إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
2 December 2020

استكشاف أفكار حول مستقبل المدارس في منتدى التعليم والتعلّم بمؤسسة قطر

مشاركة

يهدف الجزء الثاني من فعالية منتدى معهد التطوير التربوي إلى تقديم التوصيات لتعزيز استدامة المدارس في ظل جائحة كوفيد-19 وما بعدها

شهد الجزء الثاني من منتدى التعليم والتعلّم بمؤسسة قطر تسليط الضوء على التوصيات التي من شأنها أن تساهم في جعل المدارس أكثر استدامة، وذلك خلال فعالية افتراضية جمعت العاملين في المجال التربوي للنظر في الإجراءات التي يُمكنهم اتخاذها.

موضوع الهوية يشغل العالم بأسره، والتحديات تختلف بين المجتمعات

 سعادة الدكتور عبدالعزيز الحُر

عُقدت الفعالية الأولى للمنتدى الذي ينظمه معهد التطوير التربوي، عضو مؤسسة قطر، في شهر أكتوبر، وخلالها شارك الحضور في مناقشة موضوع "نحو تعليم مرن"، والتّعاون في معالجة السّؤال: كيف نجعل التّعلّم مستدامًا في خضم كوفيد-19، وما بعده؟

تم تصنيف التوصيات الجديدة تحت كلّ محور من المحاور الستة الأساسية، وهي التعليم والتعليم الشخصي؛ وبناء مجتمعات شاملة وميسرة، وتعزيز المجتمع والرفاهية الفردية؛ والمناهج الدراسية المحلية والدولية؛ وطرح المشكلات وحلّها؛ وإعادة التأمل في غايات التواصل. وتم الآن العمل على تحليل تلك التوصيات لتقييم كيفية تنفيذها داخل المدارس والمناهج الدراسية ومجالات تعليمية محددة.

سعادة الدكتور عبدالعزيز الحُر خلال حديثه في منتدى التعليم والتعلّم

شارك سعادة الدكتور عبدالعزيز الحُر، مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية القطرية في الجزء الثاني من فعالية منتدى التعليم والتعلم، وتحدث عن مسألة الهوية الوطنية ومناهج التعليم قائلاً: "موضوع الهوية يشغل العالم بأسره، والتحديات تختلف بين المجتمعات.

تابع: "لا يُمكننا استيراد مشروع صناعة هوية معين وتطبيقه في مجتمع ما، حيث يجب أن يكون لدينا فهم كافٍ عن مجتمعنا ومعطياته وجوانب القوّة والضعف فيه، وتاريخه وجغرافيته لكي نتمكن من صياغة مشروع هوية وطنية بشكل سليم، وهناك مجتمعات نجحت بالفعل في إيجاد حلول للوصول إلى مفهوم مشترك عن الهوية".

وتابع سعادة الدكتور الحر: "نحن بحاجة اليوم إلى مناقشة مسألة الهوية، وتحديد المشتركات والمفاهيم المرتبطة بها، وأن نضع لها بعض الأطر المحددة. إذا لم يتمكن التربويون والمعلمون من الاتفاق على مفاهيم مشتركة، فكيف سوف نتمكن من تدريسها للأبناء ونقلها للأجيال المختلفة وترجمة هذه المفاهيم والمكونات في المناهج؟".

صناعة الهوية الوطنية هو مشروع مجتمع وليس مشروع دولة، ويحتاج إلى الكثير من المشاريع والبرامج المجتمعية والعملية والسلوكية، لا مجرد محتوى معرفي يتم توصيله إلى الأبناء وامتحانهم فيه

سعادة الدكتور عبدالعزيز الحُر

كما قال سعادته: "صناعة الهوية الوطنية هو مشروع مجتمع وليس مشروع دولة، ويحتاج إلى الكثير من المشاريع والبرامج المجتمعية والعملية والسلوكية، لا مجرد محتوى معرفي يتم توصيله إلى الأبناء وامتحانهم فيه".

كان كذلك من بين المتحدثين في المنتدى إريك شينينجر، وهو شريك فاعل في المركز الدولي للقيادة في التعليم (ICLE)، والذي يركز في عمله حول العصر الرقمي كنموذج للمضي قدمً في المدارس. وبدوره طرح سؤالاً وقال: "كيف يُمكننا بناء مدارس تخدم للأطفال، سواء في وجود الجائحة أو عدمها؟"، مضيفًا: "لقد تم إيلاء الكثير من الاهتمام لهذه الجائحة، وهي تستحق ذلك. ولكن قبل الجائحة، كان العامل الأساسي الذي يحدث الاضطراب، والذي يجبرنا على التفكير فيما كنا نفعله، هو الثورة الصناعية الرابعة".

