للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
مرافق الاختبار الخارجية التابعة لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة.
وفرة الأشعة الشمسية في قطر تجعلها المكان المثالي لتطوير الطاقة الشمسية، ويعد إنشاء منطقة أبحاث جديدة للطاقة الشمسية في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، أحد مشاريع الدولة التي تتجه نحو تعزيز الطاقة المستدامة
تركز الحكومات في مختلف أنحاء العالم بشكل متزايد على فوائد الطاقة المستدامة، وفي هذا الشأن، لا تختلف دولة قطر عن غيرها من الدول. وكجزء من رؤيتها الوطنية، تعمل قطر على تحقيق الانسجام بين حماية البيئة والنمو الاقتصادي.
ولتحقيق هذه الغاية، فإن مشاريع مثل تلك التي يتم تنفيذها في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، تشكل خطوة نحو تحقيق هذا الهدف، لتعكس جهود مؤسسة قطر، التي يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والعشرين على تأسيسها، في تطوير حلول في مجال البحث والتطوير والابتكار من شأنها أن تُسهم في لبناء مستقبل مستدام لدولة قطر.
منذ منتصف يونيو، واستمرارًا على مدى شهرين، قام فرع توتال للغاز والطاقة المتجددة، وعلى وجه التحديد، مختبر توتال، والذي يتخذ من باريس مقراً له، بتوسيع منطقة أبحاث للطاقة الشمسية في مرافق الاختبار الخارجية التابعة لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة. ويبدو أن هذا التوسع، الذي يضم ثلاثة أجهزة تعقب، ووحدات ثنائية الوجه، ومحولات، وأجهزة استشعار ومحسِّن للطاقة، قد أدى إلى تحسين أداء المكونات الكهروضوئية لشركة توتال في الظروف الصحراوية. كما ستقوم المنطقة أيضًا بمراقبة الأداء في الوقت الفعلي والتحقق من صحة النتائج من خلال أدوات المحاكاة.
يوسف الجابر، نائب الرئيس لشؤون الابتكار وإدارة التغيير، ورئيس مركز توتال للأبحاث بالإنابة في قطر.
الدكتور مارك فيرميرش، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة.
هذا المشروع لا يشكل جزءًا من رؤية قطر فحسب، بل هو جزء من تحول توتال المتزايد نحو الطاقة المستدامة. تهدف الشركة إلى الوصول إلى انبعاثات كربونية صفرية ضمن عملياتها بحلول عام 2050، وبالتالي فهي تستثمر بشكل كبير في الحلول منخفضة الكربون.
بالإضافة إلى منطقة أبحاث الطاقة الشمسية في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، وقعت قطر مؤخرًا اتفاقية مع شركة توتال، جنبًا إلى جنب مع شركة ماروبيني اليابانية، لبناء محطة طاقة شمسية قادرة على إنتاج 800 ميجاوات، وذلك لتلبية 10٪ من إجمالي الطلب على الطاقة الكهربائية في قطر.
الطاقة الشمسية مختلفة، وهي المصدر الأقل تكلفة للطاقة في معظم البلدان، والرسالة العالمية هي: أن الطاقة الشمسية هي الخيار الأمثل
يقول يوسف الجابر، نائب الرئيس لشؤون الابتكار وإدارة التغيير، ورئيس مركز توتال للأبحاث بالإنابة في قطر، والذي يقع في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، التابعة لمؤسسة قطر: "تهدف توتال إلى تطوير حلول جديدة منخفضة الكربون وتسويقها تجاريًا لتوفير طاقة مستدامة للمستقبل، لذلك قررنا دفع حدود قدراتنا الابتكارية نحو حدود جديدة".
نظرت توتال في المجالات الرئيسية في جميع أنحاء العالم من أجل العثور على النظام البيئي المناسب لاختبار ونشر وتسويق حلولها المتطورة. وفي نهاية المطاف، وجدت الشركة الشريك المثالي، وهو معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، وذلك في ظل الظروف الصحراوية التي يتواجد فيها المعهد والتزامه بأبحاث الطاقة المستدامة، فمنذ عام 2013، كرس المعهد جهوده لمعالجة التحديات التي تواجه البلاد في مجال الطاقة وأمن المياة.
