إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
20 May 2020

بلسان حاله: "رمضان له نكهة مختلفة هذا العام والصيام خلال فترة تفشي الوباء تجربة مختلفة"

مشاركة

أدت جائحة "كوفيد-19، والتدابير المتخذة لمكافحتها، إلى ضرورة التعايش مع شهر رمضان بشكل مختلف هذا العام.

يشارك الدكتور فتحي أحمد، أستاذ منسق، في كلية الدراسات الإسلامية، ومنسق بحوث في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق التابعان لجامعة حمد بن خليفة، تجربته في الشهر الكريم في ظل تفشي "كوفيد-19"

الصيام في شهر رمضان أحد أركان العقيدة الإسلامية، ويشمل ذلك أوقات الأزمات أيضًا. ومقارنة بالسنوات السابقة، فإن لشهر رمضان نكهة مختلفة في العام 2020، وأنا أقضي تجربة صيام مختلفة خلال تفشي جائحة "كوفيد-19" التي أثرت على ظروف الحياة في جميع أنحاء العالم.

إحدى الآثار الإيجابية للوضع الحالي هو أنني أستمتع بمرونة الوقت لإدارة واجباتي الدينية، ومهام العمل، والمسؤوليات الأسرية والاجتماعية بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة

الدكتور فتحي أحمد

إحدى الآثار الإيجابية للوضع الحالي هو أنني أستمتع بمرونة الوقت لإدارة واجباتي الدينية، ومهام العمل، والمسؤوليات الأسرية والاجتماعية بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة، إلا أنني أشعر بالحزن كوني لا أستطيع تأدية صلاة الجماعة في المسجد ولن أتمكن من الذهاب إلى المسجد للاعتكاف خلال العشر الأواخر من شهر رمضان كما كنت أفعل في السابق، لكنني آمل أن الله يأجرني على نيتي.

كما أن هناك العديد من العوامل التي أثرت على خياراتنا بسبب جائحة "كوفيد-19"، وبصفتي فردًا من أفراد المجتمع، يجب علي احترام المصالحة العامة، والعيش وفقًا للقواعد واللوائح التي وضعتها السلطات الحكومية، والتمتع بالحرية في هذا السياق، لأنني أعتقد أن الحرية والمسؤولية قيمتان لا تنفصلان.

الدكتور فتحي أحمد، منسق بحوث في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق.

على الرغم من تغير الكثير من الأمور في ظل تفشي فيروس كورونا، إلا أن الله تعالى خيرنا وأعطانا القدرة على التفكير واستكشاف الخيارات التي تساعدنا على التكيف مع أي تغييرات جديدة. على سبيل المثال، بينما أفتقد صلاة الجماعة في المساجد، فإنني أقوم بصلاة الجماعة مع زوجتي وأطفالي في المنزل، كما أنني كنت أدعو الأهل والأصدقاء للإفطار معنا في المنزل أو في الخارج فيما مضى، وبدلًا من ذلك هذا العام، تبرعت هذا العام ببعض المال للمنظمات الخيرية لتوفير الإفطار للصائمين المحتاجين.

ومن جهة أخرى، هذا العام، لدي متسع من الوقت لقراءة القرآن، حيث أنني أقرأ من اثنين إلى ثلاثة أجزاء يوميًا، وهدفي أن أختم قراءة القرآن ثلاثة مرات على الأقل بحلول نهاية الشهر، لديّ أيضًا متسع من الوقت للتعبد وإقامة الصلوات والرواتب مثل صلاة الضحى والتهجد كل يوم تقريبًا.

كما أنني أقوم بأداء عملي من المنزل وأؤدي مهامًا إضافية للتطوير نفسي مهنيًا، بالإضافة إلى إعداد ونشر البحوث. ومع ذلك، أفتقد الذهاب إلى المرافق الرائعة في المدينة التعليمية بمؤسسة قطر، وخاصة الاستفادة من الخدمات التي تقدمها مكتبة قطر الوطنية والمراكز الترفيهية الأخرى.

من المميزات الأخرى التي أشعر بها شهر رمضان هذا العام، هي أنني لدي الوقت الكافي للقيام بكافة المسؤوليات المترتبة علي، فأنا لا أتعرض لضغوط الحياة الاجتماعية الخارجية، أو ضغوط بيئة العمل. على الرغم من أنني أفتقد كثيرًا الاجتماعات ولقاءات الأصدقاء والأقارب. إلا أنني أحرص أن أبذل المزيد من الجهد لزيادة الدافع الذاتي وتعزيز عزمي على أداء واجباتي الدينية، والعملية، والأسرية والاجتماعية بإتقان قدر الإمكان.

