إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
25 October 2020

بلسان حالها: "كلّ الصعوبات التي واجهتها علّمتني أن ما بعد الضيق إلا الفرج"

مشاركة

جود إكرام شيخ، شابة بعمر 17 عامًا وطالبة في أكاديمية قطر - السدرة تتحدث عن تجربتها بعدما فقدت والدتها بعد صراع طويل مع سرطان الثدي

عندما أنظر إلى ما أنا عليه اليوم، يمكنني أن أشعر كم كنت محظوظة لأني ابنة لأم تُقدّر القيمة الحقيقية للتعليم، على الرغم من أنها لم تتلقى نفس جودة التعليم الذي حظيت به أنا وإخوتي. كانت أمي تعاني من مرض مزمن وتتحمل مسؤولية الأم والأب معًا، ومع ذلك كانت دائمًا تجعل تعليمي ودراستي أولويةً بالنسبة لها.

بسبب التحديات والصعوبات التي كانت والدتي تعيشها، كنت اضطر إلى التغيب عن المدرسة لأيام وأسابيع خلال المرحلة الابتدائية. الصعوبات التي واجهتها كي أتمكن من الالتحاق بالمدرسة علّمتني أن أقدر النعم التي أملكها وألا أنظر إليها كمُسلّمات. أصبحت أشعر بأن الحصول على التعليم هو فرصة فريدة، وكنت أعبر عن إمتناني وشكري لأمي من خلال حرصي على التفوق وإحراز أعلى الدرجات في المدرسة. كان ذلك أكثر ما يُسعدها، وبالمقابل، كنتُ أشعر بالرضا لأن جهودها في توفير التعليم لي لم تضع سدى.

خلال دراستي في الصف السابع، وجدت نفسي فجأة وحيدة دون أمي، التي رحلت عن الحياة بعد معركة طويلة، ولكن صامتة، مع سرطان الثدي.

بعد رحيل أمي، أنتقلت إلى قطر لأعيش مع أخي الأكبر. لقد كان أخي بمثابة أب وصديق مقرّب. تلّقى أخي وإخوتي الآخرين تعليمًا مرموقًا في جامعات المدينة التعليمية بمؤسسة قطر، وذلك دفعه إلى تحفيزي على الالتحاق بإحدى مدارس مؤسسة قطر لأحصل على جودة التعليم ذاتها. في تلك اللحظة، تحوّل كل شيء في حياتي إلى الأفضل.

بعد أن اجتزت اختبار القبول لدى أكاديمية قطر - السدرة التابعة لمؤسسة قطر، حصلت على منحة دراسية لإتمام دراستي. كانت فرحتي لا توصف. لقد كانت تلك فرصتي لإحراز التقدّم على المستوى الأكاديمي والشخصي، فمؤسسة قطر وأكاديمية قطر - السدرة تنظر إلى طلابها كأفراد مميزين، دون أي تمييز أو تفرقة بينهم، وتتيح الفرص للجميع دون استثناء لإثبات قدراتهم وإمكانياتهم.

أكاديمية قطر السدرة تنظر إلى كلّ طلابها كأفراد مميزين، دون أي تمييز أو تفرقة

جود إكرام شيخ

لازالت أحرص على التمسّك بالقيم والمبادئ التي غرستها والدتي فيني طيلة أحد عشر عامًا، وأعمل جاهدةً لأقدّم أفضل ما عندي، وأستوحي الإلهام من والدتي التي كانت دائمًا تحثّنا على العمل الدؤوب والمستمر. هذا ما أضعه أمام عيني كلّ يوم خلال تواجدي في المدرسة.

بعد كلّ تلك الأحداث التي مررت بها، يُمكنني القول أن كلّ الصعوبات التي واجهتها علّمتني أن ما بعد الضيق إلا الفرج، وأنّ مقابل كلّ تجربة قاسية تختبرنا بها الحياة، سيأتي شيء جميل ليعوضنا في النهاية. سأبقى دومًا ممتنة لأسرتي ولمجتمع مدرستي على الدعم والتشجيع الهائل الذي تلقيته، وهو ما مكنني من المضي قدمًا في الحياة.

أعمل الآن على التخطيط لمستقبلي والتقديم في الجامعات. لدي طموحات كثير ومختلفة ولم أحسم قراري بعد. فيومًا أشعر بأنني أريد أن أصبح طبيبة، ويومًا آخر أشعر بأنني أريد أن أعمل كمحامية. لكنّ الأمر الوحيد الواضح بالنسبة لي هو أنني أرغب في أن أساعد الآخرين، وأن استثمر قدراتي في تقديم العون للناس من حولي، وأن أسهم في بناء مجتمع أفضل.

تلك كانت رغبة أمي، أن أكون شخصًا ودودًا، متواضعًا، وخدومًا، يعمل دائمًا على رد الجميل، ويُقدّر المعنى الحقيقي للتعليم وأهميته في عالم اليوم.

قصص ذات صلة