للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يتحدث عبدالرحمن محمد إبراهيم المهندي، خريج أكاديمية قطر – الخور عن دور الأكاديمية في تطوير مهاراته وشغفه بالفن
بعد أن أكملت مسيرة إثنى عشر عامًا من الجهد والاجتهاد، أشعر بالفخر والسعادة كوني خريج دفعة عام 2020. ولا أنسى ما تعلمته واكتسبته من مهارات وعلاقات رائعة كونتها مع زملائي الطلاب، ومعلميني، ومنهم من سيبقى في الذاكرة إلى الأبد لما قدموه لي من دعم ومساندة خلال سنواتي في الأكاديمية.
لن أنسى ما تعلمته واكتسبته من مهارات وعلاقات رائعة كونتها مع زملائي الطلاب، ومعلميني
بدأت الدراسة في أكاديمية قطر – الخور منذ عام 2008، وحينها كنت في السابعة من عمري، وفيها كبرت وتعلمت الكثير، ومنحتني الفرصة للاطلاع على القضايا المحلية والدولية، ومناقشة العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى البيئية. لأكون مواطنًا واعيًا ومثقفًا، مما سيجعل لي دور هام في مواصلة تنمية وتطوير المجتمع في قطر في المستقبل.
خلال دراستي في أكاديمية قطر - الخور اكتشفت قدرتي على كتابة النصوص الأدبية وخاصة فن القصة القصيرة أو النصوص المسرحية، وكانت لي مشاركات مختلفة في إعداد المسرحيات والأفلام القصيرة التي قمت بإعدادها مع الأقارب والأصدقاء داخل وخارج الأكاديمية، وكان لها دور كبير في مساعدتي على التواصل مع مؤسسات من خارج البيئة المدرسية مثل مؤسسة الدوحة للأفلام ومسرح قطر الوطني.
عبدالرحمن محمد إبراهيم المهندي يعرض أعماله الفنية.
بدء شغفي بالأعمال المسرحية مع قصة "ليلى والذئب" أو "ذات الرداء الأحمر"، حيث كانت هذه من أولى المسرحيات التي حضرتها في طفولتي على المسرح، ومن شدة تأثري بها، قمت بتمثيلها مع أخوتي وأبناء عمتي في صغرنا وحينها كان العرض محدود فقط لأفراد عائلتي.
ومرت الأيام وتوالت السنين، ولازالت فكرة المسرح تدور في رأسي، وحينها قررت أن أدخل هذا المجال، ولكن هذه المرة بتأليف نصوص المسرحيات الخاصة بي وبمساعدة أفراد العائلة، حيث كنا في كل يوم جمعة نجتمع في "العزبة" وبالتحديد في "بيت الشعر" حيث نتشارك أفكارنا معًا، ونعد النصوص المسرحية، ونقسم الأدوار فيما بيننا، وفي نفس الليلة نعرض المسرحية على أطفال العائلة.
وفي أحد الأيام سمعتنا خالتي نطلب من الصغار حضور مسرحيتنا وقالت: "لماذا لا تعرضوا المسرحية أمامنا أيضًا" وهذا ما حدث! وحينها شعرنا بالحماس والتوتر ورهبة الجمهور وكأننا أمام جمهور حقيقي! كانت تجربة لاتنسى، وكنا جميعًا سعداء بها الجمهور الجديد.
وبعد هذه الليلة الرائعة، عملنا بجد وخططنا على مدى أسبوع كامل لمسرحية "عائلتي الكريمة" والتي تعد الأقرب إلى قلبي ومن أفضل المسرحيات التي عملت عليها على الإطلاق، حينها قمنا بتصميم ملصقات للمسرحية وأعددنا فيديو صغير كإعلان وأرسلناه لأفراد العائلة. ولازلت أتذكر العرض الأول للمسرحية حتى يومنا هذا.
بدء عبد الرحمن شغفه بالفن والإبداع في سن مبكرة وطور موهبته في أكاديمية قطر - الخور.
في أحد الأيام، اقترحت ابنة خالي فكرة تصوير فيلم قصير، وعندها عملنا على إعداد فيلم كوميدي يحاكي الواقع تحت عنوان "خدم آخر زمن"، وفيلم آخر كان بعنوان "أصير أحسن" وكنا نهدف من خلاله إيصال أهمية العمل بجهد رغم الظروف وأهمية دور الأم وانتهى العرض بتوزيع الورود على الأمهات وهدية لجدتي.
