للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
الرئيس التنفيذي لمؤتمر "وايز يشدد على أن الأنظمة التعليمية يجب أن تمنح الإنسان فرصة "التجربة والابتكار"، وذلك خلال قمة كونكورديا السنوية التي عُقدت في الولايات المتحدة
التكنولوجيا ليست "الحل السحري" الذي تتبعه المنظومة التعليمية العالمية من أجل التطوّر، وإنما من المهم إعطاء العنصر البشري فرصة الابتكار بالاعتماد على المبادرات الفردية. هذا ما عبّر عنه أحد القياديين التربويين في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، السيد ستافروس يانوكا، الرئيس التنفيذي لمؤتمر "وايز"، وذلك خلال مشاركته في قمة كونكورديا السنوية التي عُقدت في مدينة نيويورك، بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتُعد قمة كونكورديا إحدى أكبر المنتديات العالمية التي تجمع سنويًا قادة الفكر وصناع القرار من مختلف الدول والمؤسسات التجارية والمنظمات غير الربحية في آن معًا. وفي كلمته خلال القمة، وضّح السيد ستافروس يانوكا، أهمية دمج برامج التعليم في مختلف القطاعات بدلاً من العمل بشكل مستقل في حال كانت الدول تسعى إلى توفير تجربة تعليمية أفضل.
على مدار 25 عامًا، ابتكرت مؤسسة قطر منظومة تعليمية محلية تعتمد مناهج بعيدة عن أساليب التعليم التقليدية
وبصفتها شريك في أحد البرامج التابعة للقمّة، عقدت مؤسسة قطر حلقة نقاش حول بناء الاقتصاديات المرنة على أُسس التعليم والتكنولوجيا والتكامل، تناول خلالها يانوكا النتائج الرئيسية التي تضمنها تقرير بحثي أصدرته قمة "وايز" عن الأنظمة التعليمية، وطُرق استحداث أفكار جديدة مغايرة عن الطُرق التقليدية في التعليم.
وقال السيد ستافروس يانوكا: "على مدار 25 عامًا، ابتكرت مؤسسة قطر بيئة تعليمية تعتمد مناهج بعيدة عن أساليب التعليم التقليدية، حيث قامت بتوفير التعليم من مرحلة الروضة حتى الصف الثاني عشر، وتطورت لتشمل نظامًا تعليميًا فاعلًا للغاية يضم مكتبة قطر الوطنية ومراكز أبحاث وفروع لجامعات عالمية ومنشآت رياضية ومؤسسات فكرية وأخرى تُعنى بالابتكار مثل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا".
تكمن الفكرة من هذا النموذج في أهمية جمع كل الأجزاء معًا لتكُوّن منظومة واحدة، تفوق فعاليتها كل جزء على حدى
وأضاف: "تكمن الفكرة من هذا النموذج في أهمية جمع كل الأجزاء معًا لتكُوّن منظومة واحدة، تفوق فعاليتها كل جزء على حدى"، مبينًا أن تقرير "وايز" الذي تمت مناقشته في قمة كونكورديا قد كشف أن المنظومة التعليمية الفاعلة هي تلك تعتمد على " مشاركة قوية من القطاع الخاص والقطاع غير الربحي على مستوى التمويل والحوكمة، بالإضافة إلى وجود برامج متكاملة وشاملة تؤدي أدوار جديدة، بالإضافة إلى مؤسسات ومنظمات حديثة، تعمل على جمع الاختلافات في إطار واحد".
وتابع ستافروس يانوكا:" إذا كنا نرغب في تزويد التعليم الرسمي ببرامج فاعلة تشمل المتاحف والمكتبات والبرامج الرياضية، فإن مجرد تطوير برامج مستقلة ليس بالأمر الكافي". مضيفًا:" تؤدي التكنولوجيا دورًا مهمًا، لكنها لا تقدم حلًا سحريًا، لأن مهمتها تكمن في تمكين الناس من الوصول إلى البرامج والمعلومات. ولكن الأهم هو التطلع إلى التجربة والابتكار في الوقت المناسب، إلى جانب تصميم برامج وفقًا للمعلومات المتوفرة حول مدى فعاليتها".
وقد شارك في حلقة النقاش التي نظمتها مؤسسة قطر، كلّ من: سيلفيا كونستان رينديفو وزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جمهورية كولومبيا؛ وباباجيد سانو أولو، الحاكم التنفيذي لولاية لاغوس، نيجيريا؛ والدكتور كوستاس باكويانيس، عُمدة أثينا، اليونان. من جهته، قال الدكتور كوستاس باكويانيس:"التكنولوجيا ليست غاية - إنها وسيلة لتحقيق غاية، على الرغم من أن الكثير منّا يود التحدث عنها كما لو أنها شيء جديد ومبتكر، ففي الواقع هي ليست كذلك"، مضيفًا:" إنها تقوم بثلاثة مهام وهي: تعزيز الشفافية، تعزيز المساءلة، والتقرب من المواطنين. إن هدفنا هو جعل حياة الناس أسهل، ويمكننا القيام بذلك من خلال التكنولوجيا. لكن التكنولوجيا غير موجودة من أجل التكنولوجيا بحدّ ذاتها".
تحدث السيد يانوكا خلال الحلقة النقاشية عن الحاجة وضع برامج تعليمية تشمل مختلف القطاعات.
خلال القمة، استضافت "وايز" ثلاثة اجتماعات على الطاولة المستديرة ركزت فيها على دور إفريقيا في "ثورة التعليم العالمية"، وسدّ الفجوات بين التعليم وسوق العمل في أمريكا اللاتينية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة إساءة معاملة الأطفال.
وشهدت القمة أيضًا حضور سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. وتحدّث سعادته عن "إعادة النظر في دور الدول الصغيرة في السياسة الدولية"؛ كما تحدث سعادة حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، عن القوة التحويلية للرياضة: المونديال الأول في الشرق الأوسط.
وتعتبر كونكورديا منظمة غير ربحية تهدف إلى بناء شراكات بين القطاعين العام والخاص، ووضع حلول لأكثر احتياجات العالم إلحاحًا. منذ عام 2018، حصلت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على عضوية كونكورديا كأحد الرعاة.