للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
اثنتان من الأمهات الجدد تتحدثان عن مشاعر القلق والتوتر المحيطة بالولادة في ظل انتشار وباء عالمي
مصدر الصورة: Africa Studio، عبر موقع Shutterstockاثنتان من الأمهات الجدد تتحدثان عن مشاعر القلق والتوتر المحيطة بالولادة في ظل انتشار وباء عالمي
بينما لا يزال العالم يعيش حالة من الاضطراب وعدم اليقين نتيجة أزمة جائحة (كوفيد-19)، تواجه النساء الحوامل تحديًا من نوع آخر وربما واحدة من أكبر مشاكل الصحة النفسية.
تُشكل المفاجآت والتحديات جزءًا طبيعيًا من رحلة كل أم خلال فترة الحمل والولادة، لكن مواجهة القيود التي تفرضها ظروف انتشار الوباء هي أمر لم يضعنه في الحسبان. يسلط اليوم العالمي للصحة النفسية للأمهات - الذي يقام في السادس من مايو- الضوء على صراع الأم قبل الولادة وبعدها. وفي هذا العام تحديدًا، اتسع نطاق تلك الصراعات النفسية في ظل ظروف الأزمة الحالية.
مها العاكوم
الدكتورة فيليس وات
لا تواجه تلك الفئة من النساء فقط نقص المعلومات حول تأثير وباء (كوفيد-19) على النساء الحوامل، بل أيضًا طبيعة الفيروس المعدية التي تعرضهن للخطر في كل زيارة للطبيب.
إن القلق حيال التغييرات المحتملة لخطط الولادة، والسماح بحضور عدد قليل من أفراد العائلة أثناء الولادة، ومشاعر التوتر بشكل عام أصبحت جميعها جزءًا لا يتجزأ من التجربة التي تخضع لها النساء اللاتي يستعدّن للولادة في كافة أنحاء العالم.
لم يعد بإمكاني التخطيط لليوم التالي أو للأسبوع المقبل، ناهيك عن ما تبقى من فترة حملي وولادتي
تقول مها العاكوم، وهي أم حامل بطفلها الأول، والتي تخطط لولادة طفلها في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، بأن كل تلك الأحداث غير المتوقعة المصاحبة لفترة حملها شكلت عبئًا كبيرًا عليها، ووصفت نفسها بالشخص الذي يخطط بدقة قائلة: "عندما بدأت تلك الأزمة، وجدت نفسي في موقف صعب للغاية. لم يعد بإمكاني التخطيط لليوم التالي أو للأسبوع المقبل، ناهيك عن ما تبقى من فترة حملي وولادتي".
ومع النصائح التي حاوطتها من كافة الإتجاهات بملازمة المنزل، وممارسة العمل عن بعد، ومع إغلاق مراكز التسوق والمحال التجارية على وجه السرعة، واجهت العاكوم الكثير من التحديات في ما يتعلق بالإستعداد لولادة طفلها ولتلبية احتياجاتها ما بعد الولادة. ومع ذلك، كان التحدي الأصعب على الإطلاق هو عدم قدرتها على الإختلاط بعائلتها أو والديها لفترات طويلة. فقد تم تشخيصها بالإصابة بسكر الحمل في بداية حملها، وهو ما تطلّب منها اتخاذ كافة إجراءات الحذر.
أعتقد أنه من الضروري لكل الأمهات الحوامل أو من أنجبن مؤخرًا أن يبقين على اتصال دائم مع الأصدقاء والعائلة
قالت العاكوم: "لقد كان وقتًا عصيبًا بالنسبة لي، خاصةً مع تشخيصي بحمل عالي الخطورة وضرورة تقليل عدد زياراتي للطبيب، لم يكن بالأمر الهيّن. فإن ظهور أية عرض عادة ما يكون مدعاة للقلق، وعدم مقدرتي على الذهاب للطبيب جعلت الأمر أكثر صعوبة. ولكنني ممتنة رغم ذلك لكل التدابير التي تم اتخاذها وأدرك تمامًا أنها من أجل سلامتي وسلامة طفلي. وقد ساعدتني أيضًا إمكانية تواصلي عن بعد مع الأطباء الذين يتابعون حالتي لإجراء الفحوصات ولملاحظة أية تغيرات غير متوقعة في حملي".
