للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
توفر برامج كلية العلوم الصحية والحيوية، جامعة حمد بن خليفة، التعليم والتدريب بمجال الطب الدقيق
يمكن القول أن الطبّ الدقيق أو الطبّ الشخصي، طبقًا لاسمه، سيكون له الأولوية في مستقبل الطبّ؛ حيث سترتكز الرعاية الصحية على الوقاية بدلًا من العلاج واتباع نهج مصمم خصيصًا للتشخيص، والعلاج، الأدوية.
لكنّ ترجمة الطب الدقيق في الممارسات الإكلينيكية السريرية تتطلب فهمًا عميقًا للعوامل الجينية والبيئية، خصوصًا وأنها تختلف بين الدول، فما يُناسب السكان في الدول الغربية حيث تم تطوير الطب الدقيق، قد لا يناسب سكّان دولة قطر، أو غيرها من الدول العربية.
من هنا تأتي أهمية تطوير خبرات العاملين في مجال الرعاية الصحية وضرورة الاستثمار في تدريبهم للحصول على فهم أعمق بالبيانات الجينومية، وتقديم الدعم لعلماء الوراثة من أجل ترجمة هذه البيانات إلى المرضى، بغية تعزيز ممارسة الطب الدقيق بدولة قطر.
الدكتور إدوارد ستونكل
الدكتور عمر البغا
لهذه الغاية، تقدم كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، برامج الماجستير والدكتوراه في علم الجينوم والطب الدقيق، وهي برامج مفتوحة للحاصلين على البكالوريوس والدراسات العليا في علوم الصحة والحياة.
يتعلّم الطلاب من خلال هذه البرامج، كيف يمكن للجينوم التفاعل مع بيئتنا وتأثير ذلك على النتائج الخاصة بالمرضى. وهذا ما يساعدهم على فهم أسباب تفاعل أشخاص معينين دون آخرين بشكل مختلف مع العلاج نفسه، مع تبيانهم الأسباب التي قد تؤدي إلى نجاح العلاج لدى البعض وإخفاقه لدى البعض الآخر، ناهيك عن تحديد ماهية الأمراض التي قد يعاني منها البعض في مرحلة ما من حياتهم، وتحديد خطط العلاج المناسبة لهم في مراحل مبكرة.
ساهمت بحوث الجينوم المرتبطة بهشاشة العظام، في تطوير دواء أكثر فعالية وتقليل الآثار الجانبية مقارنة بالأدوية المستخدمة حاليًا
في هذا السياق، يقول الدكتور عمر البغا، كلية العلوم الصحية والحيوية، جامعة حمد بن خليفة:" قد تحدد بحوث الجينوم أهدافًا جديدة لتطوير علاجات معينة أو جعلها أكثر فعالية مع تقليل أضرار الآثار الجانبية. على سبيل المثال ساهمت بحوث الجينوم المرتبطة بهشاشة العظام، في تطوير دواء أكثر فعالية وتقليل الآثار الجانبية مقارنة بالأدوية المستخدمة حاليًا".
بالإضافة إلى ذلك، توفر برامج الطب الدقيق في جامعة حمد بن خليفة للطلاب تدريبات على أحدث التقنيات في علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية وتحليل البيانات الضخمة. ويقول الدكتور إدوارد ستونكل، عميد كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة:" تضمن برامجنا اكتساب طلابنا فهمًا شاملًا للبيانات الجينومية، بحيث يكونوا على دراية بالتأثيرات الأخلاقية والاجتماعية لدراستهم عند تخرجهم، وتمكينهم من توصيل هذه المعلومات إلى المستشارين والخبراء في علم الوراثة، وترجمة هذه البيانات إلى مصطلحات يومية، من أجل توسيع مدارك المرضى بهذا المجال".
هناك الكثير من فرص العمل في قطاعي الطب والبحوث للراغبين بدراسة البرامج المتعلقة بالطب الدقيق
ووفقًا للدكتور ستونكل، فإن فرص سوق العمل لخريجي الطبّ الدقيق وفيرة، مضيفًا: "هناك الكثير من فرص العمل في قطاعي الطب والبحوث للراغبين بدراسة البرامج المتعلقة بالطب الدقيق، حيث سيتمّكن هؤلاء من العمل في الصناعات الطبية الحيوية، والصناعات الدوائية، وأعتقد أن مستقبل سوق العمل في هذا المجال سيكون ممتازًا".
لا تقتصر الفائدة من علوم الجينوم في قطاع معين، بل تمتد لتشمل قطاعات أخرى في مجال الصحة ونمط الحياة وعلوم الرياضة. في هذا الإطار، يقول الدكتور عمر البغا:" تظهر البحوث الجينومية الحديثة أن الخلفية الجينومية لكل فرد تؤثر على كيفية ممارسته الرياضة، وقدرته على التحمّل، ونظامه الغذائي أيضًا، وما إلى ذلك. وهذا مجال آخر يمكن لخريجينا اغتنام الفرصة للعمل به".
تظهر البحوث الجينومية الحديثة أن الخلفية الجينومية لكل فرد تؤثر على كيفية ممارسته الرياضة، وقدرته على التحمّل، ونظامه الغذائي أيضًا، وما إلى ذلك
يعدّ علم الرياضة القائم على التمرينات مجالًا مثاليًا لاستخدام البيانات الجينومية في الطب الدقيق. ففيما يركزّ الطب الرياضي بشكل أساسي على إعادة التأهيل والتعافي من الإصابات، تساعد البيانات الجينية على فهم سبب استعداد بعض الأشخاص ليكونوا أكثر عرضة للإصابات الشديدة مقارنة بغيرهم، والتنبؤ بمسار العلاج والتعافي".
ومع تزايد أهمية الطبق الدقيق في عالم الرعاية الصحية، تظهر الحاجة إلى تعزيز ثقافة العاملين في مجال الرعاية الصحية. لهذه الغاية، تعمل جامعة حمد بن خليفة بالتعاون مع وزارة الصحة العامة في دولة قطر لضمان توفير هذه الثقافة من خلال برامج التطوير المهني التي تنظم بشكل مكثف وفي فترة قصيرة، من أجل توفير فهم شامل لبيانات الجينوم والطبّ الدقيق للعاملين في المجال الطبي.
مصدر الصورة: HQuality، عبر موقع Shutterstock
في نقاشات حيال التحديات التي قد يواجهها العاملون في مجال الطب الدقيق سواء من حيث التكلفة، أو الحفاظ على خصوصية المرضى، وبناء القدرات. يرى الدكتور إدوارد ستونكل أن بناء مجتمع قائم على معرفة فوائد الطب الدقيق، يتطلب إدراج هذا المجال في البرامج التعليمية من صف الروضة إلى الصف الثاني عشر، خاتمًا:" من المهمّ توفير هذه المعرفة لجيل الشباب لأنهم قادة المستقبل، وهم القادرين على نقل هذه المعرفة إلى عائلاتهم. نحتاج إلى تنمية فضولهم واهتماماتهم بهذا النوع من العلوم ومستقبله".