للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
المجموعة المعنية بوبائيات الأمراض المعدية في كلية وايل كورنيل للطب – قطر
بينما يحتفل العالم باليوم العالمي لالتهاب الكبد، تواصل وايل كورنيل للطب – قطر، والتي تضم أول مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية في مجال تحليل وبائيات الأمراض المعدية، جهودها لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي
تسعى المجموعة المعنية بوبائيات الأمراض المعدية، وهي مجموعة من الخبراء المختصين ضمن إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر، لجعل المنطقة أكثر استعدادًا في مواجهة الأضرار والخسائر التي قد تسببها الأمراض المعدية، ومنها التهاب الكبد الوبائي.
وقد تم اعتماد المجموعة التابعة لكلية وايل كورنيل للطب – قطر من قبل منظمة الصحة العالمية باعتبارها مركزًا متعاونًا لتحليل وبائيات الأمراض المعدية. وتعدّ هذه المجموعة الأولى من نوعها في منطقة شرق المتوسط، والتي تضم 22 دولة ويبلغ تعدادها السكاني حوالي 583 مليون نسمة.
يُعتبر التهاب الكبدي الفيروسي السبب الرئيسي الخامس للوفاة في منطقة شرق المتوسط. مصدر الصورة: Tashatuvango، عبر موقع Shutterstock
يُعتبر هذا الاعتماد الذي حصلت عليه مجموعة وبائيات الأمراض المعدية، والتي تأسست منذ أكثر من عقد إنجازًا رائدًا. وقد أجرت منذ ذلك الحين أكثر من 100 دراسة حول وبائيات التهاب الكبد الفيروسي، وفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، والأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجسدي في المنطقة.
يقود الدكتور ليث أبو رداد، أستاذ الوبائيات والأمراض المعدية في كلية وايل كورنيل للطب – قطر، هذه الجهود، وقد ساهمت هذه الدراسات التي حظيت بدعم الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو مؤسسة قطر، في تعزيز الفهم بوبائيات هذه الأمراض، وشكّلت مرتكزًا لمنظمة الصحة العالمية في صياغة سياستها الصحية العامة وبرامجها المخصصة للمنطقة في هذا المجال.
قال الدكتور أبو رداد: "إن حصول مجموعة وبائيات الأمراض المعدية على وضع مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية هو ثمرة عمل دؤوب وجهد متواصل قامت به المجموعة على مدى سنوات العقد الماضي".
إن التحدي الأكبر الذي ينطوي عليه الالتهاب الكبدي الفيروسي هو أن معظم الأفراد الذين يصابون به لا يعرفون أنهم أُصيبوا به، مما يعزز من احتمالية نقلهم العدوى لآخرين دون أن يدركوا ذلك
يضيف: " يتيح لنا هذا الاعتماد بأن نصبح شركاء رسميًا في شبكة تعاونية دولية تقوم بدعم مهمة وبرامج الصحة العامة لمنظمة الصحة العالمية، ما يساعدنا على إحداث أثر ملموس وحقيقي في جهود المنطقة لمكافحة الأمراض المعدية".
يهدف المركز على المدى الزمني القصير إلى تركيزه جهوده على مكافحة التهاب الكبد الفيروسي وفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" والأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجسدي. يسبب التهاب الكبد الفيروسي الذي يُعرف بـ"القاتل الصامت"، مرض التهاب الكبد، ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل سرطان الكبد وتليفها. ويمثل هذا المرض عبئًا كبيرًا على الصحة العامة، ويُعتبر أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، وهي حقيقة يتم تسليط الضوء عليها في اليوم العالمي لالتهاب الكبد الذي يوافق 28 يوليو من كل عام. ويُعتبر أيضًا السبب الرئيسي الخامس للوفاة في منطقة شرق المتوسط التي تتأثر بالتهاب الكبد أكثر مما تتأثر أي منطقة أخرى في العالم.
وفي ظل توفر العلاجات الفعالة مؤخرًا، تهدف الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية إلى القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030. وتهدف مجموعة وبائيات الأمراض المعدية إلى مساعدتها في تحقيق هذا الهدف.
