إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
16 September 2020

سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر تؤكد: "قد نخسر جيلاً كاملاً إن لم نتخذ قرارات عاجلة بشأن التعليم"

مشاركة

طرح خبراء ونشطاء من مختلف أنحاء العالم وجهات نظرهم وآرائهم في نقاش إلكتروني عبر الإنترنت حول ما ينبغي أن تكون عليه صورة التعليم في المستقبل

يستدعي بناء الأنظمة التعليمية المستقبلية أكثر من مجرد الإمكانيات المالية، ويجب أن تكون السياسة خارج المعادلة، هذا ما صرح به أحد كبار المسؤولين في البنك الدولي خلال أحدث نسخة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر، محذرًا من "خسارة جيل بأكمله" إن لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن التعليم.

جمعت منصة مؤسسة قطر العالمية للحوار خبراء ونشطاء من جميع أنحاء العالم للمشاركة في حلقة نقاشية إلكترونية حول مستقبل التعليم وسُبل حمايته والنهوض به، وضرورة إتاحة الفرص التعليمية المتكافئة في ظل جائحة كوفيد-19.

ركّزت النسخة الأحدث من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر، على مستقبل التعليم في أعقاب جائحة كوفيد-19.

تم تنظيم هذه الفعالية بالشراكة مع مؤسسة التعليم فوق الجميع، ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" التابع لمؤسسة قطر. وفي حديثه خلال الجلسة النقاشية، قال الدكتور خايمي سافيدرا، المدير العام لقطاع الممارسات العالمية للتعليم بمجموعة البنك الدولي: "إننا نعيش فترةً لم نشهد مثلها في السابق، فهذه أسوأ أزمة واجهها قطاع التعليم خلال القرن الماضي. ومع ذلك، فقد أتاحت لنا فرصًا لا يُمكننا أن نُفرط بها".

اليوم، حان وقت الابتكار، وإذا استفدنا من هذه التجربة التي مررنا بها، سنكون قادرين على تأسيس مدارس المستقبل، والتي أعتقدنا سابقًا أنها قد تستغرق 10 سنوات

الدكتور خايمي سافيدرا

تابع: "نحن بحاجة إلى أن نتحلى بالمرونة والتفاؤل والقدرة على مواجهة الأزمات، وأن نشعر بالحاجة الملّحة لاتخاذ إجراءات عاجلة. اليوم، حان وقت الابتكار، وإذا استفدنا من هذه التجربة التي مررنا بها، سنكون قادرين على تأسيس مدارس المستقبل، والتي أعتقدنا سابقًا أنها قد تستغرق 10 سنوات".

أكّد الدكتور سافيدرا على ضرورة حماية ميزانيات التعليم، موضحًا: "التمويل أمر بالغ الأهمية، وكذلك هو الحال بالنسبة لوضع السياسات والتصاميم المناسبة. هذه المسائل تبقى سهلة".

أضاف: "نحن بحاجة إلى التزام سياسي بالتعليم لضمان مواصلة العمليات الإصلاحية، إلى جانب البيروقراطية الصحيحة لكي تُنفذ السياسات. يجب علينا أن نضع السياسة بعيدًا عن التعليم، وهذا قرار سياسي بحد ذاته. إننا ندرك ما ينبغي القيام به، وكلّ ما علينا فعله هو أن نطبّق ذلك بالمقياس الملائم".

من جهته، ذكر الدكتور حسن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، أن الآثار المالية التي خلّفتها الجائحة، قد تُسفر عن إغلاق بعض الجامعات في العالم، وتحوّل الطلاب إلى مجالات أخرى مثل الطب والاقتصاد.

يجب أن تتمتع جامعات المستقبل بالمرونة والرشاقة لتتعامل مع كل هذه التغيرات.قد نشهد موجات من التغيير خلال فترات زمنية قصيرة، وينبغي على الجامعات أن تتكيّف بسرعة لتتمكن من التعامل معها

الدكتور حسن راشد الدرهم

وعلّق قائلاً: ""هذا يلفت انتباهنا إلى ضرورة تصميم مناهجنا الدراسية بطريقة تضمن الاستجابة لاحتياجات السوق، إذ يجب أن تتمتع جامعات المستقبل بالمرونة والرشاقة لتتعامل مع كل هذه التغيرات.قد نشهد موجات من التغيير خلال فترات زمنية قصيرة، وينبغي على الجامعات أن تتكيّف بسرعة لتتمكن من التعامل معها".

تضمنّت المناقشة أيضًا أصواتًا شبابية، حيث قام أوباكينج ليسيان، ناشط شبابي في مجال التعليم من جنوب أفريقيا، ومؤسس مبادرة "إد كونكت" لتعزيز الوصول إلى التعليم في المجتمعات المحرومة في بلده، بتسليط الضوء على أهمية "منح الشباب إمكانية الوصول إلى التعليم، وكذلك ضمان مواصلة مسيرتهم التعليمية".

من خلال السياسات والشراكات المتينة والبرامج الشعبية، يمكننا ضمان وصول الشباب إلى التعليم ومواصلة رحلتهم التعليمية

أوباكينج ليسيان

وقال: "لقد أدركت أنه عندما يكون لديك أنظمة غير مجديّة، فإن شخصًا واحدًا قد يمتلك القوّة الكافية ويختار أن يكون نشطًا ويحقق النجاح داخل تلك الأنظمة. وأن أؤمن بقوّة الأنظمة المبنية على الأفراد".

