إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
24 March 2021

مؤسسة قطر تؤكد أهمية دور المعلّم ومكانته بالتوازي مع الذكاء الاصطناعي في التعليم

مشاركة

أصبحت التكنولوجيا أمرًا أساسيًا بشكل متزايد في التعليم، ولكن ماذا ستعني للمعلمين؟

مصدر الصورة: MarceloMayoPH، عبر موقع Shutterstock

تهامي عبي خبير في تكنولوجيا التعليم: "لا يمكننا الاعتماد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي في التعليم، سنحتاج دومًا إلى المعلمين"

الدوحة، قطر، 18 يناير 2021: لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيُسهّل العملية التعليمية بشكل كبير، إلا أنه لا يمكننا طرح فكرة الاستغناء عن دور المعلمين مستقبلًا أو استبداله بالتقنيات التكنولوجية والتي تعد عاملًا مساعدًا في التعليم، هذا ما أورده توهامي عبي، خبير في تكنولوجيا التعليم وأحد خريجي مؤسسة قطر.

الابتعاد عن مقاس واحد يناسب الجميع، هي الفائدة التي تسعى تكنولوجيا التعليم إلى تحقيقها، كما أنها تمثل وسيلة لتخفيف العبء عن المعلمين

توهامي عبي

وقال عبي، رئيس التدريب في “Ventures for Canada”، وهي مؤسسة تساعد الشباب على اكتساب مهارات ريادة الأعمال، وتدعم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة لتوظيف المواهب الشابة: "لا يمكننا الاعتماد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي في التعليم، سنحتاج دائمًا إلى المعلمين لأن الطريقة التي يتعلم بها البشر، ليست فقط من خلال تلقي المحتوى واستيعابه، بل يتعلمون من خلال التعمق والانغماس في المحتوى، وعبر العواطف والتفاعل فيما بينهم".

وأشار عبي، خريج جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة بمؤسسة قطر، إلى أن "المعلمون يقضون الكثير من الوقت في تخطيط المحتوى ومحاولة فهم كيفية تقديمه من خلال الأنشطة. وهذا يعني أن التعلّم الشخصي، وتقديم المحتوى بجودة وكفاءة أكبر، والابتعاد عن مقاس واحد يناسب الجميع، هي الفائدة التي تسعى تكنولوجيا التعليم إلى تحقيقها، كما أنها تمثل وسيلة لتخفيف العبء عن المعلمين".

توهامي عبي، خبير في تكنولوجيا التعليم وأحد خريجي مؤسسة قطر.

تهامي عبي، الذي قاد سابقًا برنامج وايز لتسريع التطوير، ضمن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، وهي إحدى المبادرات الدولية التي أطلقتها مؤسسة قطر، والتي تدعم نمو مشاريع تكنولوجيا التعليم من جميع أنحاء العالم، يؤكد على أن توفير التعلم المناسب عبر العالم الافتراضي يمثل "تحديًا كبيرًا ومعقدًا"، قائلًا: "عندما بدأت فترة الإغلاق بسبب الإجراءات الوقائية المرتبطة بفيروس كورونا، أصبحنا نعتمد على التعلم عن بُعد، حيث كانت المدارس أو الجامعات تحاول توصيل المحتوى بطريقة ما عبر الإنترنت".

تابع عبي: "نعلم أن هذا الأمر لم يكن في البداية فعالًا للغاية في العديد من المراكز التعليمية، لأن إنشاء المحتوى وتقديمه عبر الإنترنت يتطلب شهورًا من التحضير وذلك في سبيل توفير تجربة جيدة للمتعلم وتحسين نتائج التعلم لديه، ولكن بعد مرور فترة وجيزة أصبحنا نرى تكيّف المعلمين والمدارس مع هذا الوضع".

وأشار عبي أنه قبل بدء جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت العالم، كان استخدام التكنولوجيا ميزة إضافية يتم تطبيقها في التعلم، لكنه ازداد استخدامها بسرعة خلال الأشهر الماضية، موضحًا: "يرجع ذلك إلى التحول في عقلية المدارس والجامعات، إذ أصبح اعتماد المعلمين والطلاب على التكنولوجيا أمرًا لا بد منه، بالإضافة إلى ذلك، أصبح أولياء الأمور يستخدمون التكنولوجيا بشكل متزايد، لمساعدة أبنائهم على أداء الواجبات المنزلية أو التواصل بشكل أفضل ومتابعة تقدم أبنائهم والتنسيق بسهولة أكبر مع المعلمين".

من جهة أخرى، أشار توهامي عبي أن الحلول التعليمية مقسمة إلى أربعة مكونات، وهي: اكتساب التعلم الذي ينطوي على قبول المعرفة في اللاوعي، ومن ثم مرحلة تجميع المعلومات بكمية وفيرة، وثم تصميم المحتوى والقدرة على توصيله للمتعلمين، وأخيرًا النجاح أو التأثير.

يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بالفعل في العديد من حلول تكنولوجيا التعليم، ومعالجة اللغة الطبيعية للتعلم الآلي، فهو وسيلة تساعدنا على تحسين الحلول المشتركة، أو حتى محتوى معين

توهامي عبي

وفقًا لتوهامي عبي يُقسم الذكاء الاصطناعي إلى فئتين: وهما الذكاء العام الاصطناعي، وهو القادر على القيام بأي مهمة مثل البشر، وهذا ما نراه في أفلام الخيال، والتي قد لا تزال بعيدة لعدة عقود، بينما النوع الآخر هو الذكاء التطبيقي الاصطناعي، وهذا هو نوع الذي نراه في البرامج، على سبيل المثال، عند قيادة الطائرات، أو الهبوط بها أو المساعدة في لعب الجولف، أو البرامج التي تساعدنا في تحديد موقع الغاز والنفط بشكل أكثر كفاءة، وغيرها.

أردف عبي، قائلًا: "هذا النوع من الذكاء الاصطناعي موجود بالفعل، وهناك مجموعة فرعية منه، والتي نشير إليها أيضًا بشكل تبادلي تمامًا مع الذكاء الاصطناعي، وغالبًا ما نطلق عليه التعلم الآلي، وهو قدرة البرمجيات على التعلم، حيث أننا نغذيها بالبيانات، وبالتالي، يصبح لديها القدرة على حل التحديات بشكل أفضل".

أضاف عبي: "ضمن هذه المجموعة الفرعية، لدينا ما نسميه معالجة اللغة الطبيعية، وهو المجال المثير للاهتمام داخل الذكاء الاصطناعي حيث نرى من خلاله كيفية تعلم البرامج بشكل أفضل في مجال الفروق الدقيقة للغة البشرية، وهذا ما يشير إليه عادة في الذكاء الاصطناعي بشكل عام".

تبني التكنولوجيا بشكل صحيح في التعليم، ليس بالأمر السهل، وهناك العديد من الأطراف التي تلعب أدوارًا مختلفة

توهامي عبي

تابع عبي: "إذا افترضنا أن الذكاء الاصطناعي يتم استخدامه بالفعل في العديد من حلول تكنولوجيا التعليم، ومعالجة اللغة الطبيعية للتعلم الآلي، فهو وسيلة تساعدنا على تحسين الحلول المشتركة، أو حتى محتوى معين، وهنا نلمس قابلية التوسع والتخصيص، وهذه هي الطريقة التي نرى بها استخدام الذكاء الاصطناعي".

أضاف: "يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص التعليم، من خلال تقديم محتوى أفضل لكل متعلم، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لإجراء تقييم في مواضيع مختلفة مثل الرياضيات أو اللغات، وغيرها من المجالات، ومن ثم الاستفادة من قوة التعلم الآلي للتوصية بمسارات التعلم المخصصة للمتعلمين".

في هذا السياق، يوضّح عبي، قائلًا: "في الفصل نحن مقيّدون بالطلاب، على سبيل المثال، لدينا 30 طالبًا، ومن الصعب خلال 45 دقيقة أو ساعة تخصيص جميع المحتويات لهم، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي، إذ يفعل ذلك بشكل أسرع وكفاءة أكبر، وأصبحنا من خلاله قادرين أكثر فأكثر على تتبع كيفية تقدم مستويات الطلاب من خلال التفاعل مع محتوى معين، أو كيفية تجنب الأخطاء لتحسين الأداء، أو حتى جعل التعلم أكثر متعًة".

تهامي عبي يقول بسبب تداعيات الوباء شهدت العملية التعليمية زيادة سريعة في استخدام التكنولوجيا. مصدر الصورة: Diego Cervo، عبر موقع Shutterstock

وأشار عبي إلى أن اكتساب التقنيات التكنولوجية الجديدة في التعليم يسمح بتوصيل المحتوى بشكل أفضل، وهو ما يعد أمرًا رئيسيًا في التعليم، قائلًا: "تبني التكنولوجيا بشكل صحيح في التعليم، ليس بالأمر السهل، وهناك العديد من الأطراف التي تلعب أدوارًا مختلفة. لذلك، التخطيط على المستوى الوطني، وحرص المعلمين على تقديم ما هو أفضل أمر ضروري، وتدريبهم حول التعلم عن بُعد سواء كان تلبية لاحتياجات التعليمية والاقتصادية في المستقبل، أو للتعامل مع الأوبئة المستقبلية المحتملة".

واختتم قائلاً: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم حلول تكنولوجيا التعليم، عبر مشاركة نتائج التعلم، هذا الأمر لا يطبق لأسباب عديدة، حيث يواجه مؤسسو التكنولوجيا صعوبة في الوصول إلى المدارس والجامعات لتجربة الحلول، وبالرغم من أننا نرى ابتكار الحلول التقنية على نحو متزايد في السنوات الخمس إلى الست الماضية، إلا أننا لا نزال نحتاج إلى المزيد من البحث، والمزيد من التعاون مع مؤسسات كمؤسسة قطر التي تستقطب المعلمين والباحثين من مُزوّدي التكنولوجيا لإجراء هذه البحوث".

قصص ذات صلة