للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع يتحدث عن أهمية التحالفات في تغلّب قطر على التحديات ويؤكد بأن دولة قطر لن تكون أبدًا محط تهديد
"سجّلت دولة قطر 1000 يوم من النصر لا الحصار"، هذا ما أعلنه سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، أمام الحضور الذي شارك في حوار أقيم مساء اليوم بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
خلال النقاش الذي نظمته جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، تناول أمن الدول الصغيرة وتجارب دولة قطر على مدار 1000 يوم من الحصار، سلّط سعادته الضوء على كيفية تغلّب دولة قطر "خلال 72 ساعة" على التحديات التي واجهتها بسبب الحصار الجائر والذي فُرض على الدولة وشعبها منذ يوليو 2017، منطلقًا من أحد أهم عوامل القوّة الناعمة لدولة قطر والمتمثلة بالتحالفات وعلاقات الصداقة التي تربط دولة قطر بأغلب دول العالم.
كما تطرّق سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية إلى ترحيب دولة قطر بأي خطوة إيجابية في مجال العلاقات الدولية ومن بينها العلاقات بين دول المنطقة الخليجية، مشيرًا إلى أن دولة قطر ترحب بالحوار مع دول الحصار "في حال قامت هذه الدول بخطوة إيجابية باتجاه ذلك"، مؤكدًا على أن قطر لن تكون أبدًا محطّ تهديد.
وأضاف سعادته:" خلال 72 ساعة (عقب فرض الحصار الجائر على دولة قطر)، قام أصدقائنا وحلفائنا بإرسال المنتجات إلينا من جميع أنحاء العالم، سواء من أمريكا الشمالية، شرق آسيا، وغيرهم، وهذا بفضل تحالفاتنا التي بُنيت على أساس رؤية القيادة الرشيدة في التواصل مع العالم، وبناء علاقات التقارب والصداقة في المراحل المبكرة". وتابع سعادته قائلًا:" تعدّ تحالفاتنا والمرونة التي تتمتع بها السياسة القطرية نتاج جهود حثيثة وطويلة الأمد منذ عام 1995. لقد شكّل الحصار لنا مفاجأة، ولكن بفضل استعداداتنا، التي عملنا عليها جميعًا، تحت توجيهات قيادتنا الرشيدة الحكيمة، كنّا مستعدين لمواجهة أي أزمة منذ مراحلها الأولى".
وعن الآثار السلبية التي تسبب بها الحصار الجائر المفروض على دولة قطر، أوضح سعادته:" لم تطال تأثيرات الحصار دولة قطر فحسب وإنما العالم بأسره، حيث أن دولة قطر تلبي 30% من احتياجات العالم للغاز الطبيعي، وقد أثبتنا لأصدقائنا وحلفائنا أننا قادرين على الإيفاء بتعهداتنا والتزاماتنا حتى في ظلّ أي ظروف غير مؤاتية قد تواجهنا، ونحن مستمرون بالإيفاء بالتزاماتنا. لم نوقف إمدادات الغاز الطبيعي حتى للدول التي تحاصرنا، لأننا نأخذ بالاعتبار المنظور الإنساني على مستوى الناس في المدارس والمستشفيات الذي يحتاجون لهذه الطاقة التي تنتجها دولة قطر"، موضحًا:" هذا هو الالتزام الذي يعكس المرونة التي تتمتع بها سياستنا وما مكّننا أيضًا من مواجهة التحديات من خلال إيجاد الوسائل المناسبة".
في موقف يدعو للمضي قدمًا في تحقيق الإنجازات لدولة قطر، قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية للحضور أن 1000 يوم من الحصار يصادف 1000 يوم من العد العكسي لاستضافة دولة قطر بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، قائلاً:" ليس لدينا وقت للنظر إلى الوراء، نحن نتطلع إلى المستقبل".
وأضاف سعادته:" إن تنوير الشعوب يجعل من أي دولة مستعدة لمواجهة أي تحدي. والقوة الناعمة لا تعني وجود وسائط إعلامية فحسب، وإنما تعني أن تكون معايير هذه القوة شاملة، والحصول على هذه القوّة، يكون ممكنًا من خلال ضمان توفير تعليم عالي الجودة لجميع أفراد المجتمع وإشراكهم في صناعة القرار. وهذا ما يجعل أي بلد محصّن، لأن الشعب هو الوطن، والوطن هو الشعب".
ردًا على سؤال حول كيف يمكن لقطر والدول المحاصرة إيجاد أرضية مشتركة من شأنها أن تسمح بإنهاء الحصار الجائر، قال سعادته: "أشير إلى ما قاله حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، نحن منفتحون على الحوار، وأي خطوة إيجابية تجاهنا سوف نقابلها بخطوتين إيجابيتين"، مضيفًا:" لن تخضع قطر للشروط، وإذا كان هناك أي مفاوضات من دون شروط، نحن مستعدون. من يتسلق شجرة، ولا يعرف كيف يعود أدراجه، ويطلب مساعدة، نمنحه ذلك، ولكننا لن نخضع لأي شروط".
كذلك تطرق سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية أيضًا إلى واقع مجلس التعاون الخليجي، قائًلا:" لن يكون اليوم كما عرفناه، مضيفًا:" إن هذه التحالفات مبنية على أساس الحاجة بدلًا من وجود قاعدة مشتركة ومبادئ مشتركة"؛ موضحًا أن دول الحصار قللت من تقدير علاقة دولة قطر مع الولايات المتحدة الأمريكية عند فرض الحصار الجائر عام 2017.
وختم سعادته بالقول:" الولايات المتحدة الأمريكية حليف استراتيجي لدولة قطر. لدينا علاقات دفاعية ممتازة معها، وعلاقات ممتازة مع وزارة الخارجية الأمريكية والكونجرس والبيت الأبيض. وهذه إحدى العوامل التي أدت إلى فشل خطة دول الحصار في فرض مطالبهم على دولة قطر".