لقد كان التعامل مع الموقف صعبًا بالنسبة للعاكوم، ولكنها تحافظ على معنوياتها من خلال التواصل الدائم مع أحبائها عن بعد، ومن خلال الحد من كم المعلومات الذي تتلقاه يوميًا عن أزمة الوباء. كما أنها تقوم بممارسة الهوايات لشغل وقتها وللتخفيف من حدة قلقها.
كذلك هو الحال أيضًا بالنسبة لآربي أبو حانيان، التي وضعت مولودها في أواخر شهر ديسمبر 2019، حيث كانت تجربة ما بعد ولادتها خلال ظروف انتشار الوباء فريدة من نوعها. فكونها أصبحت أماً للمرة الأولى، وجدت أنه من الضروري أن نتمسك بإيجابيتنا وأن نتفهم حقيقة أن الأزمات قد تحدث، وتقول في هذا السياق: "خلال تلك الأوقات المتقلبة، من الضروري أن نثق أنها مرحلة ستنتهي وأن نركز على الإيجابيات".
رغم أن القلق هو رد فعل طبيعي في المواقف الصعبة أو المرهقة أو المهددة، إلا أن هناك بعض الخطوات الأساسية التي يمكننا القيام بها جميعاً للحفاظ على صحتنا العقلية والبدنية خلال هذه الجائحة
وقد نصحها الأطباء بالبقاء في المنزل قدر الإمكان من أجل سلامتها وسلامة طفلها، وتشرح قائلة: "أقوم بممارسة عملي من المنزل، وهو الأمر الذي يحد من مشاعر القلق وأية مشاعر سلبية قد تنتج عن ملازمة المنزل مع طفلي حديث الولادة. وكذلك أقوم بممارسة الرياضة باستمرار، حيث تساعدني حقًا في الحفاظ على صحتي النفسية. فالخروج في نزهة، حتى وإن كنت وحدي والحفاظ على مسافة بيني وبين الآخرين يساعدني كثيرًا. ولمجرد أننا ملتزمون بالبقاء في المنزل، فهذا لا يعني أنه لا يمكننا التواصل مع أحبائنا عن بعد. وأعتقد أنه من الضروري لكل الأمهات الحوامل أو من أنجبن مؤخرًا أن يبقين على اتصال دائم مع الأصدقاء والعائلة".
آربي أبو حانيان
أضافت جائحة (كوفيد -19) مزيدًا من التحديات ومشاعر القلق لدى الأمهات الجدد والنساء الحوامل. مصدر الصورة: Africa Studio، عبر موقع Shutterstock
وتقول الدكتورة فيليس وات، رئيسة قسم الطب النفسي للبالغين والصحة النفسية للمرأة في سدرة للطب: " تتسم فترة الحمل و فترة ما بعد الولادة بأنها فترة مؤججة للعواطف، و قد لاحظنا زيادة الشعور بالقلق بين العديد من السيدات الحوامل ومن هن في مرحلة ما بعد الولادة وأسرهن مع انتشار جائحة كوفيد-19. و رغم أن القلق هو رد فعل طبيعي في المواقف الصعبة أو المرهقة أو المهددة، إلا أن هناك بعض الخطوات الأساسية التي يمكننا القيام بها جميعاً للحفاظ على صحتنا العقلية والبدنية خلال هذه الجائحة".
وتتابع: "إلى جانب غسل اليدين بالشكل الصحيح وتطبيق التباعد الاجتماعي والجسدي، من المهم أن تحصل النساء الحوامل أو اللواتي أنجبن حديثاً على قسط كافٍ من النوم، و أن يتناولن طعاماً جيداً و يمارسن الرياضة بانتظام. و يُعتبر دعم أفراد الأسرة أمراً بالغ الأهمية خلال هذا الوقت".