أضاف: "قد نحصل على التمويل من الجهات العليا، لكن التأثير يحدث على مستوى القاعدة الشعبية، حيث يقول الشباب" لا يكفي أن أحصل على تعليم ذو جودة؛ بل أريد أن يحصل المجتمع الذي أنتمي إليه على الأمر ذاته". من خلال السياسات والشراكات المتينة والبرامج الشعبية، يمكننا ضمان وصول الشباب إلى التعليم ومواصلة رحلتهم التعليمية".

تم عقد الفعالية بالشراكة مع مؤسسة التعليم فوق الجميع، ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" التابع لمؤسسة قطر.

وحسبما قالت ندى الناشف، نائب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فقد "بذلت الحكومات والجهات التعليمية الفاعلة جهودًا عديدة لمحاولة إيجاد حلول مبتكرة كنا نعتقد سابقًا أنها صعبة للغاية أو حتى مستحيلة. لقد أصبحنا الآن ندرك أنه من غير الممكن أن نفكر بنفس الطريقة حو التدخلات في مجال التعليم، وأنه يتعين علينا إعادة التفكير فيها وصياغتها من جديد".

لكي نضمن عدّم تخلّف أي شخص عن الركب، لا ينبغي علينا التفكير في التعليم وحسب، ولكن كذلك في المهارات وفرص التوظيف على المدى البعيد

ندى الناشف

تابعت: "لكي نضمن عدّم تخلّف أي شخص عن الركب، لا ينبغي علينا التفكير في التعليم وحسب، ولكن كذلك في المهارات وفرص التوظيف على المدى البعيد؛ ومدى امتلاك المعلّمين للمهارات اللازمة واستعدادهم لمواجهة الأزمات، وتوافر شبكات الاتصال، وتحديد الأدوات المناسبة التي تتيح الوصول للتعّلم عن بُعد بسهولة. علينا كذلك أن نشرف على عملية التعلّم، ونقيمها، لا أن نركز فقط على اكتساب المعرفة كما فعلنا سابقًا".

أدار الجلسة النقاشية دومينيك ريجستر، مدير برنامج ندوة سالزبورغ العالمية. وكان من بين المشاركين في النقاش الدكتور مامادو ديان بالدي، نائب رئيس إدارة الحلول والقدرة على مواجهة الأزمات بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتحّدث قائلاً: "في ظل جائحة كوفيد-19، باتت كل الإنجازات التي حققناها في توفير فرص التعليم للاجئين مهددة".

في ظل جائحة كوفيد-19، باتت كل الإنجازات التي حققناها في توفير فرص التعليم للاجئين مهددة

الدكتور مامادو ديان بالدي

أضاف: "لكي نحدث الفرق الإيجابي، يجب أن تشتمل التدابير التي نتخذها على سياسات حكومية تمكينية وذكية وشاملة، وأن يُقدم المجتمع الدولي الدعم للمجتمعات التي تضم أعدادًا كبيرة من اللاجئين. لا ينبغي أن نعزل التعليم، بل يجب أن يكون مرتبطًا بحياة الأسر والمعلّمين والمجتمعات، وأن نضمن عدم استمرار مظاهر اللامساواة والاستبعاد التي كنا نشهدها قبل جائحة كوفيد-19".

يجب أن نضع محو الأمية لدى الأطفال على رأس جدول أعمالنا، فهو الطريقة الوحيدة لخلق جيل من المتعلمين القادرين على التصدي للتحديات التي سنواجهها في المستقبل

الدكتورة غيثا مورالي

خلال الجلسة النقاشية، صرحت الدكتورة غيثا مورالي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "مساحة للقراءة"؛ وهي مؤسسة غير ربحية تركز على محو الأمية لدى الأطفال وتعليم الفتيات في آسيا وأفريقيا، عن رأيها بأن "التحرر من الأمية في مرحلة الطفولة أمر ممكن إذا تمكَنا من تجاوز الحواجز السياسية والتقنية، وامتلكنا الإرادة السياسية".

طرح الخبراء والنشطاء من شتى أنحاء العالم وجهات نظرهم حول تأثير جائحة كوفيد-19 على مستقبل التعليم، وكيف يُمكن حماية التعلّم في المجتمعات المستضعفة والمهمشة.

وأوضحت قائلةً: "نحن نعلم أن الأطفال سوف يطورون مهارات القراءة والكتابة عندما تتاح أمامهم إمكانية الوصول إلى المواد والمعلمين المهرة وفرص التعلم خارج الفصل الدراسي، إلا أن الكثير مازال يفتقر إلى هذا، مما يزيد من أهمية تقديم خيارات تعلّم تتطلب تقنيات تكنولوجية أقل، أو غير قائمة على التكنولوجيا، إلى جانب مصادر التعلّم عبر الإنترنت".

وأضافت: "من وجهة نظري، يجب أن نضع محو الأمية لدى الأطفال على رأس جدول أعمالنا، فهو الطريقة الوحيدة لخلق جيل من المتعلمين القادرين على التصدي للتحديات التي سنواجهها في المستقبل".

قصص ذات صلة