للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
جمع المؤتمر الإفتراضي الذي عُقد بالشراكة مع ندوة سالزبورغ العالمية بين خبراء دوليين في مجال التعليم لمناقشة الاستجابات والفرص الناتجة عن انتشار وباء (كوفيد-19).
يجب أن تنظر الأنظمة التعليمية حول العالم لوباء (كوفيد-19) على أنه فرصة لبناء المستقبل والتركيز على عناصر هامة وهي "التكيّف، الإبتكار، والتضافر الإجتماعي"، جاء ذلك خلال الحدث الإفتراضي الذي نظمه مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"- إحدى مبادرات مؤسسة قطر .
شهد الحدث الافتراضي الذي عُقد من خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" بالشراكة مع ندوة سالزبورغ العالمية، خبراء في مجال التعليم من جميع أنحاء العالم، حيث شاركوا خبراتهم وآرائهم حول استجابات مؤسساتهم التعليمية من مدارس وجامعات لوباء (كوفيد-19).
سترافوس يانوكا، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز).
وقد تم تنظيم المؤتمر تحت عنوان "تعطيل التعليم وإعادة تصوره"المنعقد على مدار يومين في صورة ندوات- من أجل مناقشة التحديات التي تواجهها الأنظمة التعليمية حاليًا، وللعمل كمنصة لتبادل الأفكار والممارسات عبر أنظمة التعليم المختلفة حول الاستجابات قصيرة ومتوسطة المدى لحالة الإضطراب التي شهدها قطاع التعليم بسبب الوباء. كما أنها تهدف إلى إثارة نقاش عالمي حول إعادة تشكيل التعليم وتطويره للتكيف مع مرحلة ما بعد الوباء.
وقد تحدث ستافروس يانوكا، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)، عن استجابة قطاع التعليم عالميًا لانتشار فيروس كورونا والخطوات التالية في مواجهة الأزمة قائلاً: "إننا مازلنا في مرحلة مبكرة من أزمة وباء (كوفيد-19)، ووسط ما يمر به العالم في الوقت الراهن نحن بحاجة إلى تبني أفكار جديدة. فهناك العديد من العوامل الرئيسية التي يمكنها مساعدتنا في خوض هذه المعركة والانتقال إلى المراحل التالية، ويأتي على رأسها عامل"المرونة والقدرة على التكيف". يجب أن نبني مستقبلنا حول مفهوم المرونة، وذلك بالنسبة لأنظمتنا التعليمية وللأفراد التابعين لها. العامل التالي هو "الإبتكار"- فالأمر لم يعد اختياريًا؛ بل يجب أن يكون كفاءة أساسية لدينا لتمكننا من المضي قدماً.
الميزة الأعظم في تاريخ تطور البشرية تتمثل في قدرتنا على التعاون بمرونة مع أحدنا الآخر من خلال أعداد هائلة من البشر عبر الزمان والمكان
وأضاف: "وأخيرًا عامل "التضافر الإجتماعي"، لأنه من المستحيل أن نزدهر ونحن بمعزل عن الآخرين. فإن الميزة الأعظم في تاريخ تطور البشرية تتمثل في قدرتنا على التعاون بمرونة مع أحدنا الآخر من خلال أعداد هائلة من البشر عبر الزمان والمكان. يجب أن يتضمن مستقبلنا خطوات فعّالة يمكنها تقريب العالم أجمع سياسيًا، ثقافيًا، اجتماعيًا وإقتصاديًا".
وعلق الدكتور جريجوري مونكادا، مدير عام أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا – أحد مدارس التعليم ما قبل الجامعي التابعة لمؤسسة قطر- في حديثه عن الخطوات العملية التي اتخذتها الأكاديمية استجابةً للأزمة قائلاً: "بالنسبة لي كممارس وخبير في مجال التعليم لأكثر من خمسة وعشرين عامًا واجهت خلالهم العديد من الظروف غير المتوقعة، أود التركيز على نقطة رئيسية، ألا وهي "من المستحيل الاستعداد للمجهول، ولكن يمكننا أن نكون حاضرين وفاعلين أثناء الحدث".
وأضاف مونكادا: "كوننا أكاديمية صغيرة الحجم نسبيًا وحديثة العهد قد منحنا ميزة المرونة، لذا قبل تطور الأزمة تأكدنا من الحصول على المعلومات أول بأول من مصادر متنوعة، وهو الأمر الذي ساعدنا على الإطلاع بشكل مستمر على الأحداث وبالتالي مكنّنا ذلك من اتخاذ القرارات الضرورية الخاصة بالأكاديمية لمواكبة أحداث الأزمة. وحرصنا على التأكد من قدرة المعلمين على استخدام الأدوات والبرامج الإفتراضية الضرورية لمواصلة عملهم، وأن طلابنا يتلقون المعلومات بشكل واضح من خلال بيئة تعليمية آمنة".
