بلسان حالها: علمتني أكاديمية العوسج أن أطمح للكثير

اليوم، بينما أتخرج من أكاديمية العوسج، أنظر إلى السنوات الـ 11 الماضية التي قضيتها في هذه المدرسة، وأدرك حجم الذكريات الجميلة واللحظات الرائعة التي بنيتها هنا، والتي ستبقى في ذاكرتي مدى الحياة.

عام 2009، التحقت بأكاديمية العوسج، إحدى المدارس العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، كطالبة في الصف الثاني، في ذلك الوقت، كانت المدرسة تضم مائة طالب فقط، ولكن تأثيرها الإيجابي كان واضحًا منذ أيام الدراسة الأولى، وقد تجلى ذلك في التقدير الذي حظينا به والذي استمر معنا حتى اليوم الأخير. لطالما شعرت بأنني فرد مهم في المدرسة والمجتمع، وجعلني ذلك أتفاعل أكثر مع الآخرين وأعبر عن نفسي بحرية أكبر. وسرعان ما اكتشفت، أن أكاديمية العوسج، هي المكان المثالي لكل طالب يبحث عن العلم والمعرفة، وعن المتعة على حد سواء، وهو ما يجعلها تجربة لا تنسى.

كنت دائمًا أشعر أن مدرستي هي بيتي الثاني، فهنا تعلمت الكثير من دروس الحياة من زملائي، والمعلمين الذين بذلوا قصارى جهدهم ليقدموا لنا تجربة تعليمية فريدة.

لقد علمتني المدرسة قيم الصداقة، والحب، والعمل الجاد. كل هذه الصفات شكّلت شخصيتي التي أصبحت عليها اليوم. أشعر أنني نضجت كثيرًا في أكاديمية العوسج، خاصة في السنوات الأربع الماضية، وأنا أعتبر الجميع في هذه المدرسة عائلتي، لقد اختبرنا معًا الكثير، تبادلنا الاهتمام والمحبة والرعاية من أجل بعضنا البعض.

مشروع التخرج

إحدى الإنجازات التي أفتخر بها للغاية هو مشروع التخرج الخاص بي، وهو عبارة عن فيديو يسلط الضوء على كيفية إطلاق مخبز ناجح في قطر. قمت بزيارة مخبز محلي حيث تلقيت بعض الدروس حول الخبز وطريقة صنعه، بالإضافة إلى مقابلة مع مالكة المخبز، التي أخبرتني عن تجربتها في بدء مثل هذا العمل التجاري هنا في قطر.

لقد حدثتني عن التحديات التي واجهتها، وكذلك النجاحات التي حققتها، وكيف جعل كل هذا عملها مرنًا. كان الفيديو يهدف إلى تسجيل يوم في حياة الخباز في قطر، ومن خلال إنجازه، رأيت الكثير من القطريين الذين يتطلعون إلى بدء أعمالهم ويصبحوا رواد أعمال، بالإضافة إلى الحصول على نظرة ثاقبة للتحديات التي يتعين عليهم التغلب عليها.

موعد التخرج

لطالما انتظرت بشوق كبير لحظة التخرج، لقد كان حماسي شديدًا، إلى أن اقترب الموعد، لأدرك أنني لست مستعدة لمغادرة هذه الرحلة التعليمية بعد. أشعر اليوم بامتنان كبير لأكاديمية العوسج، التي منحتني أجمل التجارب في حياتي، والتي عشت فيها الكثير من المغامرات، فكل يوم كان بمثابة مغامرة جديدة نستكشف من خلالها أنفسنا، والعالم من حولنا.

سأفتقد كل شيء يتعلق بمدرستي، وسأحمل كل اللحظات العظيمة التي عشتها هنا في قلبي، لقد انتهت جميعها في غمضة عين، ولم أدرك ذلك إلا وانا أرتدي ثوب التخرج وأغادر المدرسة، لكن ما احتفظ به في ذاكرتي من أيام الدراسة، سيشكل دافعًا لي لأنطلق بكل حماسة نحو الفصل التالي من حياتي.

الانضمام للجامعة

بعد قبولي في كلية الفنون بجامعة فرجينيا كومنولث، كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، سأتخصص الآن في تاريخ الفن، وسأكمل مسيرة النجاح في المدينة التعليمية التي أنتمي إليها، والتي بين أروقتها وُلد حلمي بمستقبل مشرق.

يقال إن أحلامنا تتحقق إذا امتلكنا الجرأة الكافية للسعي ورائها، لقد علمتني أكاديمية العوسج، أن أحلم أحلامًا كبيرة، وألا أتنازل عن أي حلم مهما بدا مستحيلًا.. حلمي أن أعيش حتى أبلغ التسعين عامًا، وأن أرى، حين أنظر إلى ماضيّ، الكثير من الإنجازات والمغامرات التي عشتها في شبابي وطوال رحلتي في هذه الحياة.