إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
23 December 2019

مواهب مؤسسة قطر تُشارك في بطولة العالم للرياضيات في كوريا الجنوبية

مشاركة

شارك أبرع الطلاب في الرياضيات من ثلاث مدارس تابعة لمؤسسة قطر بتمثيل دولة قطر في بطولة دوليّة

اجتمع طلاب المدارس التابعة لمؤسسة قطر بتاريخ 24 سبتمبر لأداء اختبار لتقييم كفاءتهم في الرياضيات. وقالت آسيا خان، طالبة في الصف التاسع بأكاديمية قطر الدوحة: "لم أكن أعرف شيئًا عن هذا الأمر، فقد طلبت مني معلمتي أداء الاختبار وقمت بذلك".

أدرك الطلاب فور مباشرتهم لأداء الاختبار أن اسئلة الاختبار مختلفة عن تلك التي اعتادوا خلها في صفوف الرياضيات الاعتيادية. لم تكن معرفتهم بالمعادلات أو دراسة الكتب المدرسية وحدها كافيةً بالنسبة لهم، بل كانوا بحاجة للتفكير إلى ما هو أبعد من ذلك.

لقد كان سبب هذا الاختبار الصارم لقدراتهم في الرياضيات هو أن الطلاب المتفوقين سيحظون بفرصة فريدة من نوعها لتمثيل دولة قطر في بطولة العالم للرياضيات المقامة في كوريا الجنوبية.

شارك طلاب من أكاديمية قطر الدوحة وطلاب آخرين من مختلف المدارس التابعة لمؤسسة قطر في بطولة العالم للرياضيات هذا العام.

خضع 54 طالبًا للاختبار، ومن بينهم، حصل اثني عشر طالبًا على أعلى الدرجات في فئاتهم ذات الصلة، وأظهروا جدارتهم للتفوق في بطولة رياضيات عالمية عالية المستوى، وهم من تم اختيارهم للذهاب في رحلة إلى الشرق الأقصى في الفترة 29 نوفمبر وحتى 3 ديسمبر 2019، وذلك بإشراف زينة جواد معلّمة الرياضيات بأكاديمية قطر الدوحة، وجيسون ماراكو، معلّم الأطفال الموهوبين بالأكاديمية، والتي تنضوي تحت لواء التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

تُعد بطولة العالم في الرياضيات حدثًا دوليًا يُقام كل عام في دولة مختلفة، ويهدف إلى تشجيع الطلاب على تناول مادة الرياضيات بصورة مختلفة. ويُشارك في هذا الحدث طلاب المدارس من كافة أنحاء العالم في 6 فرق، ويتم توزيع جوائز على الأفراد والفرق المشاركة ممن حصلوا على أعلى الدرجات. وفي هذا العام، شارك أكثر من 700 طالب من 16 دولة مختلفة في المنافسة التي أقيمت في انتشون.

وعلى الرغم من أن هذه هي السنة الثالثة التي يشارك فيها طلاب أكاديمية قطر الدوحة في هذه البطولة، فقد سجل هذا العام سجلت المرة الأولى التي تتيح لكافة طلاب مؤسسة قطر فرصة المشاركة، حيث شارك في الرحلة طلاب من أكاديمية قطر الخور، وأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا.

ومن جهته، وصف أرناف كابور، طالب في الصف الحادي عشر من أكاديمية قطر الدوحة الاختبار الأساسي قائلاً: "لقد كان صعبًا للغاية، لم أرى شيئًا كهذا في الرياضيات التي ندرسها في المدرسة".

وأكّد على ذلك زميله الطالب خليفة الجهني قائلاً: "إن نوعية الرياضيات التي نمارسها في المدرسة تعتمد على المعادلات الخطية، ونعتمد إما على طريقة واحدة، أو طريقتين، أو ثلاثة طرق على الأكثر. ولكن الأمر مختلف هنا، حيث علينا أن نقوم بتحليل السؤال وإيجاد الطريقة الأفضل لحله.

كان علينا أن نفكر خارج الصندوق، وأن نضع متغيراتنا الخاصة في المسأله الحسابية، أو أن نجد علاقة بين معادلتين. الأمر مختلف في كل مرة ، ويدفع بك حقًا إلى التفكير

خليفة الجهني

"كان علينا أن نفكر خارج الصندوق، وأن نضع متغيراتنا الخاصة في المسأله الحسابية، أو أن نجد علاقة بين معادلتين. الأمر مختلف في كل مرة ، ويدفع بك حقًا إلى التفكير".

واستعدادًا للمشاركة في بطولة العالم للرياضيات، كان الطلاب المختارين يجتمعون مرتين أسبوعيًا في أكاديمية قطر الدوحة على مدار شهرين. وقد تطوع زيلالم يلما، أستاذ مساعد في التدريس بجامعة كارنيجي ميلون في قطر، لتدريب الطلاب ليكونوا قادرين على حل الأسئلة التي سيواجهونها في البطولة، وبدوره علّق قائلاً: "الحماس يغمر الطلاب، وهم يتمتعون بطاقة هائلة واندفاع كبير لحل المسائل. لقد كان من دواعي سروري أن أذهب إلى المدرسة وأشاهد ذلك".

