للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
محمد راشد المطوي، خريج جامعة كارنيجي ميلون في قطر، ينتج مطهرات طبية ومعقمات للأيدي في مصنع للعطور
في الأسبوع الأخير من شهر فبراير، كان محمد راشد المطوي، البالغ من العمر 26 عامًا، وهو مؤسّس ومدير عام مصنع برفيوم فاكتوري، والذي عاد لتوه من دولة الكويت الشقيقة، يعمل بجد واجتهاد للتصدي للأزمة العالمية التي باتت تتصاعد يومًا بعد يوم: جائحة كوفيد-19.
قبل سفره، سمع المطوي عن تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) في بلدان أخرى حول العالم، وما لم يكن يتوقعه هو السرعة التي سيصل بها هذا الفايروس إلى بلاده.
خريج جامعة كارنيجي ميلون في قطر يقول أن فريقه "فخور" بأنه يصنع منتجات ستساهم في الحفاظ على سلامة الأفراد وصحتهم.
قام محمد المطوي بتحويل مسار أعماله للتصدي لـكوفيد-19، وإنتاج مطهرات طبية ومعقمات لليدين.
يقول خريج جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، أن موظفيه يتذكرون تعابير وجهه الهادئة، وكيف أنه لا يظهر غالبًا أيًا من أفكاره أو مشاعره، لكن تصرفاته عكس ذلك، فقد كان يكافح من أجل فهم ما يحدث حوله، في حين كان يتأمل إلى أي مدى سيصل في عمله، وما إذا كانت رحلته ستنتهي بشكل مفاجئ. بداية الرحلة
في عام 2017، كان المطوي حديث التخرج ويعمل بوظيفة بدوام كامل. ومع ذلك، فإن فطرته المغامرة وفطنته التجارية، وهي الصفات التي دفعته إلى دراسة إدارة الأعمال في الجامعة، جعلته تواقًا وراغبًا بتجربة شيء خارج عن المألوف، ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً فقد قاده البحث غير المجدي عن عطر محدد لم يجده في السوق المحلية إلى صناعة العطور.
وقال المطوي: "علمت أن العطارين المحليين يواجهون تحديات لفترة طويلة، فقد كانوا يستوردون المواد الخام السائلة ومزجها مع العطور المتوفرة لديهم لإنتاج عطورهم الخاصة، وهذه المواد الكيميائية، عند استيرادها من قبل الشركات الصغيرة، تكون مكلفة وباهظة الثمن وغالبًا ما تكون من موردين غير موثوق بهم. وبالتالي، تكون النتيجة أن المنتجات النهائية باهظة الثمن، ومتدنية الجودة في أغلب الأحيان".
أردت إنشاء شركة تزود العطارين في قطر بمواد خام سائلة منخفضة التكلفة وذات جودة أعلى، بالإضافة إلى إنتاج منتجات نهائية
وتابع المطوي: "حينها، علمت فورًا ما أردت القيام به، وهو إنشاء شركة تزود العطارين في قطر بمواد خام سائلة منخفصة التكلفة وبجودة أعلى، بالإضافة إلى إنتاج منتجات نهائية". تطوير النشاط التجاري
أسس المطوي أول مصنع للعطور في البلاد في عام 2017، وعلى مدى العامين التاليين، وبالرغم من أنه كان لديه العديد من النجاحات والإخفاقات في عمله، والتي شبهها بالرسم الكهربائي للقلب، إلا أن نشاطه التجاري نما بشكل كبير.
في النصف الثاني من عام 2019 وأوائل عام 2020، كانت الأمور أكثر سلاسة وبالصورة التي أرادها أن تكون عليها. فقد احتضنت السوق المحلية مبادرته؛ كما عرض منتجاته في معرض عطور رئيسي في دولة قطر، وكان راعيًا لمعرض آخر. وبالإضافة إلى ذلك، فقد نظم حملة ترويجية في كل من روسيا والكويت، وبدأ محادثات مع السفارة الأمريكية للترويج لمنتجاته في الولايات المتحدة، وكان في مناقشات مع تجار التجزئة في أمريكا الجنوبية، وكل ذلك بينما كان ملتزم بعمله بدوام كامل. __تقييم الاحتياجات __
يتذكر المطوي مشاعرة في الأسبوع الأول من مارس 2020، في الوقت الذي أصبح تفشي فيروس "كوفيد-19 أمرًا مؤكدًا، ويقول: "جميع الشركات تمر باضطرابات متكررة، لكن شعوري في تلك اللحظة كما لو أنني إنتقلت إلى مكان جديد تمامًا".
