أوّل مخترعة قطرية تصل إلى نهائيات برنامج "نجوم العلوم"

"رُبّ ضارة نافعة" تنطبق هذه المقولة على إيمان الحمد، المتسابقة القطرية في الموسم الثاني عشر من البرنامج التلفزيوني الرائد التابع لمؤسسة قطر "نجوم العلوم"، فعلى الرغم من خبراتها في مجال أمن المعلومات، إلا أنها وقعت نفسها ضحية إحدى عمليات التصيّد الاحتيالي عبر مكالمات الهاتف. وبالنسبة لإيمان، كانت تلك التجربة دافعًا لها للعمل لتطوير نظام يهدف إلى حماية أفراد المجتمع من العمليات الاحتيالية.

حصلت الحمد على درجة البكالوريوس في هندسة الكمبيوتر، وتابعت دراستها لتحصل على درجة الماجستير في أمن الإنترنت من المملكة المتحدة، وقد سخرت خبراتها للمساهمة في نشر الوعي بين الناس حول أمن المعلومات، وحماية أفراد المجتمع من عمليات الاحتيال.

وتقول: "من خلال خبراتي في هذا المجال، وحرصًا على حماية أفراد المجتمع من التهديدات الرقمية في ظل التطوّر التكنولوجي الذي نعيشه، بدأت في تقديم الورش التوعوية والبرامج التدريبية في هذا المجال داخل قطر".

وتتابع: "مع الوقت، أدركت أن هذا وحده غير كافٍ؛ لاسيّما أن عمليات النصب والاحتيال تستمر في التطور والانتشار، ويستخدم المحتالون أساليب متقدمة يصعب الكشف عنها، حتى أن المختصين في هذا المجال قد يقعون ضحية وقائع الاحتيال، فماذا عن الأفراد الذين لا يملكون الوعي اللازم عن الجرائم الإلكترونية؟".

بدأت الحمد في العمل على تطوير اختراع "تطبيق لخصوصية المعلومات باللغة العربية"  وهو نظام يشكف عن عمليات التصيد الاحتيالي باللغة العربية، من خلال تحويل المحادثات إلى نصوص مكتوبة وتحليلها، ومن ثم إصدار تنبيهات للمستخدم في حال تعرضه لمحاولات استدارج للإفصاح عن معلومات شخصية كالبيانات البنكية. وأشارت الحمد إلى أن النظام يضمن حماية خصوصية الأفراد، حيث يُتيح للمستخدم إمكانية تشغيل النظام من عدمه.

وتقول الحمد: "مع الاتجاه إلى الثورة الصناعية الرابعة وهي الثورة الرقمية، التي تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات، ومع زيادة استخدامنا لهذه التكنولوجيا الحديثة سوف تزداد عمليات الاحتيال والهجمات التي تتعرض لها الأجهزة".

تتابع: "لذلك سيكون هناك بعد آخر لهذا الاختراع عند الاتجاه إلى المنازل الذكية وأنظمة المساعد الشخصي في المستقبل، حيث أن هذا الاختراع لايعمل فقط على حماية الأفراد وإنما حماية منازلنا حماية من اختراق الخصوصية. وعلى الرغم من أن النظام مبني على خوارزميات ذكية وبنية خلفية شديدة التعقيد، إلا أنني كنت حريصة تبسيط استخدام النظام بالنسبة للمستخدم النهائي".

من خلال اختراعها، تهدف الحمد على تعزيز دور اللغة العربية في المجال الرقمي، خاصة مع قلّة التطبيقات الإلكترونية المصممة باللغة العربية مقارنة بغيرها من التطبيقات باللغات الأخرى. وتقول الحمد: "من واجبنا كمخترعين ومبتكرين عرب أن نسهم في تعزيز مكانة لغتنا العربية في عالم الابتكار، وبهذا سوف نستطيع أن نترك بصمتنا الخاصة في العالم".

على مدار سنوات، كانت الحمد من متابعي المواسم السابقة من برنامج نجوم العلوم، ولطالما كانت لديها الرغبة للمشاركة في البرنامج، وتقول: "كنت أعلم أنني أمتلك الإمكانيات والقدرات اللازمة ولكني كنت أطمح إلى المشاركة باختراع يقدّم خدمة للمجتمع ويعود بالفائدة على الأفراد محليًا وفي العالم بأسره".

حالها كحال بقية المتنافسين، لم تخل رحلة الحمد في برنامج نجوم العلوم من التحديات، لاسيّما تلك التي فرضتها جائحة فيروس كورونا. وبالنسبة للحمد، تسببت فترات الحجر والإغلاق التي فرضتها الجائحة في عرقلة مراحل مشروعها مثل مرحلة جمع البيانات والاجتماعات والتواصل مع الخبراء في المجال، لكنها استطاعت التغلّب على تلك التحديات والمضي قدمًا، وتعلّق قائلة: "في كلّ مشوار توجد تحديات ومعوقات، ومن أكبرها جائحة كوفيد-19".

وتتابع: " أكثر ما ساعدني على تجاوز تلك المرحلة هو قدرتي على إيجاد الخطط البديلة، والتحلي بروح الإصرار والعزيمة والتركيز على الوصول إلى الهدف، ووجود الدافع للاستمرار. وبما أنني تمكنتُ من التغلّب على التحديات التي واجهتني في هذه المرحلة، سأكون بلا شك على استعداد للتصدي لأي تحديات قد تواجهني في المستقبل".

اختراع الحمد الفريد من نوعه أهلها لتكون أوّل شابة قطرية تتنافس في نهائيات برنامج نجوم العلوم، وبهذا الإنجاز الذي حققته، توجه الحمد نصيحة إلى الشباب قائلة: "يجب على الشباب الإيمان بأنفسهم وقدراتهم وأفكارهم. فبعض الشباب يمتلكون أفكار تقدم خدمات كبيرة للمجتمع، وعليهم العمل والمثابرة على تنميتها ومشاركة تلك الأفكار مع الآخرين والبحث عمن يقدمون المساعدة. وعندها بالتأكيد سوف تجد من يمدك بالدعم والمساندة والتوجيه الصحيح".

وتضيف: "بات للمرأة اليوم دور كبير وبصمة في عالم الابتكار، واليوم لدينا مشاريع عدة في الموسم الحالي من برنامج نجوم العلوم، وفي المواسم السابقة من البرنامج تبرهن على قدرات المرأة. فلا فرق بين عقل المرأة وعقل الرجل. كلّ ما تحتاجة هو الإيمان بقدراتها وإتاحة الفرص أمامها للتعبير عن إبداعاتها".