إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
29 June 2020

رحلة طالبة من تخصص التصميم وإعداد الإعمال الفنية وحتى عرضها في المعارض الفنية ودراسة ممارسات المتاحف

مشاركة

نوربانو حجازي درست الفنون في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر قبل انضمامها إلى كلية لندن الجامعية قطر لتتعرف على ممارسات المتاحف، وبهذا المزيج تأمل بالمساهمة في صياغة السياق الفني للمجتمع المحلي في قطر

تعشق نوربانو حجازي أن تحيط نفسها بالمساحات الإبداعية، وسيبدو ذلك أكثر وضوحًا عند مشاهدة مقطع الفيديو المصاحب لهذه القصة، والتي تتحدث فيه طالبة الفنون والمتاحف البالغة من العمر 27 عامًا عن رحلتها الجامعية، حيث يزخر الحائط الذي يظهر خلفها بمجموعة ملونة من الصور والأعمال الفنية الرقمية واللوحات التي قامت بإعدادها على مدى سنوات الدراسة.

عندما تلتفت حجازي نحو الحائط لتقديم بعض قطعها المفضلة، يُمكننا أن نلمس مدى شغفها وحبها للفن، وهو شيء تحمله حجازي منذ كانت طفلة، وأثناء مراحل نشأتها، إذ كانت تجمع نسخًا من مجلة ناشيونال جيوغرافيك وتحاول إعادة رسم الحيوانات التي كانت مفتونةً بهم.

تدرس حجازي الآن في كلية لندن الجامعية قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، حيث ستنال قريبًا درجة الماجستير في ممارسات المتاحف، وتسترجع ذركياتها وتقول: "كنت دائمًا مفتونةً بالكائنات الحية والطبيعة، وهي جميلة بالفعل".

حجازي خلال مكالمة الفيديو بجوار الجدار تعرض أعمالها الفنية

قبل انضمامها إلى كلية لندن الجامعية قطر، حصلت حجازي على درجة الماجستير من جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، وهي جامعة شريكة أخرى لمؤسسة قطر، حيث تخصصت في التصميم والتصنيع الرقمي.

تركز حجازي في أعمالها على إظهار المشاعر والعواطف مثل القلق والاضطراب من خلال تصميمات تتراوح من بيولوجيا الكائنات الحية إلى عمليات العقل البشري.

وتقول حجازي: "أعمالي أشبه بالكائن الحي، وهو أمرٌ منطقي لأنني أيضًا كائن حي، لذلك فهي دائمة التغير ولا تتبع مسار محدد. وكوني مهتمة بعلم النفس والفلسفة، يثيرني دائمًا استكشاف مجموعة مختلفة من المشاعر والأحاسيس البشرية، وأجدها رائعة لأنها تساعدني على فهم العالم من حولي والتعبير عما في داخلي ".

صورة 1 من 5

كان هذا الدافع لفهم العالم من حولها ومشاركة فهمها مع الآخرين هو الذي دفع حجازي للانضمام إلى كلية لندن الجامعية قطر، حيث تتعلم كيف تجمع بين خبرتها في الفن وتنظيم المتاحف والمعارض بهدف إتاحة الفن وزيادة إمكانية الجمهور من الوصول إليه بسهولة أكبر.

وأضافت حجازي: "كلية لندن الجامعية قطر أتاحت فرصة رائعة بالنسبة لي لتوسيع مجال معرفتي وممارستي لأنني لست مجرد فنانة أو مصممة ولكنني أيضًا أعمل كمعلمة. لذا، كنت أرغب دائمًا في التفرع والعمل مع المتاحف ودور العرض ليس فقط كفنانة ولكن كمعلمة، لأكون جزء من برامج التوعية والتعليم الخاصة بهم".

كل شيء مرتبط ببعضه، والحياة مجرد رحلة جميلة للعثور على ذلك الخيط الذي يربط كل شيء معًا ويجعل منه سُترة جميلة ومريحة"

نوربانو حجازي

وصفت حجازي السعادة التي تغمرها عندما يتم عرض قطعة من أعمالها الفنية في مكان عام ويتواصل معها أشخاص مختلفون من خلفيات مختلفة يحدثونها عن تلك الأعمال بنفس الشعور العميق، قائلةً: "إنه أمر غريب، لكنه يعجبني عندما ينظر شخص يقف إلى جانبي ويشاهد نفس العمل، حينها أشعر بوجود فهم متبادل حول ما نبحث عنه".