وقال أرناف: "بفضل ما تلقيناه من تدريب، أصبحنا معتادين على حل هذا النوع من الأسئلة، وقد تغيرت طريقة تعاملنا مع المسائل تمامًا، بحيث لا نحاول حل المسألة على الفور كما أعتدنا سابقًا، بل نحاول أن نفهم المطلوب من السؤال، وأن نجد طريقة مختصرة للإجابة عليه".

منذ وقت بعيد، تعلّم الطلاب كيفية البحث عن الطريقة الصحيحة لمواجهة تحديات الرياضيات بدلاً من التركيز على إيجاد الإجابة الصحيحة. وقال سيف السويدي، طالب في الصف الثاني عشر من أكاديمية قطر الدوحة: "إنها طريقة تفكير مختلفة تمامًا، لاسيما أنها بعيدة عن الرياضيات التي ندرسها في المدرسة". وأضاف: "إنها تركز أكثر على إيجاد طرق مبتكرة وأكثر كفاءة لمعالجة أنواع مختلفة من المشاكل".

جمعت المسابقة كافة الطلاب الدوليين معًا في فنادق مجاورة، مما يُهيئ لهم الظروف المناسبة لإقامة العلاقات والروابط مع من يُشاركونهم نفس الاهتمامات، وفرصة التفاعل معهم خارج حدود المسابقة. وقالت الطالبة آسيا: "من الرائع أن يجتمع الناس معًا من كافة أنحاء العالم، حيث تستمع إلى لغات مختلفة وأشخاص مختلفين، وكلهم هنا للمشاركة في مسابقة رياضيات واحدة".

وأضافت: "على الرغم من أننا مختلفون في المراحل الدراسية، والفئات العمرية، والجنسيات، والمدراس، إلا أننا اجتمعنا معًا بشكل جميل".

ما يُميز المسابقة ليس فقط أنها تجمع الأشخاص معًا، ولكنها أنها تضعهم أمام نوع مختلف من التحدي، وتمنحهم شعورًا بالرضا الذاتي

براكريتي تاندون

وبالنسبة لبراكريتي تاندون، طالبة في الصف الثاني عشر من أكاديمية قطر الدوحة، فقد قالت: "السفر مع أشخاص آخرين، أيًا كانوا، يجعلنا أقرب، وسبب ذلك هو أننا في بيئة مختلفة، ونحن دائمًا معًا في كل مكان نذهب إليه، وهو أمر غريب ورائع".

ومن جهته، وصف ماراكو فرص التعاون التي تتيحها المشاركة في بطولة العالم للرياضيات على أنها "مدهشة" قائلاً: "تجري العديد من الأمور هنا، مثل دوائر الرياضيات وجمعيات الموهوبين من مختلف أنحاء العالم، والتي قد تفتح العديد من الأبواب من خلال تعزيز هذا النوع من الفعاليات للطلاب".

برزت روح العمل الجماعي لدى طلاب دولة قطر على مدار المسابقة، حيث شعروا بضرورة رفع مستوى مهاراتهم. وقال أرناف: "عادة ما تكون الرياضيات سهلةً بالنسبة لي، وأستطيع حلها بشكل طبيعي، ولكن في ظل هذه المنافسة، يجب علي أن أفكر كثيرًا واستخدم أفضل قدراتي ومهاراتي، وهذا مثير للغاية".

وعلى الرغم من صعوبة المنافسة، إلا أن طلاب مؤسسة قطر كانوا على مستوى هذا التحدي، إذ حصل طالبين على جوائز خاصة، فحصلت أوروني حسن، طالبة في الصف الثاني عشر من أكاديمية قطر الدوحة على الميدالية البرونزية، مما يضعها في مقدمة 30% من المتسابقين، وحصل جاسم آل ثاني، طالب في الصف التاسع من أكاديمية قطر الدوحة على جائزة تقدير، وذلك يضعه في مقدمة 40% من المتسابقين.

صورة 1 من 5

في هذا العام، شارك أكثر من 700 طالب من 16 دولة مختلفة في بطولة العالم للرياضيات التي أقيمت في انتشون.

ومن جهتها، قالت براكريتي: " بصرف النظر عن الفوز أو الخسارة، فهذه تجربة غاية في الأهمية، وما يُميز المسابقة ليس فقط أنها تجمع الأشخاص معًا، ولكنها أنها تضعهم أمام نوع مختلف من التحدي، وتمنحهم شعورًا بالرضا الذاتي. أنا ممتن لمؤسسة قطر لتقديمها تجاربًا من هذا النوع لكافة المواهب، سواءً الرياضية أو الأكاديمية".

وفي إطار بطولة العالم للرياضيات، قدّمت سينثيا بولتون، مديرة تعليم الموهوبين التابع للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، عرضًا لاستضافة البطولة في قطر في عام 2021، وستجري مراجعته من قبل لجنة بطولة العالم للرياضيات وسيتم الإعلان عن قرار قريبًا.

وقالت بولتون: "يُمكنني القول بأننا نمتلك فرصة جيدةً، فنحن ننظم العديد من الفعاليات، وأعتقد أن مؤسسة قطر هي المكان المثالي لاستضافة هذا النوع من المنافسة".

قصص ذات صلة