لقد قمنا بتطبيق طرق تفاعلية في تجربة التعلّم من خلال تحدي طلابنا لإيجاد حلولاً لمشكلات من الواقع
وتابع مونكادا: "بالإضافة إلى ذلك، قمنا بالتواصل مع أولياء الأمور وإعطائهم إشعارًا بإحتمالية الإنتقال إلى التعلم عن بعد. فمساعدتنا لأولياء الأمور على توقع الخطوات القادمة جعلت عملية الإنتقال أكثر سلاسة".
وأوضح مونكادا أن الأكاديمية أجرت دراسة استقصائية بعد ثلاثة أيام من الإنتقال للتعلم عن بعد، نتج عنها رؤية جديدة عن كيفية تحقيق الاستغلال الأمثل لوقت الطالب. ويقول في هذا السياق: "لقد انتقلنا من مفهوم اتباع الجدول اليومي الذي يركز بشكل كبير على كم العمل الذي ينجزه الطلاب، إلى طرق أكثر تفاعلاً وأكثر اهتمامًا بصحتهم النفسية، وهو الأمر الذي خفف من الضغط والتوتر الناتج عن ضرورة انجاز الفروض خلال إطار زمني محدد" .
وأضاف: "لقد قمنا بتطبيق طرق تفاعلية في تجربة التعلّم من خلال تحدي طلابنا لإيجاد حلولاً لمشكلات من الواقع، سواء مشكلات تواجهها دول أو مشكلات تواجهها أنظمة طبية وقطاعات أخرى- على سبيل المثال، كلفنا طلابنا بالعمل على حلول من إبتكارهم لتوفير الكمامات في ظل الأزمة الحالية بإستخدم آلات الطباعة ثلاثية الأبعاد. فقد حرصنا على مشاركتهم في إيجاد الحلول، بدلاً من تركهم لمشاعر الإضطراب من جراء تلك الظروف غير المتوقعة".
الدكتور جريجوري مونكادا، مدير عام أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا.
وقد وصف الخبراء المشاركون في المؤتمر الإفتراضي وباء (كوفيد-19) بأنه فرصة سانحة أمام نظم التعليم لتحسين وتنقيح النماذج التعليمية المعروفة، ولإكتشاف جوانب جديدة من تجربة التعلّم تتيح مساحةً أكبر للإبداع، والدعم النفسي وبناء المجتمع".
وقد تحدث فيشال تالريجا، الشريك المؤسس وأمين عام مؤسسة "احلم حلم" الخيرية بالهند، وهي مؤسسة تساعد في دعم وازدهار الأطفال والشباب من ذوي الخلفيات الإجتماعية الهشة - خلال الكلمة الرئيسية التي قدمها في المؤتمر قائلاً : "تلك الأزمة التي نمر بها حاليًا إنما هي دعوة لتخفيف الوطأ والتأمل لفترة من الوقتحتى نصل إلى الإجابة والطريق نحو تخطي الأزمة".
ودعونا نصفق للمعلمين، ولكن بعد ذلك، دعونا نسأل ما الذي يمكننا تقديمه لدعم الدور الذي يقومون به
وكذلك علق أوجستين ثينين، الرئيس التنفيذي لمنصة "أو إكس" التعليمية في الأرجنتين قائلاً: "لقد اضطررنا جميعًا، كلِ من خلال الدور الذي يؤديه للقيام بالعديد من التغييرات في غضون وقت قصير للغاية، وكذلك للتأقلم على كل ما يجري من حولنا – فلنتوقف قليلاً، ولنتفهم حقيقة ما نستشعره، ثم لنمضي قدماً وفقاً لتلك المشاعر. ودعونا نصفق للمعلمين، ولكن بعد ذلك، دعونا نسأل ما الذي يمكننا تقديمه لدعم الدور الذي يقومون به".
وقد استقطب الحدث مشاركون من العديد من الدول من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، واستراليا، والصين، وفرنسا وجنوب إفريقيا والهند وكينيا، بالإضافة إلى قطر. ويتضمن اليوم الثاني من المؤتمر ندوة خاصة حول استجابة الوكالات التابعة للأمم المتحدة فيما يخص التعليم في ظل وباء (كوفيد-19).