وتابعت: "لا يمكنني وصف ذلك، ولكنه شعور يمكنني الإحساس به، إذ يمكن للفنون أن تساعد على تحقيق هذه الروابط ذات نفس المغزى".

قوة الفن التي تغذي رغبات حجازي الإبداعية تكمن في خلق الروابط، ليس فقط بين الأفراد، ولكن أيضًا بين الأفراد وبيئتهموتقول: : "كل شيء مرتبط ببعضه، والحياة مجرد رحلة جميلة للعثور على ذلك الخيط الذي يربط كل شيء معًا ويجعل منه سُترة جميلة ومريحة".



صياغة السياق الفني في قطر


انتقل أجداد حجازي إلى قطر في الستينيات عندما اندلعت الحرب في وطنهم فلسطين. منذ ذلك الحين، تعيش الأسرة في الدوحة، التي أصبحت موطنًا دائمًا لهم.

ووفقًا لحجازي، أن تترعرع وتنشأ بشغف عميق للفن في الدوحة، كان نظرًا لثراء المشهد الفني بالمدينة ، موضحةً: "أعتقد أن المتاحف في قطر تعمل على تبني الكثير من ممارسات المتاحف الغربية وإعادة صياغتها وإنشاء ممارساتها الخاصة، والتي أجدها رائعة ولا أعلم إن كان هناك أي متاحف أخرى في الخليج تقوم بذلك".

حجازي بجانب العمل الفني الذي ابتكرته في مطافئ الدوحة، وهو جزء من معرض بعنوان "على الورق"

في عام 2018، تم اختيار حجازي كأحد المشاركين في برنامج الإقامة الفنّية بمطافئ الدوحة، وهو برنامج برنامج سنوي مدته تسعة أشهر، وهي فرصة تُمنح للفنانين المقيمين في قطر لاستخدام مساحات الاستديوهات المفتوحة لصقل مواهبهم الفنية، والعمل مع القيّمين.

بالإضافة إلى ذلك، أجرت حجازي العديد من ورش العمل لأفراد المجتمع في مبنى مطافئ الدوحة، وفي جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر.

أشارت حجازي إلى أن أسباب استمتاعها بالعمل مع المؤسسات المحلية في قطر، تعود إلى رغبتها في تعزيز اهتمام أفراد المجتمع المحلي بمختلف أنواع الفنون، قائلةً: "تحرص دولة قطر على أن تجد طريقة لجعل الفن المعاصر، والذي يغلب عليه الطابع الغربي، أكثر ملاءمة للمجتمع المحلي".

وبينما تستعد حجازي للتخرج في أكتوبر 2020 من كلية لندن الجامعية قطر، تسترجع إحدى المواد الدراسية المفضلة لديها والتي درستها في الكلية، وتحمل عنوان "المتحف والتراث في العالم العربي". وبصفتها فنانة عرضت أعمالها في قطر والإمارات العربية المتحدة ولبنان، ساعدتها هذه المادة على فحص المشهد الفني في المنطقة العربية باستخدام مناهج نظرية ودراسات حالة مختلفة.

تحرص دولة قطر على أن تجد طريقة لجعل الفن المعاصر، والذي يغلب عليه الطابع الغربي، أكثر ملاءمة للمجتمع المحلي

نوربانو حجازي

تعمل حجازي حاليًا على أطروحة الماجستير التي تُسلط الضوء على أعمال مؤسستين محليتين - متحف: المتحف العربي للفن الحديث ومطافئ الدوحة، لدراسة كيفية تصميم الفن المعاصر للمجتمع المحلي للمساهمة في التنمية الاجتماعية والبشرية في قطر.

واختتمت حجازي حديثها عن خططها بعد التخرج، قائلةً: "أعتقد أن المشهد الفني المعاصر فريد بالنسبة لمجتمع دولة قطر، وهذا يشجعني ويزيد من رغبتي بالعمل هنا مع المتاحف المحلية".

قصص ذات صلة