكنكم التسجيل عبر الرابط التالي: 2020.wish.org.qa