بعد ذلك، قررت دخول مجال صناعة الأفلام، بالإضافة إلى أعمال المسرح والدراما، حينها ذهبت إلى معلمة الدراما في الأكاديمية، "إيمي فراير"، وساعدتني على التواصل مع مؤسسة الدوحة للأفلام كي أطور من موهبتي، وحينها قمت بزيارتهم وعرضت عليهم بعض أفلامي السابقة، وهناك التقيت ببعض المخرجين وتشاركنا بعض الأفكار حول صناعة الأفلام وأعمال المسرح وتبادلنا وجهات النظر حول عدة مواضيع، وحينها شد انتباهي حجم الإنتاج المذهل في قطر ورأيت إن هناك مستقبل مشرق لصناعة السينما في قطر.
شجعتني هذه الزيارة على مواصلة ما بدأت به، وكنت قد أعددت فيلم قصير بعنوان "شكراً معلمي"، ومن خلال هذا الفيلم وصلت إلى شريحة أكبر من الجمهور، وكانوا زملائي الطلاب وآبائهم، وفي إجازة الصيف بدأت بكتابة نص لفيلم قصير حول موضوع القرصنة الإلكترونية تحت عنوان "حبال الحيلة".
لكل بداية نهاية، وآمل أن تكون نهاية هذه المرحلة بداية جديدة لرحلة قادمة مليئة بإنجازات ونجاحات أكبر
قدمت هذا الفيلم كمشروع شخصي وكإحدى متطلبات البكالوريا الدولية لطلاب المرحلة المتوسطة، وشاركت بهذا الفيلم في مهرجان البرامج الوطنية والتراث، التي يديرها معهد التطوير التربوي وفزت بالمركز الأول كأفضل مبادرة مدرسية، وتواجدي في المهرجان ساعدني على إبراز موهبتي ومهاراتي أمام الجمهور ومنحني ثقة أكبر بنفسي.
في العام الذي يليه شاركت أيضًا في المهرجان لكن هذه المرة من خلال مسرحية "سر النجاح" وكنت أمثل فيها مع زملائي الطلاب تحت إخراج الفنان القدير صلاح الملا. كانت تلك فرصة ثمينة لي لمقابلة أحد أبرز الفنانين القطريين في الساحة الفنية المحلية وأن أعمل تحت إخراجه.
من التجارب الفنيّة الأخرى التي مررت بها خلال فترة دراستي بالأكاديمية، هي الرسم، حيث سجلت في إحدى مواد التربية الفنية الاختيارية، وكانت أولى لوحاتي للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، وهي لوحة بورتريه وكولاج باللونين الأبيض والأسود، ولم يكن إنجاز هذه اللوحة أمرًا سهلًا بالنسبة لي، لكن ما حفزني على الاستمرار أنها كانت ستعرض في معرض أقامته الأكاديمية إحتفالًا بمرور عشر سنوات على افتتاحها. ولهذا كنت أبقى بعد الدوام المدرسي خمس ساعات إضافية لإنجاز تلك اللوحة، وتمكنت من عرض اللوحة في المعرض، وهذا زادني حماسًا للاستمرار، ورسمت عشر لوحات آخرى وعرضتهم في أول معرض فني لي.
في آخر عام دراسي لي بالأكاديمية، اختتمت العام بكتابة نص مسرحي لليوم الوطني القطري بطلب من مديرة الأكاديمية عائشة المقبالي، التي لطالما كانت الداعم الأول لي وشرفني أن أختم سنواتي الدراسية في الأكاديمية بعمل مسرحي وطني، ولله الحمد خرج هذا العمل بأبهى حلة على مسرح المدرسة أمام جمهور كبير.
لكل بداية نهاية، وآمل أن تكون نهاية هذه المرحلة بداية جديدة لرحلة قادمة مليئة بإنجازات ونجاحات أكبر، شكرًا لكل من دعمني، ولكن شخص تعلمت منه أو أضاف لي شيئَا، شكرًا عائلتي، ومعلميني، وزملائي. شكرًا أكاديمية قطر – الخور على هذه الذكريات الجميلة.