من جته، يقول الدكتور مارك فيرميرش، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، إن منطقة أبحاث الطاقة الشمسية الجديدة تتماشى مع ما عمل عليه خلال السنوات التسع التي قضاها في توتال. كما كان له دور أساسي في انتقال توتال إلى الطاقة الشمسية، ويواصل تعزيز الطاقة المستدامة في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة.
وأوضح الدكتور فيرميرش إن تحويل الطاقة الشمسية الكهروضوئية، الذي يحول ضوء الشمس إلى كهرباء، هو أكثر التقنيات فائدة لمنطقة الشرق الأوسط، أما الطاقة الحرارية الشمسية، التي تسخر ضوء الشمس لتحويله إلى حرارة، أقل أهمية في البيئات الصحراوية، حيث يختلف الإشعاع الشمسي بشكل كبير عن المناطق الأخرى. ووفقاً للدكتور فيرميرش، إن الطاقة الشمسية مصدر طاقة غير مكلف أيضاً.
من الواضح أن هذه منطقة ذات أهمية إستراتيجية، وهم يدركون فيها أن إهدار الطاقة يكلف الكثير من المال والكثير من رأس المال السياسي في أجندة تغير المناخ
وأضاف الدكتور فيرميرش: "إذا نظرنا إلى توربينات الغاز التقليدية أو التوزيع الكهربائي، فهناك تكاليف تشغيلية كبيرة جدًا. أما الطاقة الشمسية فهي مختلفة، وهي المصدر الأقل تكلفة للطاقة في معظم البلدان". وتابع: "إن الرسالة العالمية هي: أن الطاقة الشمسية هي الخيار الأمثل ".
هذه الرسالة تصبح أكثر وضوحًا على نحو متزايد، لاسيما أن دولة قطر تتجه نحو دائرة الضوء باعتبارها مضيفة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022. ومع التركيز العالمي على الطاقة المستدامة ووفرة الأشعة الشمسية في قطر، يرى الخبراء ضرورة التحوّل نحو الابتكار في مجال الطاقة الشمسية.
ويقول مارك أنطوان إيلمازيغا، مدير مركز الطاقة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، باريس: "إنه الوقت المناسب، والجميع على استعداد للانطلاق نحو هذا النوع من المشاريع".
جاء العمل مع شركة توتال الفرنسية أيضاً بمثابة خيار بديهي لدولة قطر، التي تشترك بالفعل في علاقات وثيقة مع فرنسا من خلال الدعم السياسي، والعلاقات الثقافية، والاستثمارات المشتركة.
مركز توتال للأبحاث، مقره في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.
وفي حين أن الشرق الأوسط يتمتع بأعظم الإمكانات لنشر الطاقة الشمسية، نظرًا لبيئته الطبيعية، فإن قدرات التركيب تتحرك بمعدل أبطأ من مثيلاتها في أوروبا أو الولايات المتحدة. وأشار إيل مازيغا إلى أن دول مثل قطر تدرك بسرعة أن الطاقة الشمسية هي المستقبل، ليس فقط لأسباب بيئية ولكن لأسباب اقتصادية وسياسية أيضًا.
وأضاف إيل مازيغا: "من الواضح أن هذه منطقة ذات أهمية إستراتيجية، وهم يدركون فيها أن إهدار الطاقة يكلف الكثير من المال والكثير من رأس المال السياسي في أجندة تغير المناخ".
تعمل منشأة توتال لاختبار الطاقة الشمسية في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة على تقليل انبعاثات الكربون، ومع دعم قطر في تطوير التقنيات الرائدة وإلهام المهندسين المستقبليين للعمل على حلول أكثر استدامة
في نهاية المطاف، ستكون لمنطقة أبحاث الطاقة الشمسية الجديدة فوائد ليس بالنسبة لقطر والمنطقة فحسب، بل لجميع المناطق المناخية المماثلة في جميع أنحاء العالم.
واختتم الجابر من شركة توتال، قائلاً: "تعمل منشأة توتال لاختبار الطاقة الشمسية في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة على تقليل انبعاثات الكربون، ومع دعم قطر في تطوير التقنيات الرائدة وإلهام المهندسين المستقبليين للعمل على حلول أكثر استدامة، هذا بدوره يخلق بيئة صحية للإجيال القادمة".