إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
18 August 2020

بلسان حاله: "أن أكون طالبًا يدرسُ الفنون في مدرسة مخصصة للبنين هو أمر مستهجن"

مشاركة

كمصمم شغوف في مجال سرد القصص، يحاول حازم رفع مستوى الوعي والتغيير والبحث عن الافتراضات والتساؤل حول المجهول

لطالما كنت شغوفًا بالفن منذ طفولتي. نشأت وأنا أشاهد أفلام ديزني، وكلاسيكيات الرسوم المتحركة الشهيرة لبيكسار مثل "حياة حشرة" وسلسلة "حكاية لعبة"، ودفعتني هذه الأفلام نحو البحث عن الفن، ليس كهواية فحسب، بل كمهنة.

أن أكون طالبًا يدرس الفنون في مدرسة مخصصة للبنين غالبًا هو أمر مستهجن، فلم تكن رحلة سهلة على الإطلاق. حيث لا يعد تخصص الفنون الجميلة مسارًا يفكر الطلاب الذكور الالتحاق به

حازم آصف

لكن أن أكون طالبًا يدرس الفنون في مدرسة مخصصة للبنين غالبًا هو أمر مستهجن، فلم تكن رحلة سهلة على الإطلاق. حيث لا يعد تخصص الفنون الجميلة مسارًا يفكر الطلاب الذكور الالتحاق به. غالبًا ما كنت أتعرض للتنمر بسبب شغفي بالفن، لكنني لم أكن أتعامل مع هذا الأمر بشكل سلبي كأن يتسبب في انتكاسة حياتي المهنية كفنان.

بينما يلعب معظم الطلاب الذكور كرة القدم، كنت أفضل أن أكون في مكان هادئ، مثل المكتبة، حيث كنت أبحث عن الإلهام. لقد اتخذت السلبية كقوة دافعة لتغيير الصورة النمطية وكسرها وتشجيع الآخرين على فهم وتقبل الفن كتخصص، ومشاركة رحلتي الفنية.

حازم آصف

يستمتع حازم باستكشاف الموضوعات التي تستعرض المواضيع الاجتماعية وتعكس المجتمع والعالم الذي نعيش فيه.

كنت أرغب في متابعة دراسة الفنون الجميلة في المدرسة، لذا، أيّد والداي قراري بقوّة من أجل الانتقال إلى مدرسة تدرس فيها الفنون الجميلة كمقرر. في المدرسة الجديدة، شعرتُ بارتياح كبير لوجودي في بيئة كانت أكثر تقبلًا للفنون، سواء كانت الفنون الجميلة أو صناعة الأفلام أو غيرها من التخصصات الإعلامية.

كان الاستوديو الفني في مدرستي الجديدة مذهلًا، والذي أصبح مكانًا مشتركًا لي ولأصدقائي على مدى العامين اللذان قضيتهما هناك، حيث كنا نقضي الوقت في الرسم والتدريب بعد ساعات الدوام المدرسي.

وباعتبار أنني طالب الفنون الوحيد في سنتي الثانية، فقد حظيت بقدر كبير من الثناء والمدح من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على أعمالي، وحينها شعرت بالقوة والاحترام.

بعد تخرجي من المدرسة الثانوية، كنت أريد الإلتحاق بالكلية الوطنية للفنون الجميلة، وهي الكلية الفنية الأكثر شهرة في لاهور، باكستان. لكن الحياة اختارت لي طريقًا مختلفًا. انتهى بي الأمر بتقديم طلب الإلتحاق لجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، عضو مؤسسة قطر، حيث حصلت على منحة دراسية وانتقلت للدراسة في قطر. هذه هي المرة الأولى التي أعيش فيها وحدي، وكانت هذه التجربة من أفضل التجارب المثمرة والمُرضية في مسيرتي الفنية.

من المؤسف أن المجتمع الذي أتيتُ منه في باكستان أمامه طريق طويل ليقطعه لفهم إمكانية التعرف على الفن وتطويره والمهن القائمة عليه، حيث يتعين عليهم التوقف عن المقارنة بين جميع المجالات الأخرى والعلوم والهندسة والطب

حازم آصف

من المؤسف أن المجتمع الذي أتيتُ منه في باكستان أمامه طريق طويل ليقطعه لفهم إمكانية التعرف على الفن وتطويره والمهن القائمة عليه، حيث يتعين عليهم التوقف عن المقارنة بين جميع المجالات الأخرى والعلوم والهندسة والطب.

