للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
سلط المؤتمر الذي نظمته "وايز" بعنوان "تعطل التعليم، وإعادة تصوره" الضوء على ما قد يعانيه مصير تعليم الفتيات إثر جائحة (كوفيد-19).
مصدر الصورة: De Visu، عبر موقع Shutterstockيؤكد المؤتمر الذي نظمته "وايز" أن جائحة ( كوفيد-19) قد تسببت في تفاقم قضية عدم المساواة
حثّ الخبراء قادة العالم على وضع الفتيات المستضعفات في مركز اهتمام أنظمة التعليم الجديدة مع بدء الدول في إعادة بناء التعليم وإعادة تصوره في عالم ما بعد جائحة (كوفيد-19)، وذلك خلال مؤتمر دولي نظمته مؤسسة قطر.
بينما نسعى لإعادة البناء بطريقة تسمح بتحقيق المزيد من الإنصاف وإتاحة الفرص للجميع والإدماج والابتكار، من المهم أن نجعل فئة الفتيات المستضعفات محط اهتمامنا عند وضع أي تصميم جديد للأنظمة التعليمية
في إطار مشاركتها في الجزء الثاني لمؤتمر"تعطل التعليم وإعادة تصوره" من تنظيم القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"– إحدى مبادرات مؤسسة قطر- تحدثت صافينا حسين، المؤسس والمدير التنفيذي لـ "علّم الفتيات" قائلةً: " "بينما نسعى لإعادة البناء بطريقة تسمح بتحقيق المزيد من الإنصاف وإتاحة الفرص للجميع والإدماج والابتكار، من المهم أن نجعل فئة الفتيات المستضعفات محط اهتمامنا عند وضع أيتصميم جديد للأنظمة التعليمية. عندها فقط سنتمكن من تحقيق تحول حقيقي في ما يتعلق بتلبية أنظمة التعليم لاحتياجات الأجيال القادمة".
ألقت صافينا حسين كلمة رئيسية في المؤتمر، سلطت فيها الضوء على تقرير الأمم المتحدة الأخير الذي أشار إلى أن 35 مليون شخص كانوا قد خرجوا من براثن الفقر سيعودون إليه هذا خلال هذا العام، وأنه قبل نهاية عام 2030، قد يعاني 130 مليون شخص من فقر مدقع.
بحث المؤتمر ما يجب القيام به لتمكين النظم التعليمية في جميع أنحاء العالم من البناء بشكل أفضل في مرحلة ما بعد الوباء.
وأضافت: "في السنوات الـ 12 الماضية، أدركت أن الفقر ونظام السلطة الأبوية والذكورية هما العائقان الرئيسيان أمام تعليم الفتيات. والآن مع تفشي جائحة (كوفيد-19)، أصبح كلا التحديين أسوأ بكثير. حيث أن الأزمة الاقتصادية بسبب فقدان الوظائف والهجرة العكسية قد ألقت بالكثير من العائلات مرة أخرى إلى براثن الفقر".
وتابعت: "هناك أيضًا اتجاه رجعي نحو النهج القديم لتوزيع أدوار الجنسين في المنزل، حيث يعج المنزل بأفراد الأسرة، وتزداد مشاعر التوتر والقلق، بالإضافة إلى عدم ذهاب الأطفال إلى المدرسة. في ظل تلك الأوضاع، لاحظنا أن الواجبات المنزلية تقع مباشرة على عاتق الفتيات. كما شهدنا ازدياد بنسبة 17 ضعف لحالات العنف المنزلي. ومع عودة نظام السلطة الأبوية والذكورية إلى الصورة ووقوع الفتيات ضحية لذلك، ستصبح المدرسة ذكرى بعيدة بالنسبة للكثير منهن، وستصبح إعادة الإنخراط في التعليم شبه مستحيلة".
هناك أيضًا اتجاه رجعي نحو النهج القديم لتوزيع أدوار الجنسين في المنزل، حيث يعج المنزل بأفراد الأسرة، وتزداد مشاعر التوتر والقلق، بالإضافة إلى عدم ذهاب الأطفال إلى المدرسة.
