للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تطمح خريجة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر إلى التخصص بدراسة الجينوم لمساعدة مجتمعها
قد تبدو رويدة منير كأي فتاة بعمر الرابعة عشر عامًا، تحمل حقيبة ظهرها وتنطلق إلى المدرسة صباح كلّ يوم، لكنها في الواقع تستعد لبدأ حياتها الجامعية قريبًا.
تقول رويدة: "كان زملائي يمازحونني ويقولون: لقد التحقتِ بالمدرسة بعد ولادتك على الفور!
التحقت رويدة ببرنامج الجسر الأكاديمي التابع للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر وهي تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا فقط، وهو برنامج تأسيسي لمرحلة ما قبل الجامعة يستهدف خريجي المرحلة الثانوية. وهذا العام، أصبحت رويدة أصغر طالبة تتخرج من البرنامج.
تقول رويدة: "كان زملائي يمازحونني ويقولون: لقد التحقتِ بالمدرسة بعد ولادتك على الفور!".
رويدة منير البالغة من العمر 14 عامًا، هي أصغر خريجة من برنامج الجسر الأكاديمي بمؤسسة قطر.
بدأت قصة رويدة في المملكة العربية السعودية حيث أكملت سنوات دراستها الأولى، وبينما كانت والدتها، مهى عبدالوكيل موسى، تساعدها وإخوتها على أداء الواجبات المدرسية، لاحظت بأن رويدة لم تكن بحاجة إلى المساعدة، فقد كانت ذكية وسريعة البديهة إلى حدٍ كبير.
أخذت على عاتقي أن أقوم بتدريسها المناهج الدراسية في المنزل، وقد استطاعت أن تجتاز كلّ مراحل الدراسة حتى الصف السابع في غضون عامين فقط
وتقول مهى: "كانت رويدة تتقدم بسرعة في التحصيل الدراسي، وفكرتُ في أنها تستحق اهتمامًا إضافيًا لتنمية تلك المهارات، لذلك أخذت على عاتقي أن أقوم بتدريسها المناهج الدراسية في المنزل، وقد استطاعت أن تجتاز كلّ مراحل الدراسة حتى الصف السابع في غضون عامين فقط".
وتضيف: "عندما انتقلنا إلى قطر، قمت بإلحاق رويدة في المدرسة السودانية في الدوحة، حيث أكملت دراسة المرحلة الثانوية، ثم التحقت بالجسر الأكاديمي بعد ذلك مباشرة".
إلى جانب تميّزها الدراسي، استطاعت رويدة خلال تلك الفترة أن تحقق إنجازات أخرى على الصعيد الشخصي، فهي تحفظ 20 جزءًا من كتاب الله، كما أنّ لديها شغفًا كبيرًا بالشعر والأدب والعربي، وتحفظ الكثير من متون تجويد القرآن الكريم منها المتون الجزرية وتحفة الأطفال، إضافةً إلى أجزاء من ألفية ابن مالك النحوية واللغوية، وأجزاءً من نونية القحطاني وغيرها.
تصف رويدة تجربتها في مؤسسة قطر أنها بمثابة "نقطة تحوّل".
كان الدافع الأكبر لرويدة في رحلتها الدراسية هو طموحها للتخصص في دراسة الجينوم يومًا ما لتتمكن من مساعدتها مجتمعها، وتقول رويدة: "أثناء دراستي في المرحلة الثانوية، أجريت تدريبًا عمليًا بمستشفى حمد العام في قسم خاص بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة".
وتتابع رويدة: "لقد تركت تلك التجربة أثرًا عميقًا في داخلي، ومنذ ذلك الحين اعتزمت أن اتخصص في دراسة الجينوم في المستقبل كي أعمل على إيجاد علاجات وحلول للاضطرابات الجينية والوراثية، وأساعد المجتمع".
لقد كان الجميع غايةً في التعاون واللطف عند تعاملهم معي، ولم أشعر يومًا بأنني أقل من زملائي أو أنني مختلفة عنهم بسبب صغر سني. كنت أشعر وكأني في بيتي الثاني تمامًا
تحدّثت رويدة عن تجربتها في الجسر الأكاديمي مشيرةً إلى أن الوقت الذي امضته في الدراسة في الجسر شكّل أجمل مرحلة في حياتها. وصفت رويدة تلك المرحلة بأنها بمثابة "نقطة تحوّل" تعرّفت من خلالها على شكل الحياة الجامعية واكتسبت الكثير من التجارب والخبرات.
وتعلّق قائلةً: "لقد كان الجميع غايةً في التعاون واللطف عند تعاملهم معي، ولم أشعر يومًا بأنني أقل من زملائي أو أنني مختلفة عنهم بسبب صغر سني. كنت أشعر وكأني في بيتي الثاني تمامًا".