للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
ظهور لقاحات (كوفيد-19) عززت الآمال في التغلب على هذا الفيروس.
مصدر الصورة: Ken Ruinard، عبر موقع REUTERSيتحدث الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، عن تجربة تلقيه اللقاح، مسلطًا الضوء على أهمية التطعيم لمكافحة الجائحة
لا مثيل لعام 2020 حتى الآن، فجائحة كورونا عطّلت الحياة التي ألفناها. لا شكّ أنه كان عامًا صعبًا وشاقًّا في بعض الأحيان، لكنّه كان أيضًا مصدر تحفيز وإلهام. فمع اقتراب ذلك العام من نهايته، شعرتُ أنّني من المحظوظين الذين نجحوا في تخطّي المصاعب دون أن يصابوا بأذى إلى حدّ ما، لكنّني كنتُ أتطلّع بفضول علمي إلى "الإكسير" المنتظر على هيئة لقاح، لأن ذلك قادر على طمأنتنا بأن الأمور ستعود يومًا ما إلى طبيعتها ولو على المدى الطويل.
قد يبدو التوصل إلى حلّ دائم لهذه الجائحة أمرًا يستحق الحماس، لكن ذلك لن يتحقق دون التزام منّا
مع نهاية العام السابق، ظهرت بوادر الأمل عند إصدار الموافقات على توزيع عددٍ من اللقاحات الفعالة والمضادة لـ"كوفيد-19"، والتي عملت شركات الأدوية الرائدة على تطويرها بمشاركة نخبة من الخبراء كلّ في مجاله، فتوحدت تلك الجهود، وأُعلن اعتماد هذه اللقاحات في مستهل العام 2021.
الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة أثناء تلقيه لقاح (كوفيد-19)
قد يبدو التوصل إلى حلّ دائم لهذه الجائحة أمرًا يستحق الحماس، لكن ذلك لن يتحقق دون التزام منّا وإيماننا بمسؤوليتنا الجماعية المشتركة، ويقظتنا للحدّ من تفشي الوباء، وهذا يتطلب تثقيف أنفسنا بأهمية اللقاحات واستخدامها على نطاق واسع، باعتبارها الطريقة الوحيدة المؤكدة لمكافحة هذه الجائحة.
عندما أصبحتُ مؤهلًا لتلقي لقاح كوفيد-19 وفق المعايير والإجراءات المتبعة في الدولة، تلقيتُ هذه الفرصة بكلّ سرور
انطلاقًا من إيماني بذلك، وعندما أصبحتُ مؤهلًا لتلقي لقاح كوفيد-19 وفق المعايير والإجراءات المتبعة في الدولة، تلقيتُ هذه الفرصة بكلّ سرور. ورغم الشكوك التي تحيط بتقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال، إلّا أنني استندتُ في قراري على التدقيق والعناية الواجبة المرتبطة بهذه التقنية ولجأتُ إلى قراءة مستفيضة ونقاشات لا حدود لها مع كبار الخبراء في الأمراض المعدية والزملاء في البحث العلمي، مثل الدكتور عبداللطيف الخال رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كوفيد-19 ورئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية، ومع سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة. مع الوقت تأكدتُ من فعالية اللقاح.
يقول الدكتور المقرمد أن لقاح (كوفيد-19) هو "الطريق الأوضح" الذي لا بُدّ أن نسلكه من أجل عودة الحياة إلى ما قبل الجائحة.
باختصار، لقد قطعتُ شوطًا طويلًا وإضافيًا لتثقيف نفسي، وبناء قناعتي على مصادر موثوقة ومعتمدة ومستقاة من وزارة الصحة العامة في دولة قطر، ومنظمة الصحة العالمية، وغيرها من الجهات المتخصصة.
بصفتي أول فرد في أُسرتي يتلقى اللقاح، كنتُ حريصًا على تمهيد الطريق لهم، ومشاركتهم تجربتي لكي يكونوا على استعداد تام عند تحديد المواعيد المخصصة لتطعيمهم، وكما حدثّتهُم عن ذلك، ها أنا أشارككم تفاصيل هذه التجربة الاحترافية والفعالة منذ بدايتها وحتى نهايتها، بدءًا من المرونة في جدولة المواعيد والإجراءات الإدارية الواضحة والمتخصصة، مرورًا بالمرفق الصحيّ الذي يتسّم بقدر عالٍ من معايير النظافة الصحية، وصولًا إلى تلقّي اللقاح ومتابعة أي تفاعلات أو تأثيرات جانبية من قبل الجهات الصحية.
إن أهمّ ما يمكننا القيام به الآن أيضًا لحماية أنفسنا ومجتمعنا من فيروس كورونا هو العمل الجماعي
من الصعب أن أتخيّل تجربة صحيّة أكثر إيجابية، فبعد ساعة من تلقّي اللقاح عدتُ إلى عملي دون أن ألحظ أي تأثيرات جانبية. وكان من الواضح لي أن وزارة الصحة العامة طوّرت بروتوكولات ذات جودة عالية مخصصة لتوزيع اللقاح، ناهيك عن دراستهم لكافة المراحل التنفيذية لحملة التطعيم بشكل احترافيّ.
بالنسبة لي، لقد كانت تجربة تلقّي اللقاح مهمّة جدًا، لكنّني فرد واحد من المجتمع. و كما تصدينا للفيروسات التي ظهرت في السابق من خلال التنسيق و التعاون، فإن أهمّ ما يمكننا القيام به الآن أيضًا لحماية أنفسنا ومجتمعنا من فيروس كورونا هو العمل الجماعي. لذا من الضروري ألّا نفكّر في أنفسنا فحسب، بل أن نفكّر في الآخرين أيضاً، الذين قد يكونون الأكثر ضعفًا فيما بيننا.
إنّ لقاح كوفيد-19 هو الطريق الأوضح الذي لا بُدّ أن نسلكه من أجل عودة الحياة إلى ما قبل الجائحة. أشعرُ حقًا بالامتياز لأنني أعيشُ في بلدٍ يُقدّر الرعاية الصحية عالية الجودة و توفرها في الوقت المناسب، والتي يتم تقديمها لجميع المواطنين والمقيمين. أفخرُ بأنني أديّتُ دوري، وآمل أن تفكّروا أنتم أيضًا في القيام بدوركم.