التدابير الاحترازية التي تم اتخاذها، وعدم خروجنا من المنزل قلل من المجهود الجسدي، وبالتالي جعل الصيام أكثر سهولةً

الدكتور فتحي أحمد

التدابير الاحترازية التي تم اتخاذها، وعدم خروجنا من المنزل قلل من المجهود الجسدي، وبالتالي جعل الصيام أكثر سهولةً، وأعطانا الفرصة للتفرغ للعبادة وبذل المزيد من الجهد، وبالتالي، عدم تعرضنا لبعض الأمور التي قد تبطل صومنا، وحصولنا على المزيد من الوقت للحفاظ على أداء صلاتنا في أوقاتها وتشجيع أنفسنا على القيام بالمزيد من العبادات الطوعية، بالإضافة إلى ذلك، خلال هذا الوباء – وتحديدًا في الأوقات الصعبة بشكل عام - يعود الناس إلى الله سبحانه وتعالى، ويكثفون من الدعاء راجين من الله أن يرفع عنهم الشدة ويهون من الأزمات والصعوبات.

ومن مزايا الوضع الحالي أيضًا، أنه يقرب أفراد الأسرة من بعضهم البعض ويتيح لهم الفرصة لقضاء المزيد من الوقت معًا. وهناك العديد من الطرق البسيطة التي يمكن لأفراد العائلة اتباعها لجعل شهر رمضان تجربة فريدة. حيث يمكنهم أن أداء الصلوت المفروضة والتطوعية جماعةً. يمكنهم عمل حلقات دينية لقراءة القرآن الكريم معًا أو قراءة بعض الكتب الإسلامية المختارة أو كتب أخرى. كما يمكنهم مساعدة بعضهم البعض في أعمالهم ودراساتهم ومشاريعهم. على سبيل المثال، يساعد الأخوة الأكبر سنًا أخوانهم الصغار في دراستهم، ويمكن للأزواج دعم زوجاتهم بمساعدتهم في بعض الأعمال المنزلية.

من المهم أن نتذكر أن الصيام خلال شهر رمضان هو رحلة نضال وصبر منذ البداية وحتى النهاية، والبقاء بعيدًا عن العائلة والأصدقاء إحدى هذه التحديات

الدكتور فتحي أحمد

كما يمكن للناس أيضًا الحصول على مزيد من الوقت للمشاركة في الأعمال التطوعية والعمل الخيري لدعم الفقراء والمحتاجين والمرضى. وأعتقد أيضًا أنه من المهم جدًا ترك مساحة حرة لجميع أفراد العائلة ليكونوا مبدعين بطريقتهم الخاصة وأن يسعوا إلى أن يكون شهر رمضان تجربة فريدة مثمرة ومختلفة.

وبين الرغبة في الانقطاع للعبادة من جهة وطبيعة البشر الاجتماعية من جهة أخرى، ليس من السهل بشكل عام علينا قضاء شهر رمضان في الحجز الصحي وبعيدًا عن عائلاتنا وأصدقائنا. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الصيام خلال شهر رمضان هو رحلة نضال وصبر منذ البداية وحتى النهاية، وتعكس بعض هذه التحديات البقاء بعيدًا عن العائلة والأصدقاء، وقبولنا والصبر على هذا الوضع فسيكافئنا الله سبحانه وتعالى.

وفقًا للدكتور فتحي، إن الله خيرنا وأعطانا القدرة على التفكير واستكشاف الخيارات التي تساعدنا على التكيف مع الوضع الحالي خلال شهر رمضان المبارك.

كما يمكن أن تقلل طرق التواصل الجديدة، ولا سيما منصات التواصل الاجتماعي المختلفة من الشعور بالوحدة وعدم السعادة الذي قد يعاني منها العديد من الأشخاص. وقبل كل شيء، من الضروري أن ندرك أن هذا الوضع سيتغير كما وعد الله، سبحانه وتعالى، "إن مع العسر يسرًا"، لذا، يحتاج الناس فقط إلى بذل قصارى جهدهم والتحلي بالصبر والتفاؤل.

وأخيرًا، يحتاج أفراد المجتمع بعضهم البعض أكثر من ذي قبل، ويجب على الجميع أن يكونوا قدوة جيدة لبعضهم البعض، وأن يكونوا ودودين مع الآخرين، خاصةً أقاربهم وجيرانهم وأصدقائهم. كما أنه من المهم لأفراد المجتمع دعم مجتمعهم وإظهار تضامنهم في هذه الأوقات الصعبة. ولعل الأهم من ذلك، أننا بحاجة إلى تجنب إظهار السلوكيات التي قد تكون ضارة أو مدمرة، وأن نكون رحيمين ومسالمين مع بعضنا البعض.

قصص ذات صلة