للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
الفائز بالنسخة الحادية عشر من نجوم العلوم والحاصل على لقب أفضل مخترع في العالم العربي.
عندما قرر يوسف العزوزي السفر إلى خارج وطنه، للبحث عن مستثمرين لدعم ابتكاره الطبي الذي يعمل عليه، لم يكن يعلم أن ذهابه إلى أقصى الغرب سيعيده إلى العالم العربي وبالتالي، نجوم العلوم.
حاز الطبيب المغربي البالغ من العمر 27 عامًا، على لقب أفضل مخترع في العالم العربي، حيث استحوذ على النسبة الأكبر من أصوات الجمهور ولجنة التحكيم، في الموسم الحادي عشر من برنامج نجوم العلوم عن ابتكاره لدعامة لتعديل تدفق الدم.
ويقول العزوزي: "في البداية، ذهبت إلى كاليفورنيا، وقابلت بعض المستثمرين المحتملين، إلى أن التقيت بأحد زملائي وأخبرني عن نجوم العلوم، الذي يعد أحد البرامج الرائدة التي تدعم المبتكرين العرب. وفي ذلك الوقت، لم يمكن لدي أي فكرة عن وجود هذا النوع من برامج تلفزيون الواقع، وعندما عدت للمنزل، بحثت عن البرنامج وأطلعت على بعض الحلقات من المواسم السابقة، وبعدها قررت أن أرسل طلب الالتحاق والمشاركة فيه، وفي أقل من أسبوع قمت بإرسال كافة المستندات المطلوبة عبر الإنترنت".
يشرفني أن أكون أول مغربي يحصل على المركز الأول في البرنامج، ورحلتي لن تتوقف هنا
ويصف يوسف شعوره بالفوز، قائلًا: "حصولي على لقب مخترع العرب، ما هو إلا الخطوة الأولى لتحقيق حُلمي، والحلم قوة، بإمكانه أن يشعل حماسك ويزيد قدراتك، والقادم أفضل". وتابع: "يشرفني أن أكون أول مغربي يحصل على المركز الأول، ومشواري لن يتوقف هنا فحسب، بل سأسعى لأن أوصل هذه الأمانة، وتطبيق المشروع على أرض الواقع وإثبات نجاحه، والذي آمل من خلاله أن أحدث تأثيرًا في المجال الطبي وطرق علاج مرضى القلب".
لم يتخل يوسف يومًا عن هذا الحلم الذي كان يراوده منذ طفولته، والذي تحقق باجتهاده وتكريسه للكثير من الوقت، فقبل التحاقه بالبرنامج، توقف يوسف عن ممارسة مهنته في الطب لمدة عام ونصف ليحظى بالوقت الكافي للتركيز والعمل على تطوير فكرته، التي يهدف من خلالها إلى إحداث تأثير كبير في حياة الناس والبشرية.
المنافسة مع بقية المشاركين في البرنامج لم تكن سهلة على الإطلاق، لكن ما هو أهم من الجائزة، تلك المعارف التي اكتسبتها خلال البرنامج
وحول مشاركته في البرنامج، يقول الطبيب يوسف: "خلال مشاركتي في نجوم العلوم، سنحت لي الفرصة بلقاء أشخاص من مختلف المجالات، وأن أعمل مع خبراء في شتى التخصصات سواء في مجال التجارة، والهندسة الميكانيكية، وهندسة المواد، وكذلك مع أطباء، وجراحين، وقد استفدت من علمهم وخبرتهم". وتابع: "المنافسة مع بقية المشاركين في البرنامج لم تكن سهلة على الإطلاق، لكن بصراحة، ما هو أهم من الجائزة، تلك المعارف التي اكتسبتها خلال البرنامج، فالآن لدي أخوة من مختلف دول الوطن العربي".
واستطرد يوسف قائلًا: "خلال هذه التجربة، مررت بالعديد من اللحظات الصعبة والتحديات، إلا أنني لم أستسلم، فأنا بطبيعتي لا أقبل بالفشل، وعلى الرغم أنني قد اجتزت سابقًا مراحل كثيرة في تنفيذ الفكرة، إلا أنني من خلال البرنامج وصلت لمرحلة مهمة، فقد قمنا بتطوير المشروع من محاكاة رقمية إلى منتج ملموس يمكن تجربته، وهذا الأمر، خطوة لا يمكن الاستهانة بها".
طوال رحلته الابتكارية، حصل العزوزي على الدعم الكامل من أسرته، التي أعربت عن فخرها بفوزه في نجوم العلوم.
وفي الحلقة الأخيرة، لم يستطع يوسف إخفاء مشاعره وفرحته العارمة، عندما شاهد مقطع فيديو أعده فريق برنامج نجوم العلوم عن تجربته في البرنامج، قائلًا: "لم أختبر مثل هذه اللحظة في حياتي من قبل، لأول مرة تفيض مشاعري بهذا الشكل، إن سماع ما قاله والديّ في مقطع الفيديو المصور أشعرني بسعادة غامرة، كون عائلتي أول من يدعمني ويشاركني إنجازي، وأول من آمن باختراعي بقدر إيماني به، إن هذا الموقف جعلني لا أتمالك نفسي فدمعت عيناي!" واختتم قائلًا: "كنت ألقى التشجيع من والديّ منذ الصغر، وهذا له تأثير كبير على شخصيتي وهو السبب الرئيسي لنجاحي اليوم".