يلعب الفنانون والمصممين دورًا محوريًا في المجتمع. هم وكلاء التغيير الإبداعي، وهم في غالب الأحيان الصوت غير المرئي الذي يعمل كجسر من خلال عملهم لتنمية التغيير وإيصال صوت المجتمع.

كفنانين ومصممين، من المهم أن نبقى صادقين مع أنفسنا وملتزمين بقيمنا ومعتقداتنا حول المواضيع التي تهمنا. أريد استخدام عملي وموهبتي كمحفز للتغيير الاجتماعي، وطرح الموضوعات المثيرة للجدل المهمة والمعاصرة، الاجتماعية، والسياسية ذات الصلة في باكستان ومختلف أنحاء العالم.

أستمتع باستكشاف الموضوعات التي تستعرض المواضيع الاجتماعية وتعكس المجتمع والعالم الذي نعيش فيه. نشأتي في باكستان منحتني وجهة نظر فريدة ألخصها من خلال هذا السؤال: إذا كان كل شيء حولك نتيجة لما كان عليه، فكيف لنا أن نتخيل كل ما كان ليتحقق؟ عملي يتصارع مع قتامة الأشياء، ويُضفي عليها طبقة من الأمل على هيئة ما كان قد يُمكن أن يكون.

استلهمتُ معظم أعمالي من الثقافة الغنية، والحياة الاجتماعية الديناميكية متعددة الطبقات في باكستان، لذا ركزتُ في أعمالي مؤخرًا على التكهن بصريًا بمستقبل باكستان، حيث تتبنى باكستان الجديدة التكنولوجيا والتنوع والسلام، وتعمل من أجل تحسين حقوق الإنسان.

خلال رحلتي لتطوير أسلوبي الفني، تعلمتُ أن "العملية" هي الجزء الأكثر أهمية في أي عملية فنية أو تصميم، وأن أتقبل حقيقة أنني كفنان سوف أخفق عدة مرات في الوصول إلى المكان الذي أريد أن أكون فيه.

صورة 1 من 3

وفقًا لحازم آصف، يلعب الفنانون والمصممين دورًا محوريًا في المجتمع. وهم في غالب الأحيان الصوت غير المرئي الذي يعمل كجسر من خلال عملهم لتنمية التغيير وإيصال صوت المجتمع.

كلما نجحتُ في ابتكار قطعة فنية، كان هناك شعور بالحماس والخوف أيضًا، فلا أستطيع توقّع الطريقة التي سيتفاعل بها الجمهور مع أعمالي الفنية. أعتقد أن هذا الشعور بالخوف مهم لنجاح الفنان، لا يكتمل أي عمل فني أو تصميم من دون نقد إيجابي أو سلبي أو اختلاف في الآراء.

هذا الحماس هو ما يدفعني إلى الاستمرار في الابتكار بالفنون التي تستكشف التعبيرات الجديدة بشكل جماعي وتتيح للناس تفسيرها بطريقتهم الخاصة.

حازم عاصف، مصمم جرافيك متعدد التخصصات ورسام رقمي من لاهور، باكستان، وهو خريج جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر.


بدعم من مؤسسة قطر وجامعة فرجينيا كومنولث في قطر، شارك حازم في معارض جماعية على المستويين الدولي والمحلي، مثل أسبوع دبي للتصميم 2017، ومعرض طهران السنوي للفنون الرقمية 2017، ومعرض سجادة الصلاة الحديثة في ريتشموند فيرجينيا 2018، وكرافتويرك، برلين، ألمانيا (2018). وكونه خريجًا من جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، شارك أيضًا في معرض البنك الدولي في إسلام أباد، باكستان 2019، وزار مؤخرًا وشارك في فعالية العام الثقافي، في باريس، فرنسا في يناير 2020، بالتعاون مع متاحف قطر.

قصص ذات صلة