"قبل تقشي جائحة (كوفيد-19)، كنا مدركين تمامًا لأزمة التعلم العالمية، وعلى الرغم من المجهودات والخطوات الكبيرة التي اتخذت في هذا الصدد، كانت لا تزال هناك 130 مليون فتاة خارج إطار التعليم. ومع استمرار بعض البلدان في تطبيق الحظر، يمكننا فقط أن نقيّم آثار الأزمة بشكل تقديري. ولكن الشيء الوحيد الذي نعلمه تمامًا هو أن تلك الأزمة قد فاقمت من قضية عدم المساواة وأضرت بشدة بأولئك الذين يكافحون بالفعل أو يتم تجاهلهم أو استبعادهم أو تخلفهم عن الركب".
من جانبها، أيّدت ميغان فالون، المدير والرئيس التنفيذي لكلية بيرفوت الدولية رأي صافينا حسين، حيث أوضحت أن الوباء كان له تأثيرًا أكبر على الفتيات مؤكدةً: "لقد كان من المتوقع حدوث ذلك، مثلما يحدث اتجاه النساء في كافة أنحاء العالم اقتصاديًا و إجتماعيًا ومن نواحي أخرى عديدة".
وقالت: "أعتقد أن هذا النموذج الذي طورناه في كلية بيرفوت يعتبر أكثر صلة بالواقع، حيث أننا نوفر التعليم المباشر للفتيات في المجتمعات الأكثر إنعزالاً حيث يمكنهم الحصول على فرصة التعلّم بما لا يتعارض مع مسؤولياتهن الأخرى، وذلك من خلال بيئة آمنة بحيث تسمح العائلات بدراستهن".
ما نحتاج إليه بالفعل هو بناء أنظمة تعليمية قادرة على التكيف مع مجموعة متنوعة من الاضطرابات المختلفة.
وتابعت: "علينا أن نتوقف عن الحديث، وأن نبدأ في الإستماع لما يدور حولنا والتفكير في كيفية الإستجابة سريعًا في ما يتعلق بالتعليم ونقل المعرفة بطرق تلبي احتياجات الأفراد بل وأكثر مما نعتقد أنهم يحتاجونه. أعتقد أننا نمر بمرحلة تتطلب الكثير من التواضع والإبتكار، حتى نتمكن من إزالة الحواجز، وأن نفكر حقًا في كيفية بناء مواطنين أكفاء ومسؤولين على المدى الطويل وما نحتاج إلى تطويره في المجتمعات لتحقيق ذلك".
من القضايا الرئيسية الأخرى التي تم تسليط الضوء عليها خلال مؤتمر "وايز" هي أهمية إشراك المجتمعات من خلال وضعها في مركز الأنظمة التعليمية.
قالت فالون: "لدينا حالة إصابة واحدة بكوفيد-19، ولكن من الوارد وقوع المزيد من الإصابات، وأعتقد أنه ربما سيصبح موقف متكرر يؤدي إلى التعطّل. ما نحتاج إليه بالفعل هو بناء أنظمة تعليمية قادرة على التكيف مع مجموعة متنوعة من الاضطرابات المختلفة".
تضمنت المناقشات في المؤتمر التركيز على أهمية أن تكون المجتمعات في صميم إعادة تصميم أنظمة التعليم.
وأضافت: "لغرس القدرة على التكيّف في البرامج التعليمية، يجب أن تكون المجتمعات جزءًا أساسيًا منها. نحن بحاجة إلى قوتها لدعم البنية التحتية حتى وإن كانت تلك البنية التحتية أولية. المجتمعات قادرة بشكل لا يصدق على ابتكار حلول للأشياء التي يريدونها والتي تمثل أهمية بالنسبة لهم. فإذا لم نضعهم في موقع قوّة فيما يتعلق بتعليم أطفالهم، فقد نفقد على الأرجح أهم جزء من البنية التحتية التي يجب توافرها لدعم نهج ديناميكي في تغيير عقلية الأنظمة التعليمية".
لمزيد من المعلومات عن المؤتمر، أو للاطلاع على الجلسات السابقة، يرجى زيارة الرابط: www.wise-qatar.org