خلف جميع خطوات يوسف الأولى، داعم كبير وهو والده الدكتور مصطفى العزوزي، أستاذ في جراحة الدماغ والأعصاب، والذي عبّر عن فخره واعتزازه بفوز ابنه وحصوله على لقب مخترع العرب: "شعوري بالسعادة والفخر لا يوصف، فاليوم، رأيت حصاد ثمار السنوات التي مضت في التعليم والتربية، فهذه النتيجة لم تحدث بمحض الصدفة، بل بأمل التفوق والمواظبة على الدراسة والاجتهاد والسعي إلى التميز".
اختراع يوسف العزوزي لدعامة لتعديل تدفق الدم، جعله الفائز بالموسم الحادي عشر من البرنامج التلفزيوني المعني بالابتكار "نجوم العلوم" التابع لمؤسسة قطر.
وتابع: "أرى أنه سيكون ليوسف مستقبل كبير في ميدان العلم، ونحن كأمة عربية نحتاج لأمثال هؤلاء العلماء، وأود أن أغتم الفرصة بأن أشكر مؤسسة قطر على دعمها للشباب وأفكارهم، والتي ساهمت بتخريج هذه العقول المميزة وفتحت لها الأبواب لإطلاق قدراتها، وآمل أن تحذو كل دولة عربية حذو هذه المؤسسة، والتي أفتخر بها كعربي، وبرنامج نجوم العلوم هو نهاية البداية، ولايزال الطريق أمام يوسف طويل".
لطالما كنتُ فخورة به، فقد كان دائمًا واثق من نفسه ومثابر في عمله، وكان مصممًا على العمل على هذا المشروع
وكما يقال إن وراء كل رجل عظيم امرأة، فماذا إذا كانت اثنتان، الأولى أم محبة ربت وعلمت ولدها منذ الصغر وتعبت لينجح ويتفوق بدراسته، والثانية زوجة مساندة تهيء له سبل النجاح وتعينه على ذلك، بهذه المناسبة قالت السيدة ألاء هوبكنز، والدة يوسف: "سعيدة جدًا بالإنجاز الذي حققه يوسف، ويمكنني تخمين الفرحة والأمل اللذان سيشعر بهما ملايين الأشخاص الذين يعانون من مرض القلب ويحتاجون لهذا النوع من العلاج".
وتابعت: "لطالما كنتُ فخورة به، فقد كان دائمًا واثق من نفسه ومثابر في عمله، بغض النظر عن عدد المرات التي أراد فيها والده أن يعمل في نفس تخصصه، إلا أنه كان مصممًا على هذا المشروع. كما أشعر أن البرنامج أضاف الكثير ليوسف ولزملائه المشاركين، وأنا فخورة جدًا لوجود برنامج كنجوم العلوم في هذا الجزء من العالم".
واختتمت قائلًة: "كوني أعمل أيضًا في المجال الطبي، وكوني أمُ تشعر باحتياجات وطموح ابنها، أدركت أن على دعمه، فهو لديه فكرة رائعة! ويمكن أن تكون حلًا بديلًا لحياة الكثير من الناس". وتابعت: "منذ أن أنهى يوسف دراسته في كلية الطب، كانت لديه أفكار رائعة يشاركها معنا، وكنت دائمًا أشعر بأنها ستتحقق يومًا ما".
وقالت آسيه الزيدوني، زوجة المبتكر يوسف العزوزي: "شعوري اليوم لا يوصف، وأبارك له هذه الإنجاز، وآمل أن يكون بداية خير له، يوسف شخص طموح ومجتهد، وأكثر ما يثير إعجابي فيه، هو أنه دائمًا متفائل، ومؤمن بأفكاره، ولا يتراجع أبدًا". وأضافت: "يستحق يوسف وبجدارة هذا الفوز، فقد كان يقضي ساعات طويلة ليلًا ونهارًا بالعمل على هذا المشروع، وعلى الرغم من أنه في بعض الأحيان كان غياب يوسف وانشغاله بالعمل وتكريس أغلب أوقاته للمشروع يؤثر على علاقاته مع من حوله، لكنه يحرص دائمًا على قضاء وقت كافي مع عائلته وأصدقاءه".
ويقول مهدي العزوزي، شقيق يوسف: "أنا فخور جدًا بشقيقي، وفوزه في البرنامج أظهر لي ما يمكننا القيام به عند الصبر والعمل الجاد، على الرغم من أنه كان لدي بعض الشكوك حول إمكانية وصول المشروع إلى هذه المرحلة، إلا أن يوسف أثبت لي أنني مخطئ، وأن كل شيء يمكن تحقيقه إذا كنا نؤمن به".
وتابع مهدي: "نحن كعائلة كنا سنسعد بأي نتيجة، لأن مجرد وصول شقيقي للنهائيات مدعاة للفخر، وعلى الرغم من أننا كعائلة كنا قلقين قليلاً لحظة إعلان النتيجة، إلا أننا حصلنا على نهاية سعيدة".
وأضاف مهدي: "برنامج نجوم العلوم هو برنامج فريد من نوعه، لقد شاهدت الكثير من البرامج التي تدعم رواد الأعمال والباحثين، لكن لا يوجد مثل هذا البرنامج على وجه الخصوص، فقد فوجئت حقًا بمعرفة أنه في دولة عربية، يوجد برنامج رائع لتشجيع رواد الأعمال العرب والباحثين على التقدم وتقديم أفكارهم، شكرًا لمؤسسة قطر على هذا الدعم الذي تقدمه. يوسف يستحق يوسف هذا الفوز، فقد كان يعمل لسنوات طويلة على هذا المشروع، حتى أنه في وقت ما مر بضائقة مالية للوصول لهذه اللحظة، وواجه تحديات عديدة لكنه تمكن من تجاوزها وتحقيق هذا الإنجاز".