سوف نضطلع بدور فاعل في دعم منظمة الصحة العالمية في تحقيق رؤيتها لعالم خالٍ من التهاب الكبد 2030
أوضح أبو رداد: "إن التحدي الأكبر الذي ينطوي عليه الالتهاب الكبدي الفيروسي هو أن معظم الأفراد الذين يصابون به لا يعرفون أنهم أُصيبوا به، مما يعزز من احتمالية نقلهم العدوى لآخرين دون أن يدركوا ذلك"، مشيرًا:" إن الخطوة الأولى لتقليل انتشاره هي اكتشاف الحاملين للمرض. فعلى مدى السنوات العشرة الماضية، كنا نقوم برسم خرائط العدوى في بلدان مختلفة وصولًا للفهم الشامل لالتهاب الكبد الفيروسي في المنطقة، وتقييم الاختلاف الجغرافي في معدلات الانتشار ومتطلبات العلاج. ويتم الاستعانة بهذه النتائج فيما بعد لتحديد أولويات إجراء الفحوص والاختبارات في المناطق الأشد تضررًا لصياغة برامج التدخل الموضعي".
تابع الدكتور أبو رداد: "بما أن إقليم شرق المتوسط هو المنطقة الأكثر تضررًا، فلا شك أننا أمام مهمة ضخمة، ولكننا واثقون أننا سوف نضطلع بدور فاعل في دعم منظمة الصحة العالمية في تحقيق رؤيتها لعالم خالٍ من التهاب الكبد 2030. أما على المدى الزمني الطويل، فيهدف المركز لأن يكون مرجعًا علميًا لصانعي السياسات في المنطقة بما يضمن أن تكون سياسات وبرامج الصحة العامة قائمة على قواعد علمية صارمة. وأوضح الدكتور أبو رداد أن "هذه المنطقة تمر بتحول ديمغرافي كبير وأوضاع اقتصادية صعبة".
أضاف:" إن سكان المنطقة يشيخون بوتيرة سريعة، مما يعني زيادة الحاجة للرعاية الصحية وتزايد متطلبات الصحة العامة. لسوء الحظ، فإن العديد من الحكومات غير مستعدة لمواجهة هذه التحديات المتنامية. هدفنا على المدى الطويل هو أن نكون مركزًا رائدًا في منطقتنا، وأن نعمل مع الحكومات للمساعدة في صياغة سياسات وبرامج الصحة العامة المستندة إلى الأدلة العلمية والتكلفة المعقولة وتحليلات التأثيرات الاقتصادية".
إن طلابنا هم محور كل ما نؤديه من أعمال، وهذا المركز سوف يتيح لهم فرصًا إضافية للعمل على بعض القضايا الملحة في مجال الصحة العامة عالميًا
يتيح هذا المركز أيضًا للطلاب فرصًا واعدة للمشاركة في المشاريع البحثية الهادفة والقائمة على الممارسة، بل وربما حتى مشاركة منظمة الصحة العالمية في تنفيذ بعض برامجها.
ختم الدكتور أبو رداد:"إن طلابنا هم محور كل ما نؤديه من أعمال، وهذا المركز سوف يتيح لهم فرصًا إضافية للعمل على بعض القضايا الملحة في مجال الصحة العامة عالميًا. يمثل هذا الاعتماد أهمية كبرى بالنسبة لنا في الجامعة، لأننا نعتقد أن دورنا لا يقتصر على إنتاج المعرفة العلمية وحسب وإنما يمتد لرعاية جيل الغد، ومنهم الباحثون الذين يعملون لما فيه منفعة لدولة قطر والمنطقة بأسرها".
الدكتور ليث أبو رداد، أستاذ الوبائيات والأمراض المعدية في كلية وايل كورنيل للطب – قطر.
بدوره، قال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، "إن المراكز المتعاونة مثل مجموعة وبائيات الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب – قطر هم شركاؤنا الأساسيون في جهودنا لتحقيق رؤيتنا للمنطقة رؤية 2023 والتي تتبنى هدف الصحة للجميع وبمشاركة الجميع".
أضاف: "أود أن أشيد بالدعم السياسي رفيع المستوى الذي توفره دولة قطر وقيادة مؤسسة قطر التي تتميز برؤية بعيدة المدى ووزارة الصحة العامة، والتي يعود إليها الفضل في إطلاق هذه الشراكات وتحقيق هذه الاستثمارات الاستراتيجية التي تفيد الصحة العالمية".