إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
5 April 2020

كيف يعرقل وباء كورونا (كوفيد-19) مهمة المؤسسات الإخبارية؟

مشاركة

مصدر الصورة: J.J. Gouin، عبر موقع Shutterstock

دكتور في جامعة شريكة لمؤسسة قطر يوضح التغييرات التي يشهدها قطاع الأخبار حاليًا

أضاف العزل المنزلي بعدًا إضافيًا إلى الأهمية البالغة للصحافة على مستوى جمع الحقائق خاصة عندما يتعلق ذلك بالفضاء الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت، وفقًا للدكتور إبراهيم أبو شريف، الأستاذ المساعد في جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، والذي يُدرّس في برنامج الصحافة والاتصال الاستراتيجي.

أدّت التطورات العالمية إلى تغيير أشكال استهلاك المجتمعات للأخبار والمعلومات من أجل التكيف مع الحقائق الجديدة لانتشار المرض. يقول الدكتور أبو شريف: "يكشف الاستهلاك المتزايد للوسائط الإعلامية في المنزل عن نقاط الضعف التي تؤثر على الوسائط الرقمية، أي سهولة انتشار المعلومات الخاطئة، والأخبار التي تخدم أهداف معينة، والعلاجات الوهمية والتي قد تكون بعضها قاتلة.

لقد أصبحت الوسائط الرقمية جزءًا لا يتجزأ من نقل المعلومات الأساسية، كما أنها قد تساعدنا في الحفاظ على صحتنا في ظلّ انتشار هذا الوباء، ولكن يجب أيضًا تدريب مستهلكي الأخبار المتاحة عبر الإنترنت على كيفية التمييز بين المصادر الموثوقة وغير الموثوقة.

يقول الدكتور أبو شريف: "من المهم أن يتحقق مستهلكي الأخبار من تدفق المعلومات بغض النظر عمّا إذا كانت مثالية أم لا، ومن الأهم التقييم النقدي لمصادر المعلومات. بالنسبة للمبتدئين في هذا المجال، لا بدّ لهم من البحث عبر الإنترنت عن المصادر المزعومة والتي تقدم ادعاءات غير مألوفة وتجنبها، هناك مؤسسات إخبارية موثوقة ومسؤولة، محلية ودولية، ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد أكثر من المصادر غير المعروفة التي تنقل في كثير من الأحيان أخبار من نسج الخيال بعيدة عن الحقيقة".

على الأشخاص توخي الحذر وعدم إعادة التغريد أو مشاركة المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي ما لم يتم التحقق منها. إذا قاموا بذلك، فإنهم سيكونون مشاركين بعملية التضليل، وعندما يتعلق الأمر بالأزمات الصحية، فقد تكون المعلومات الكاذبة مميتة

الدكتور إبراهيم أبو شريف

يضيف الدكتور أبو شريف قائلاً:" على الأشخاص توخي الحذر وعدم إعادة التغريد أو مشاركة المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي ما لم يتم التحقق منها. إذا قاموا بذلك، فإنهم سيكونون مشاركين بعملية التضليل، وعندما يتعلق الأمر بالأزمات الصحية، فقد تكون المعلومات الكاذبة مميتة".

تابع: "الأمر ليس متروكًا للأفراد فقط للانخراط في ممارسات موثوقة لتبادل المعلومات، بل إنها مسؤولية لا بدّ وأن تتحلى بها الحكومات والمؤسسات الإخبارية في جميع أنحاء العالم. في إحدى المقالات الإخبارية قرأت أنه في كثير من دول العالم كانت الحكومات تُسكت العلماء، وتُضخّم نجاح جهود الاحتواء التي تبذلها هذه الدول، وتُشوّه سمعة التقارير الصحيحة. في مثل هذه الحالات، أين تقف الصحافة الأخلاقية، وما الثمن لذلك"؟.

يضيف الدكتور أبو الشريف: "أحد الالتزامات الأساسية للمؤسسات الإخبارية هو تحدي الحصول على البيانات والمعلومات، سواء كانت من السلطات المعنية أو من أي شخص آخر، لذا، إذا تم نقل معلومات مشكوك فيها أو خاطئة من قبل السلطة، فمن واجب الصحفيين أن يتعاملوا معها بطريقتين رئيسيتين: مواجهة السلطة وطلب الأدلة والتفاصيل؛ والأهم من ذلك، البحث عن خبراء في المجال نفسه لتقديم معلومات دقيقة عن موقف معين".

أحد الالتزامات الأساسية للمؤسسات الإخبارية هو تحدي الحصول على البيانات والمعلومات، سواء كانت من السلطات المعنية أو من أي شخص آخر

الدكتور إبراهيم أبو شريف

ويوضح:" إذا ادّعى أحد أصحاب القرار، على سبيل المثال، أن دواء معين هو علاج لمرض معدٍ، فمن الضروري أن يسعى الصحفيون للحصول على معلومات من الخبراء والأطباء في مجال الأمراض المعدية، ومن ثم التأكيد على آرائهم ووجهات نظرهم حول تلك البيانات".

في الوقت الذي أصبح فيه دور الصحافة ضروري أكثر من أي وقت مضى، يلجأ الناس إلى المؤسسات الإخبارية للحصول على معلومات مهمة، وعليه، فإن هذا القطاع يشهد تأثيرات بسبب الوباء، على سبيل المثال، تتراجع الإيرادات، تاركةً المجال في وضع اقتصادي لا يمكن التنبؤ به. لقد تعهد "فيسبوك" في إعلانه

مؤخرًا بتقديم 100 مليون دولار أمريكي كمساعدات مالية لدعم وسائل الإعلام المتضررة من وباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، بينما أعلن "تويتر" أنه سيتبرع بمليون دولار أمريكي بالتساوي بين منظمتين لتعزيز عملهم المتعلق بشكل خاص بدعم بالصحفيين الذين يقدمون تقارير حول (كوفيد-19).

مصدر الصورة: Ljubljana Slovenia، عبر موقع Shutterstock

يعتقد الدكتور أبو شريف أن هناك احتمالًا حقيقيًا أن تتضاءل تدفقات الإيرادات للمؤسسات الإخبارية التجارية الصغيرة والمتوسطة التي تهدف للربح حيث يعاني المعلنون من نقص الأعمال في فترة العزل الذاتي، وبما في ذلك قد يتراجع دور المنظمات الإخبارية التي تعمل في بعض الأقاليم. اختتم قائلاً:" مع ذلك، يجب إجراء تقييم جاد لتوزيع الأخبار والإيرادات الخاصة بها وتأثيراتها وضغوطاتها. بكل صراحة وفي لحظة الحقيقة، أوجدت الأزمة الحالية لتفشي جائحة كورونا (كوفيد-19) تحديات ليس فقط لوسائل الإعلام الإخبارية، بل كشفت كذلك عن نقاط ضعفهم".

قصص ذات صلة