خريجة مؤسسة قطر تؤكد أهميّة البحوث الطبيّة في مواجهة التحديات المستقبلية

جعلت موزة خليفة الكواري هدف إكمال الدراسات العليا نصب عينيها منذ أن حصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة قطر، وها هي اليوم تتخرج بدرجة الدكتوراه من مؤسسة قطر. مسيرة الكواري في الدراسات العليا والطريق الذي شقته وصولًا لتحقيق هذا الإنجاز جعلها مستعدة لمواجهة التحديات الراهنة في مجال الطب.

كان الدافع الأول للكواري طوال رحلتها التعليمية هو إيمانها ووعيها بأهمية إجراء البحوث والدراسات الطبية، وإيجاد الحلول للتحديات الطبية التي يواجهها عالمنا اليوم مثل جائحة كوفيد-19 ومعالجتها، وتقول الكواري: "أعتقد بأن أهمية البحوث وحاجتنا لها باتت أكثر وضوحًا اليوم في ضوء الأزمة التي نعيشها، لأن هذه الأزمة دفعتنا إلى إعادة التفكير في نظرتنا للأمور في شتى مناحي الحياة".

تشغل الكواري حاليًا منصب اختصاصي بحوث في مجال فقدان السمع في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، والذي حصلت منه على الرعاية والدعم لدراسة الدكتوراه. كما شغلت سابقًا مناصب أخرى خلال فترات دراستها في مؤسسة حمد الطبية، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر.

أكّدت الكواري بدورها على الجهود التي تبذلها مؤسسة قطر في تعزيز الاهتمام في البحوث والطب، وتقول: "بطبيعة خبرتي التي اكتسبتها طيلة سنوات عملي في المجال الطبي لدى مؤسسات طبية رائدة، كانت خبرتي ترتكز أكثر على المجال التشخيصي. الدراسة في مؤسسة قطر مكنتني من تطوير خبراتي ومهاراتي أكثر في مجال البحوث الطبية، وهو مجال مختلف تمامًا عن المجال التشخيصي، كما أنها أثرت مهاراتي في المختبرات البحثية والطبية".

تتابع: "بصفتي فردًا من أسرة مؤسسة قطر، حظيت كذلك بفرص غير محدودة للمشاركة في المنتديات البحثية السنوية مثل تلك التي يُنظمها الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي وغيرها من كيانات مؤسسة قطر ومراكزها، والتي تتيح لنا فرص الالتقاء بالعلماء والخبراء الدوليين وإثراء خبراتنا، وتفسح المجال لمزيد من التعاون الدولي لإجراء البحوث".

حصلت الكواري على درجة البكالوريوس في العلوم الطبية الحيوية من جامعة قطر عام 2004، وكان لديها الطموح لاكمال الدراسات العليا في نفس المجال. وقالت: "انتظرت سنوات طويلة إلى أن تم افتتاح برنامج الماجستير في مجال تخصصي بجامعة قطر، وكنت من أول الملتحقين ببرنامج الماجستير في العلوم الطبية، كما كنت من بين أوّل دفعة من الخريجين".

حينما أعلنت كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، عن إطلاق برنامج الدكتوراه في العلوم البيولوجية والعلوم الطبية، لم تتردد الكواري في قرارها لتخوض غمار رحلة جديدة في الدراسات العليا، وكانت مرة أخرى من بين أوائل الطلبة الذين تقدّموا للالتحاق بالبرنامج. هذا بحد ذاته شكّل تحديًا بالنسبة لها ولزملائها، ليس فقط من حيث مسؤوليات الموازنة بين العمل والدراسة والعائلة، بل كون البرنامج جديد من نوعه.

تصف الكواري تجربتها قائلة: "عندما التحقت بالبرنامج عام 2015، كان البرنامج قد تم إطلاقه حديثًا، وكانت تجربتنا بمثابة وضع حجر الأساس للبرنامج والمختبرات والمرافق البحثية الخاصة به، وعملنا جميعنا معًا بكل جدٍ كي نؤسس ونمهد الطريق للدفعات اللاحقة من الطلاب، وأنا فخورة اليوم كوني من بين الذين تخرجوا من هذا البرنامج".

تركز الكواري في أبحاثها على التصنيف الجزئي والوظيفي لفقدان السمع في قطر من خلال تحليل الجينات المسؤولة عن فقدان السمع باستخدام بيانات برنامج قطر جينوم والمرضى المراجعين لعيادات السمع في سدرة للطب. وبناءً على ما تتمتع به من خبرات في مجال الأبحاث والطب، تتطلع الكواري مستقبلاً لـمواصلة العمل في مجال العلوم الطبية من خلال البحوث العلميه لمعرفة ودراسة المسببات الوراثيه للأمراض وطرق الكشف عنها وعلاجها، وتأمل أن تتمكن من نقل الخبرات العملية والعملية التي اكتسبتها خلال مسيرتها الدراسية والمهنية للجيل الناشئ من الطلاب والمتدربين.