وقال شينينجر أن الثورة الصناعية الرابعة تتمثل في الأتمتة والروبوتات المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل "سيري" و"اليكسا"، وأوضح حاجة الطلاب في عالمنا اليوم إلى امتلاك المهارات الرقمية من أجل المستقبل.

وقال: "إذا فكرنا في ما يحتاجه المتعلمون الآن في خضم الوباء وفي ظل الثورة الصناعية الرابعة، فإن ما يحتاجونه هو التفكير. إنهم بحاجة إلى امتلاك المهارات الشخصية، لا سيّما وأنهم معزولون خلف شاشات أجهزة الكومبيوتر. إنهم بحاجة إلى مهارات وظيفية معينة، والتي ستكون مختلفة تمامًا عما كنا نعتقده قبل بضعة أشهر".

إذا فكرنا في ما يحتاجه المتعلمون الآن في خضم الوباء وفي ظل الثورة الصناعية الرابعة، فإن ما يحتاجونه هو التفكير

إريك شينينجر

وأضاف: "يجب علينا التفكير في مكاننا الآن، والمكان الذي نريد أن نصل إليه، آخذين في الاعتبار أن التغيير ليس قادمًا، بل هو هنا على عتبة بابنا، وأن ندرك أنه عندما تهدأ هذه العاصفة، لن يعود العالم إلى ما كان عليه سابقًا. هذا درس لنا، فإذا أردنا إعداد الأطفال للمستقبل، لا يمكننا أن نبقى عالقين في الماضي".

شهد المنتدى أيضًا مشاركة الدكتور دان كيندلون، عضو هيئة التدريس بجامعة هارفرد، ومؤسس Edumetrics Inc، وهي شركة مكرسة لمساعدة المدارس في التَّقييمات المستمرة للطلاب والمعلِّمين والبيئة المدرسية، ونايلة خضر حمادة، أخصائية وناشطة في التربية، ورئيسة الهيئة اللبنانيّة للتَّاريخ، والتي تركز في عملها على تصميم مناهج جديدة لتعليم التاريخ وتطبيقها.

أسفرت المناقشات في المنتدى عن تقديم ما مجموعه 58 توصية تندرج تحت المحاور الستة، حيث ركزت التوصيات المتعلقة بالمناهج الدراسية المحلية والدولية ربط ما يتم تدريسه في المدارس بأهداف الأمم المتحدة والتنمية المستدامة والتحديات الأساسية التي تواجه دولة قطر، والاستفادة من المشكلات المحلية كأساس لفرص التعلم، وتقديم خبرات تعليمية "حقيقية" من خلال المدارس التي تتعاون مع منظمات في مجالات الصناعة والبيئة والثقافة، وإنشاء شراكات بين المدارس داخل قطر وخارجها لفهم القضايا العالمية من وجهات نظر مختلفة.

استضافة منتدى التعليم والتعلم لخبير التعليم إريك شينينجر، والذي يركز في عمله حول العصر الرقمي كنموذج للمضي قدمًا في المدارس.

كما شمل التوصيات ضمن محور التعليم والتعليم الشخصي أفكارًا مثل إتاحة الفرصة للطلاب لإبداء رأيهم في الخطط الدراسية، وتشكيل روابط وثيقة مع أولياء الأمور لضمان إدراكهم لدورهم في تعليم أطفالهم، وتخصيص الوقت المناسب لعقد المحادثات الاجتماعية مع الطلاب وكذلك الأكاديميين. ومن حيث بناء مجتمعات تعليمية شاملة وميسرة، اقترح المشاركون مسارات مثل إنشاء مشاريع متعددة التخصصات تسمح للطلاب بالتعلم من الأشخاص ذوي المهارات والخبرات المختلفة، وتعزيز دور الطلاب من خلال قدر أكبر من التقييم الذاتي والرقابة الذاتية وإشراكهم في تحديد الأهداف.

أما توصيات محور تعزيز المجتمع والرفاهية الفردية، تضمنت تقديم الأنشطة الذهنية، وحثّ الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وتحديدها، وتكوين علاقات إيجابية في الصفوف الدراسية من خلال تحديد نقاط القوة والتركيز على جهود الطلاب بدلاً من قدراته. يمكن الاطلاع على القائمة الكاملة للتوصيات هنا.

قصص ذات صلة