إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
12 December 2019

الرعاية التلطيفية حق إنسانيّ والعناية بالمسنين واجب طبّي وديني وأخلاقي

مشاركة

الندوة يستضيفها مؤتمر "ويش" والأكاديمية البابوية من أجل الحياة

"يجب على صنّاع القرار في مجال السياسات الصحية والمجتمعات الصحية العالمية تعزيز ثقافة الرعاية بدلاً من الإهمال، وذلك عندما يتعلق الأمر بالعناية في كبار السنّ وتقديم العلاج لهم، كما يجب أن تكون الرعاية التلطيفية في طليعة الأساليب المستخدمة للتخفيف من معاناة كبار السن خلال أيامهم الأخيرة".

كانت هذه الرسالة التي حملها رئيس الأساقفة فينتشنزو باجليا ورئيس "الأكاديمية البابوية من أجل الحياة" في كلمته خلال اليوم الأول من "ندوة الدين والأخلاق الطبية: الرعاية التلطيفية والصحة النفسية لكبار السن" في مدينة الفاتيكان، مشددًا على عدم إهمال كبار السن في المجتمع.

تهدف الندوة التي ينظمها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، إحدى مبادرات مؤسسة قطر في روما بالشراكة مع "الأكاديمية البابوية من أجل الحياة"، إلى مناقشة رعاية المرضى الذي يواجهون أمراضًا تهدد حياتهم، مع التركيز على الحوار بين الأديان ومعالجة التحديات والعقبات التي تواجه الرعاية التلطيفية في جميع أنحاء العالم.

قال رئيس الأساقفة باجليا إن العالم بحاجة ماسة إلى "تحرك لدعم الرعاية التلطيفية، كما يتعين علينا تطوير معارفنا حول تطبيق الرعاية التلطيفية"، مضيفًا:" هناك نقص كبير في فهم الرعاية التلطيفية، ونحن نواجه خطر أن تخلي المجتمع الطبي عن دعمه لقضية الرعاية التلطيفية، لكننا لا نريد ثقافة تتصف بالتخلي؛ بل نريد ثقافة الرفق والحب. وبرأيي إن جميع الناس من جميع الديانات يتفقون على هذا الأمر".

كذلك أشاد رئيس الأساقفة باجليا بــ"ويش" لمشاركته في تنظيم هذه الندوة، وقال إن قضية الرعاية التلطيفية لم تكن يومًا عاجلةً كما هي الآن. وإن الموضوعين الرئيسيين للمؤتمر، أي الرعاية التلطيفية والصحة النفسية لكبار السن، أمران هامان ليس فقط في مجال الرعاية الصحية وإنما لمستقبل مجتمعاتنا أيضًا.

وأضاف رئيس الأساقفة: "في كثير من الأحيان يتعرض كبار السن والمرضى المصابون بأمراض مستعصية للإهمال والإقصاء، وخاصة المصابين بأمراض نفسية، بسبب الاعتقاد الخاطئ بأنه لم يعد لديهم ما يقدمونه، أو أنهم يشكلون عبئًا على الآخرين. ونحن نؤكد التزام الأكاديمية البابوية من أجل الحياة بتعزيز ثقافة الرعاية التلطيفية، ليس فقط بين أتباع الديانات، بل في كل مكان في العالم".

وقال رئيس الأساقفة باجليا إن ندوة مدينة الفاتيكان جاءت بعد اجتماع مثمر في الدوحة لمناقشة موضوعات مثل الموت الرحيم، والانتحار بمساعدة الغير، وتعزيز الرعاية التلطيفية في التقاليد الإسلامية والمسيحية. وأكد أن حوار الأديان "أمر مهم لضمان تعاطف وصون كرامة كل شخص في المراحل الأخيرة من حياته"، معتبرًا "أن الرعاية التلطيفية حق من حقوق الإنسان، والوعي بها يتزايد تدريجيًا، لكن الحقّ الإنساني الفعلي هو الاعتراف بالشخص وقبوله عضوًا في المجتمع وفردًا من أفراد الأسرة الإنسانية."

وأضاف: "إن الرعاية التلطيفية لا توفر الدعم من وجهة نظر طبية فحسب، ولكن أيضًا من منظور إنساني وثقافي، وإن الشفاء هو الهدف الأساسي للطب الحديث، وعندما يتعذر الشفاء، يكون الطب قد فشل، ومع ذلك، يمكن للطب أن يكون مراعيًا دائمًا حتى وإن لم يتمكن من الشفاء. وهذا من أهم الأشياء التي يجب أن نسلط الضوء عليها".

وتناول المجتمعون أهمية إدراك المجتمع الطبي لإيقاف علاج المريض عند فقدان الأمل بالشفاء وقال باجليا: "ليس صحيحًا أنه في هذه المرحلة ينتهي عملنا، لأن مرافقة المريض وإمساك يده والتحدث إليه مهم أيضًا، ويجب أن نستخدم الحب لتخفيف المعاناة." وشدد على ضرورة إعادة اكتشاف ثقافة مرافقة المريض حتى اللحظة الأخيرة، وهو ما يجعل الممارسة الصحيحة للرعاية التلطيفية وعلاج الألم أمرًا مساعدًا لابتكار طرق جديدة لتطوير رعاية طبية جديدة، ودراسة النفقات.

كما سلط الضوء في كلمته على الاهتمام بالرعاية التلطيفية للأطفال بشكل أكبر لما تتطلبه من التزام كبير، والأمر كذلك بالنسبة للصحة النفسية للمسنين، حيث يتناسب طول العمر مع احتمالية الإصابة بالأمراض مثل مرض الزهايمر والخرف". وأضاف: "غالباً ما يُنظر إلى الضعف على أنه شكل من أشكال الذنب، لكن مهمتنا هي تغيير هذا المنظور، وتعزيز التضامن والحب في أوقات الضعف، فالرعاية التلطيفية أداة فعالة للغاية ليس فقط من الناحية الطبية، ولكن أيضًا من الناحية الإنسانية لكل البشر".

قصص ذات صلة