تابع المطوي: "عندما عدت إلى قطر بعد رحلتي إلى دولة الكويت في فبراير الماضي، أدركت أنه سيتعين علي التكيف مع الوضع الحالي، وبعد أيام قليلة من التفكير والتأمل الذاتي، راودتني مرة أخرى نفس المشاعر التي دفعتني لإنشاء المصنع في عام 2017، وحينها أردت أن أفعل شيئًا من شأنه أن يساعد جميع من يعيش على أرض قطر بشكل مباشر".
راودتني مرة أخرى نفس المشاعر التي دفعتني لإنشاء المصنع في عام 2017، وحينها أردت أن أفعل شيئًا من شأنه أن يساعد جميع من يعيش على أرض قطر بشكل مباشر
لبضعة أيام، كان المطوي غارقًا بالتفكير في إيجابيات وسلبيات العديد من المشاريع الأخرى التي يمكنه العمل عليها، ولكنه لم يصل إلى نتيجة واضحة، إلا أنه أُلهم بفكرته الجديدة خلال محادثة جمعته صدفةً مع صاحب مصنع محلي يقوم بمعالجة المواد الكيميائية.
ويقول المطوي: "أدركت أن تركيبة المطهرات ومعقمات الأيدي تحتوي على أكثر من 90 بالمائة من نفس المواد الخام التي تُصنع منها العطور. وبالنظر إلى أنها إحدى الوسائل التي يتم استخدامها للمساعدة في الحد من تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19"، فأول ما فكرت به حينها أن هذه هي الطريقة المثالية التي يمكنني من خلالها المساهمة في دعم مجتمعي".
تحوّل المسار
كان محمد المطوي يعلم أن هناك طلب متزايد على المعقمات ذات الاستخدام الشخصي، لكنه أراد قبل أن يخطو خطوة جديدة ويصنع بخاخات مطهرة ومعقمة لليدين أن يتأكد ما إذا سيكون عليهم طلب في السوق المحلي.
ويقول: يقول: "لطالما كنت مجازفًا، لكن السنوات التي قضيتها في جامعة كارنيجي ميلون في قطر علمتني أنه يجب علي أن تكون خطواتي مدروسة، ولكي تنجح خططي المبدئية، كان عليّ دراسة كافة الاحتمالات الموجودة في السوق، والخروج بفكرة جيدة وأكثر إبداعًا".
لكي تنجح خططي المبدئية، كان عليّ دراسة كافة الاحتمالات الموجودة في السوق
ومن الخطوات التي قام بها المطوي، طلب من فريقه تصميم صورة لمعقمات اليدين ونشرها على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي غضون ساعات قليلة، تلقى المطوي عشرات الاستفسارات حول منتجاته المقترحة، وبالتالي، من الواضح أنه كان هناك سوق لها.
في أقل من شهر، أعد المطوي وفريقه مجموعة كاملة من المعقمات ذات الاستخدام الشخصي، بدءًا من المطهرات السائلة والمطهرات المعطرة، إلى البخاخات المطهرة للأثاث والإلكترونيات. تقدير الفرص الجديدة
اليوم، تتوفر هذه المعقمات بأحجام وأنواع مختلفة، منها في زجاجات، وعلب، وبخاخات، وعبوات كبيرة الحجم داخل الصيدليات والأسواق في جميع أنحاء قطر.
بينما يروي المطوي تجربته في الأسابيع القليلة الماضية التي قضاها بالتخطيط إلى وجهة معينة، يجد نفسه يصل إلى وجهة أخرى. ويشرح قائلاً: "كانت هناك تحديات، اضطررت بين عشية وضحاها، إلى التكيف والعمل في سوق جديدة بالكامل، والتعامل مع عملاء مختلفين، وحتى وتيرة إنتاج سريعة، حيث أن المنتجات التي يتم تصنيعها بحجم الغالون أيضًا يتم بيعها بالسرعة التي تُصنع بها".
يشير المطوي إلى أن تحوّل مسار عمله ترتب عليه إعادة مواءمة الأعمال مع علامة جديدة، والتعامل مع عملاء مختلفين، وتغيير عملية الإنتاج، لكنه في نفس الوقت جلب له شعورًا بالرضا.
وأضاف المطوي: "عندما تم تعبئة الدفعة الأولى من المعقمات، كان فريقي بأكمله مسرورًا - كنا نفخر بأن منتجاتنا ستساهم في الحفاظ على سلامة الأفراد وصحتهم إلى جانب الإجراءات الاحترازية وتدابير السلامة الأخرى المتبعة".
واختتم قائلًا: "إن الشعور بالرضا يختلف عما كان عليه قبل ثلاث سنوات، فهو يأتي بعد ليالٍ من دون راحة، والمضي قدمًا دون توقف، وعبورًا لمسارات مختلفة، وتقديرًا للفرص الجديدة".